وبالاجتهاد يقضي (السادة المجتهدون) على الإسلام شيئا فشيئا ... بعضهم بحسن نية وجهل، وبعضهم بسوء نية ومكر، فالقرضاوي والجديع والترابي يفتون ببقاء المسلمة متزوجة من المسيحي إن أسلمت ولم يسلم هو، والجديع ومحمد سعاد جلال يفتيان بجواز كشف المرأة ليديها (موضع الوضوء)، أي حتى الكوعين!! والدكتور علي جمعة أفتى بجواز أن تصلي المرأة وهي مغطية شعرها بباروكة الشعر!! وهكذا يقوم (السادة المجتهدون) بحل عُرَى الإسلام عُرْوَةً عُرْوَةً، ولئن اعترضتَ سيجابهك (السادة المجتهدون) أو أتباعُهم بجواز الاجتهاد، (وافرض أنه أخطأ، فكان ماذا؟! من اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد)، وهكذا يحلون عُرَى الإسلام عُرْوَةً عُرْوَةً، ويُنْشِئون (إسلاما جديدا) لم يكن عليه المسلمون على مدار القرون الماضية ... وحتى لو أخطأ هذا المجتهد المعاصر في مسألة واحدة، وذلك في مسألة واحدة، والثالث في مسألة ثالثة، فإن مجموع هذه (المسائل الواحدة) الخطأ تشكل إسلاما آخر غير ما كان عليه المسلمون على مدار تاريخ الإسلام ... إسلاما آخر غير الذي جاء به سيدُنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم.
أطلت عليك يا دكتور، لكنَّ في القلب غصةً من الحال الذي صرنا إليه، من مخالفة ما كان عليه علماء الإسلام على مدار تاريخ الإسلام، مما أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن، والسبب في كل هذا: (الاجتهادُ)، الذي يدفع إليه (الكِبْرُ).
و (الكِبْرُ) هو الذي قد يؤدي إلى فشل مشروعك العلمي البديع المفيد، لأن (الكِبْرَ) يمنع صاحبه من أن يكون تابعا لشخص آخر ... مثلما منعهم من أن يتبعوا الأئمة المتبوعين، الأئمة الأربعة، أفيتبعون من كان معاصرا لهم، ولو كان في عمل خيري؟
لولا ذلك (الكِبْرُ) لما تفرَّق أعضاء (ملتقى أهل الحديث) إلى عشرات المواقع الشبيهة له، ولتعاون الجميع في ملتقى واحد، يشاركون فيه بمجهودهم وبمالهم لتصوير كل كتب تفسير القرآن والحديث والفقه واللغة والأدب، ولولا (شح) المسلمين المعاصرين لتبرع الأغنياء من أعضاء الملتقى لشراء موقع على سيرفر عالمي (مثل MSN أو Yahoo) لتنفيذ مشروعك المفيد البديع، بل ولشراء سكانر غالٍ يسمح بتصوير الكتب بوضوح وسرعة، لكنَّ مسلمي اليوم ينفق الواحد منهم مليون جنيه لشراء شاليه يصيّف فيه، أو آلاف الريالات أو الدينارات ليصيّف خارج المملكة أو الإمارة، ولا يتصدق بعشر معشار هذا لما فيه خدمة الإسلام والمسلمين، من خلال مشروع مثل مشروعك المفيد!
تجد الشخص (الملتزم) اليوم لم يأخذ من الإسلام إلا (المظهر) ... أمَّا (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فلم يأخذها أحد، وأما (وتعاونوا على البر والتقوى) فنسيها المسلمون وتذكرها النصارى واليهود! وأما (خير الناس أنفعهم للناس) فأصبح حديثا منسيا، وأما (المؤمن للمؤمن كالبنيان) فهذا موجود في السطور لا في الصدور.
نحن أصبحنا متفرقين ... كلٌّ يعمل لنفسه، يدفعه لذلك (الكِبْرُ) الذي يمنعه أن يعمل عملا جماعيا تحت قيادة شخص آخر ... (أنا خير منه) قالها الشيطان عندما رفض السجود لآدم، والتسليم بالخضوع له وبخلافته عليه ... (أنا خير منه) هي الصفة التي بَقِيَتْ في نفوس معظم المسلمين اليوم.
يا شيخ طيماوي، لا تفكر في عمل جماعي، ولا تطمع نفسك في أن ينفق أحد من ماله ووقته لخدمة المسلمين ... وصل على (المروءة) و (الكرم) و (العمل الجماعي) صلاة الجنازة ... فنحن على أعتاب يوم القيامة ... فماذا تتوقع من (جيل القيامة)؟!! عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ)، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ. قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: (الْقَتْلُ الْقَتْلُ).
البخاري (7061)، ومسلم (ص 2057 و 2058)، والمسند 7186/ 111/12؛ و10792/ 462/16
وقد تقارب الزمان، ونقص العمل، وساد الشح، ولم يبق إلا الهرْج، والعياذ بالله تعالى.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[14 - 08 - 08, 01:02 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
نسأل الله السلامة والعافية
¥