تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحِقدُ اليَهوديُ .. مَا بَلّ بَحْرَ صُوفَةَ! [رسالة]

ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[19 - 08 - 08, 10:06 ص]ـ

الحِقدُ اليَهوديُ .. مَا بَلّ بَحْرَ صُوفَةَ! < o:p>

محمد مسعد ياقوت**< o:p>

عن أم المؤمنين صَفِيّةَ بِنْتِ حُيَيّ بْنِ أَخْطَبَ – زعيم اليهود - أَنّهَا قَالَتْ:< o:p>

" كُنْت أَحَبّ وَلَدِ أَبِي إلَيْهِ وَإِلَى عَمّي أَبِي يَاسِرٍ لَمْ أَلْقَهُمَا قَطّ مَعَ وَلَدٍ لَهُمَا إلا أَخَذَانِي دُونَهُ.فَلَمّا قَدِمَ رَسُولُ اللّهِ- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - الْمَدِينَةَ، وَنَزَلَ قُبَاءَ، فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، غَدَا عَلَيْهِ أَبِي، حُيَيّ بْنُ أَخْطَبَ، وَعَمّي أَبُو يَاسِرِ بْنِ أَخْطَبَ، مُغَلّسَيْنِ. فَلَمْ يَرْجِعَا حَتّى كَانَا مَعَ غُرُوبِ الشّمْسِ. فَأَتَيَا كَالّيْنِ كَسْلَانَيْنِ سَاقِطَيْنِ يَمْشِيَانِ الْهُوَيْنَى. فَهَشِشْتُ إلَيْهِمَا كَمَا كُنْتُ أَصْنَعُ فَوَاَللّهِ مَا الْتَفَتَ إلَيّ وَاحِدٌ مِنْهُمَا، مَعَ مَا بِهِمَا مِنْ الْغَمّ. وَسَمِعْت عَمّي أَبَا يَاسِرٍ وَهُوَ يَقُولُ لِأَبِي حُيَيّ بْنِ أَخْطَبَ:< o:p>

- أَهُوَ هُوَ؟ < o:p>

- قَالَ: نَعَمْ وَاَللّهِ! < o:p>

- قَالَ: أَتَعْرِفُهُ وَتُثْبِتُهُ؟ < o:p>

- قَالَ:نَعَمْ! < o:p>

قَالَ: فَمَا فِي نَفْسِك مِنْهُ؟ < o:p>

قَالَ: عَدَاوَتُهُ وَاَللّهِ مَا بَقِيتُ (!!!) " [ابن هشام1/ 519، 520].< o:p>

سر العداء والحقد والحسد! < o:p>

إنه حوار ترويه أم المؤمنين صفية – رضوان الله تعالى عليها – عن حال أبيها وعمها – زعيما يهود بني النضير – يوم دخل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مهاجرًا – وقد استقبله الأنصار استقبال الفاتحين - وإن كان هو سيد الفاتحين – صلوات الله وسلامه عليه -. < o:p>

وكان اليهود يتادرسون صفة النبي – محمد – صلى الله عليه وسلم – في كتبهم< o:p>

ويستفتحون باسم خاتم الأنبياء على المشركين في الحروب والنزاعات قائلين: < o:p>

" تقارب زمان نبي يُبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم " [ابن هشام 1/ 211].< o:p>

قال بعض الأنصار معلقين: < o:p>

" فلما بعث الله رسوله- صلى الله عليه وسلم - أجبناه حين دعانا إلى الله تعالى، وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به فبادرناهم إليه فآمنا به وكفروا به ففينا وفيهم نزل هؤلاء الآيات من البقرة: < o:p>

( وَلَمّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللّهِ مُصَدّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) [ص 212] .. " [ابن هشام 1/ 211]. .< o:p>

وما منعهم أن يأمنوا إلا حسدًا من عند أنفسهم، وحقدًا، تزول منه الجبال.< o:p>

" وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [البقرة:109] < o:p>

" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ " [المائدة59] < o:p>

وكيف كان حال حيي بن أخطب وأخيه ياسر - لما كان اليوم الذي شرَّف< o:p>

رسول الله أرض المدينة بطلعته الكريمة – لقد كانت صفتهم كما وصفت صفية: < o:p>

" كَالّيْنِ كَسْلَانَيْنِ سَاقِطَيْنِ يَمْشِيَانِ الْهُوَيْنَى ... مَعَ مَا بِهِمَا مِنْ الْغَمّ " < o:p>

نعم .. < o:p>

لقد أصابهم التعب النفسي والكسل والنصب والغم! لمجرد أن تبينت لها الحقيقة:< o:p>

أن خاتم الأنبياء ليس منهم .. < o:p>

وهذه وحدها كفيلة أن تلهب القلب بالحقد والسحد والنقمة على المسلمين حتى قيام الساعة! < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير