في يوم واحد بلغ حقده على محمد حتى النخاع، وأشرب كره محمد حتى الثمالة، وقد أوشك الفاجر أن يسقط على الأرض من شدة الإعياء النفسي والغم والهم لمجرد أن رأى رسول الله وقد أكرمه الله بالأنصار وأكرم الأنصار به.< o:p>
فلن يتوقف العداء ما دام حيي باق وفيه عين تطرف وقلب يخفق، إن كل شهقة من شهقات صدره تدخل بكره محمد، وإن كل زفرة من زفرات نفسه تخرج بكره محمد، وبين الشهقات والزفات قلب، مُربد، مظلم، ينبض بكره محمد.< o:p>
" عَدَاوَتُهُ وَاَللّهِ مَا بَقِيتُ " .. لن يرضوا أبدًا.< o:p>
فلن يرضى عن محمد أبدًا .. < o:p>
ولن ترضى اليهود عن المسلمين ما بلّ بَحْرٌ صوفةً، وسَرَى نجمٌ وهبّت ريح، وخالفت جِرّةٌ دِرَّةً.< o:p>
" وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ " [البقرة:120] < o:p>
قال الإمام الطبرى:< o:p>
" وليست اليهود، يا محمد، ولا النصارى براضية عنك أبدا، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق، فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السبيل إلى الاجتماع فيه معك على الألفة والدين القيم. ولا سبيل لك إلى إرضائهم باتباع ملتهم، لأن اليهودية ضد النصرانية، والنصرانية ضد اليهودية، ولا تجتمع النصرانية واليهودية" [تفسير الطبري 2/ 562] < o:p>
" عَدَاوَتُهُ وَاَللّهِ مَا بَقِيتُ " .. أشد الناس عداوة < o:p>
قال الله تعالى:< o:p>
" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ ... " [المائدة82] < o:p>
فهم أشد الناس عداوة للإنسانية، ذلك بأنهم يعتبرون ما سواهم من البشر كلابًا أو " جويم ". < o:p>
فإذا كانت هذه عداوتهم لبني الإنسان جميعًا؛ فكيف حال عدائهم للمسلمين " ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " [آل عمران75]. < o:p>
" ليس علينا في الأميين سبيل " .. فعندهم: سرقة بني الإنسان – من غير اليهود - حلالاً، وقتل بني الإنسان – من غير اليهود - حلالاً، وهتك عرض بني الإنسان – من غير اليهود- حلالاً .. < o:p>
وهم، أعداء البشر، يصدون عن سبيل الحق، وهم رواد صناعة الربا، وهم أكلة أموال الناس بالبطل، وهم صناع المال الخبيث وأكلته، وواقع الاقتصاد العالمي خير دليل، واقرأ إن شئت كتاب " أحجار على رقعة الشطرنج ".< o:p>
قال الله تعالى:< o:p>
" فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً. وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً" [النساء: 160، 161] < o:p>
وقال:< o:p>
" وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " [المائدة: 62].< o:p>
وقال عنهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:" لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ الشُّحُومُ فَجَمَّلُوهَا فَبَاعُوهَا" [البخاري: 3201، عن عمر بن الخطاب] < o:p>
" وكانوا يضيقون سبل المعيشة على من آمن إن كان لهم به ارتباط مالى، فإن كان لهم عليه يتقاضونه صباح مساء، وإن كان له عليهم يأكلونه بالباطل، ويمتنعون عن أدائه وكانوا يقولون: إنما كان علينا قرضك حينما كنت على دين آبائك، فأما إذ صبوت فليس لك علينا من سبيل .. كانوا يفعلون كل ذلك على رغم المعاهدة التي عقدوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم" [الرحيق المختوم 275] < o:p>
" عَدَاوَتُهُ وَاَللّهِ مَا بَقِيتُ " .. قلوب قاسية .. وجبانة.< o:p>
¥