ولما لا! فهي عداوة نابعة من قلوب قاسية، غليظة، هي أقسى من الحجارة، وأصلد من الصخر .. < o:p>
فقال الله عنهم:< o:p>
" ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " [البقرة:74]. < o:p>
وقال أيضًا:< o:p>
" فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً" [المائدة: 13] < o:p>
ومع هذه القسوة الشديدة تراهم أشد الناس جبنًا، وهلعًا، وفزعًا، وهربًا، عند اللقاء، ومن ثم ابتكروا " القرى المحصنة "وهي المستوطنات، وابتكروا "الجدر" وهي مثل الجدار العازل حاليًا:< o:p>
" لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ " [الحشر:14] < o:p>
" وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ" [البقرة:96]. < o:p>
ومن ثم كان موقفهم الجبان مع موسى – عليه الصلاة والسلام – لما أمرهم بالجهاد:< o:p>
" قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ" [المائدة: 24].< o:p>
أضف إلى ذلك شدة بغضهم بعضهم لبعض، وتفرق قلوبهم، وإن توحدت أجسامهم:"وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" [المائدة: 64].< o:p>
" عَدَاوَتُهُ وَاَللّهِ مَا بَقِيتُ " .. الحرب على الأخلاق.< o:p>
فهم أعداء مكارم الأخلاق، صناع الدعارة في القديم والحديث، ورواد بيوت الأزياء، ومواقر العري ومسابقات النهود والأفخاذ والأرادف والمؤخرات، وسلاطين هوليود، وصناع الأفلام الإباحية والمواقع الجنسية، وهم منظروا جماعات الإنحلال الأخلاقي والشذوذ الجنسي وفلسفة الجنس السادي، تخرج فيهم أعتى رموز الفكر الهدام أمثال دارون ودور كايم وكارل ماركس وفرويد:< o:p>
" لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ. كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ. تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُون " [المائدة78 - 80].< o:p>
" وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا" [الإسراء:4] < o:p>
" عَدَاوَتُهُ وَاَللّهِ مَا بَقِيتُ " .. الفتن والأراجيف< o:p>
فأخذوا في نشر الفتن والأراجيف بين صفوف المسلمين، ومحاولة إشعال الحرب بين الأوس والخزرج.< o:p>
فقد مَرّ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ اليهودي - وكان شيخًا من شيوخ اليهود وكبرائهم، عظيم الكفر شديد الضّغَنِ عَلَى المسلمين، شَدِيدَ الْحَسَدِ لَهُمْ - عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - مِنْ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ. فِي مَجْلِسٍ قَدْ جَمَعَهُمْ يَتَحَدّثُونَ فِيهِ، فَغَاظَهُ مَا رَأَى مِنْ أُلْفَتِهِمْ وَجَمَاعَتِهِمْ وَصَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ عَلَى الْإِسْلَامِ بَعْدَ الّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ مِنْ الْعَدَاوَةِ فِي الْجَاهِلِيّةِ. فَقَالَ: " قَدْ اجْتَمَعَ مَلَأُ بَنِي قَيْلَةَ بِهَذِهِ الْبِلَادِ! لَا وَاَللّهِ مَا لَنَا مَعَهُمْ إذَا اجْتَمَعَ مَلَؤُهُمْ بِهَا مِنْ قَرَارٍ! ". فَأَمَرَ
¥