حملوا كتابي ((الاستعْدادُ للموتِ)) للشاملة 3 مفهرساً
ـ[علي 56]ــــــــ[22 - 08 - 08, 02:53 ص]ـ
نُسْخَةٌ مُعَدَّلةٌ ومزيدةٌ
(حقوق الطبع متاحة لجميع الهيئات العلمية والخيرية)
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمد ونستغفره، ونؤمن به ونتوكل عليه، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضللْ فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسوله، وصفيه وخليله، خيرُ نبيٍّ مرسل، وأكرم شافع مفضّل، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه البدور الكمَّل، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
« ... فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ .... » رواه مسلم مطولا برقم (2042)
يقول الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} (30) سورة الزمر
ويقول تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} (185) سورة آل عمران
إن الموت نهاية كل حيّ، ولا يتفرد بالبقاء إلا الله وحده، وفي الموت يستوي كلُّ البشر، بما فيهم الأنبياء والمرسلون، والموت ليس نهايةَ المطافِ، إنما هو حلقةٌ لها ما بعدها من حلقات النشأة المقدرة المدبَّرة، التي ليس شيء منها عبثاً ولا سدًى.
إنَّ القرآن الكريم يلمس حكمة الخوف من الموت في النفس البشرية لمسةً موحيةً تطرُدُ ذلك الخوف عن طريق الحقيقةِ الثابتةِ في شأن الموت وشأن الحياة، وما بعدَ الحياة والموت من حكمة وتدبيرٍ، ومن ابتلاءٍ للعباد وجزاء.
ومن ثم يقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} (145) سورة آل عمران
إن لكل نفس كتاباً مؤجلاً إلى أجل مرسوم، ولن تموت نفسٌ حتى تستوفيَ هذا الأجل المرسوم، فالخوف والهلع والحرص والتخلف، لا تطيلُ أجلاً، والشجاعةُ والثبات والإقدام والوفاء، لا تقصِّرُ عمراً، فلا كان الجبن، ولا نامت أعينُ الجبناء، والأجل المكتوب لا ينقص منه يوم ولا يزيد!
بذلك تستقر حقيقة الأجل في النفس، فتترك الاشتغال به، ولا تجعله في الحساب، وهي تفكر في الأداء والوفاء بالتكاليف والالتزامات الإيمانية، وبذلك تنطلق من عقال الشح والحرص، كما ترتفع على وهلة الخوف والفزع، وبذلك تستقيمُ على الطريق الذي رسمه الله لها بكل تكاليفه وبكل التزاماته، في صبر وطمأنينة، وتوكل على الله الذي يملك الآجال وحده.
والذي يعيش لهذه الأرض وحدها، ويريد ثوابُ الدنيا وحدها، إنما يحيا حياة الديدان والدواب والأنعام! ثم يموت في موعده المضروب بأجله المكتوب، والذي يتطلع إلى الأفق الآخر، إنما يحيا حياة الإنسان الذي كرمَّه الله تعالى، واستخلفه، وأفرده بهذا المكان، ثم يموت في موعده المضروب بأجله المكتوب.
أما طريقة عملي في هذا الكتاب فهي كما يلي:
1 - جمع الآيات والأحاديث المقبولة في هذا الباب، وقد نافت على الثلاثمائة
2 - تخريج هذه الأحاديث باختصار من مصادرها الرئيسة
3 - الحكم على هذه الأحاديث من حيث الصحة والضعف دون تشدد أو تساهل
4 - شرح الآيات القرآنية باختصار
5 - شرح الكلمات الغريبة من مظانها
6 - شرح ما يتعلق بدلالة الحديث من خلال كتب الشروح
7 - ذكر خلاصة رأي الفقهاء في عديد من المسائل
8 - ذكر أهم المصادر في آخر الكتاب
وقد قسمته إلى ثلاثة أبواب، وتحت كل باب مباحث عديدة:
الباب الأول- مفهوم الموت في القرآن الكريم, وفيه ستة عشر مبحثاً
الباب الثاني-الموت في السنَّة النبوية، وفيه ثمانية مباحث
الباب الثالث-أحوال الإنسان من مرضه حتى دفته، وهو أكبر هذه الأبواب، وفيه خمسة وأربعين باباً .. ثم خاتمة
فعلى الإنسان العاقل أن يشمِّر عن ساعد الجدِّ، ويثابرَ على طاعة الله قبل فوات الأوان، خاصة وأنَّ أجلنا مجهول، والعمر قصير، وإياك أن تكون من المسوِّفين فتندم ولات ساعة مندم.
¥