ومذهب أهل السنة والجماعة فيهم وسط بين طرفيها الإفراط والتفريط، وسط بين المفرطين الغالين، الذين يرفعون من يعظمون منهم إلى ما لا يليق إلا بالله أو برسله، وبين المفرِّطين الجافين الذين ينقصونهم ويسبونهم، فهم وسط بين الغلاة والجفاة، يحبونهم جميعا وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف، فألسنتهم رطبة بذكرهم بالجميل اللائق بهم وقلوبهم عامرة بحبهم وما صح فيما جرى بينهم من خلاف فهم فيه مجتهدون إما مصيبون فلهم أجر الاجتهاد والإصابة، وإما مخطئون ولهم أجر الاجتهاد وخطؤهم مغفور، وليسوا معصومين بل هم بشر يصيبون ويخطئون ولكن ما أكثر صوابهم بالنسبة لصواب غيرهم وما أقل خطأهم إذا نسب إلى خطأ غيرهم ولهم من الله المغفرة والرضوان، وكتب أهل السنة مملوءة ببيان هذه العقيدة الصافية النقية في حق هؤلاء الصفوة المختارة من البشر لصحبة خير البشر - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهم أجمعين.
وفي هذا الكتاب قد جمعت ترجمة كبار ائمة الصحابة ومشاهيرهم، بدءا بالعشرة المبشرين بالجنة، وركزت فيه على مواطن العظة والاعتبار، وقد جمعته من مواقع كثيرة جدا، ولا سيما الشبكة الإسلامية،وغيرها، وقد ذكرت مصادر الترجمة معها في الغالب بأولها أو بآخرها.
وتركتها كما هي إلا في بعض المواضع التي تقتضي ذلك، وعسى أن نعود إليها يوما فنزيدها بحثاً وتحقيقاً، وإلا قام بذلك غيرنا.
ومن خلال هذه التراجم المنتقاة نأخذ تصورا شاملاً عن ذلك الجيل الذي رباه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورعاه.
فقد حملوا راية الإسلام خفاقة، ونشروها في كل مكان، وروَّوا الأرض بدمائهم، وبذلوا الغالي والنفيس، حتى وصل إلينا الإسلام خالصاً سلسبيلا.
فرضي الله عنهم ورفع مقامهم في الدرين.
قال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)} [الحشر/8، 10]
هذا وقد جمعت الشبهات التي قيلت عن الخلفاء الراشدين، ورددتها من قبل، وهو موجود في مكتبة صيد الفوائد ومشكاة.
وكذلك جمعت كتابا كبيرا حول الفتنة ونشرته في صيد الفوائد ومشكاة، وأنا بصدد مراجعته وتعديله.
وهناك كتاب قيد الإعداد وهو المفصل في فضائل الصحابة يسَّر الله إكماله.
أسأل الله تعالى أن ينفع به جامعه، وناشره، وقارئه والدال عليه في الدارين، وأن يحشرنا معهم تحت حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم جميعاً
حمعه وأعده
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
25 شعبان 1429 هـ الموافق ل 27/ 8/2008 م
ـ[خليل إبراهيم]ــــــــ[27 - 08 - 08, 11:19 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[28 - 08 - 08, 01:37 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
ـ[علي 56]ــــــــ[28 - 08 - 08, 01:45 ص]ـ
وأنتم جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[28 - 08 - 08, 05:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[شبيب القحطاني]ــــــــ[28 - 08 - 08, 06:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[28 - 08 - 08, 07:16 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
ـ[علي 56]ــــــــ[28 - 08 - 08, 08:54 ص]ـ
وأنتم جزاكم الله خيرا
ـ[عبد المغني عبد العزيز عمر]ــــــــ[28 - 08 - 08, 09:05 ص]ـ
بارك الله لك يا أخي على , أنا أخوكم الإندونيسي أريد أرسل البريد إليك , ما هو العنوان؟
ـ[علي 56]ــــــــ[28 - 08 - 08, 10:07 ص]ـ
أخي الحبيب
تجده هنا:
http://saaid.net/Doat/ali/index.htm
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[28 - 08 - 08, 03:08 م]ـ
أحسنت يا شيخ
حشرنا الله وإياك معهم.
ـ[أبو زيد الخير]ــــــــ[29 - 08 - 08, 12:24 ص]ـ
قبل التحميل بارك الله فيك
و مع التحميل بارك الله فيك
و بعد التحميل بارك الله فيك
و عند القراءة و الاستفادة بارك الله فيك و نفع الله بك المسلمين.
ـ[علي 56]ــــــــ[29 - 08 - 08, 02:50 ص]ـ
وأنتم أيها الأحبة الكرام
جزاكم الله خيرا