تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واليقين بالآخرة هو مفرق الطريق بين من يعيش بين جدران الحس المغلقة , ومن يعيش في الوجود المديد الرحيب. بين من يشعر أن حياته على الأرض هي كل ما له في هذا الوجود , ومن يشعر أن حياته على الأرض ابتلاء يمهد للجزاء , وأن الحياة الحقيقية إنما هي هنالك , وراء هذا الحيز الصغير المحدود.، وهو صمام الأمان لهذا الإنسان في هذه الدار، حيث يمنعه من السقوط والتردي، والإفساد في الأرض، فعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ مُهَاجِرَةُ الْحَبَشَةِ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَلاَ تُحَدِّثُونِي بِأَعْجَبَ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ عَلَيْنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِهِمْ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ، الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَتْ: سَتَعْلَمُ يَا غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتِ الأَيْدِي وَالأَرْجُلُ بِمَا كَانَا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ أَمْرِي وَأَمْرَكَ عِنْدَهُ غَدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَتْ، ثُمَّ صَدَقَتْ، كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ قَوْمًا لاَ يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ. (5)

وقال تعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)} [ص/26]

وقد ورد ذكر الآخرة وما فيها من حساب وجزاء ونعيم وعذاب في الكتاب والسنَّة، وألفت فيها كتب كثيرة في جميع العصور الإسلامية، ولكنها لا تخلو من أحاديث مردودة وآراء شاذة، إلا ما رحم ربي.

هذا وقد قمت بجمع ما يتعلق في هذا الموضوع الجلل من مصادره الأساسية في القرآن والسنَّة، وأقوال أهل العلم،وقد قسمته إلى تمهيد ذكرت فيه أهمية الإيمان بيوم القيامة وثمراته، ثم إلى الأبواب التالية:

الباب الأول- النفخ في الصور، وفيه عدة مباحث ..

الباب الثاني- البعث والنشور، وفيه خمسة عشر فصلاً، وتحت كل فصل مباحث عديدة ...

الباب الثالث-صفة الجنة في القرآن والسنة،وفيه اثنان وأربعون مبحثا ....

الباب الرابع-صفة عذاب النار في القرآن والسُّنَّة، وفيه ثلاثة وأربعون مبحثاً .....

وكانت طريقتي على الشكل التالي:

1. محاولة جمع جل ما ورد في القرآن والسنَّة وهو كثير بحمد الله.

2. الآيات القرآنية مكتوبة بالرسم العادي، وجميعها مشكلة، وغالبها مشروح بشكل مختصر.

3. الأحاديث النبوية جلها مشكلة، ومشروح غريبها، ومخرجة بشكل مختصر، ومحكوم عليها، وغالبها يدور بين الصحة والحسن، وبالنادر الضعيف المحتمل، في فضائل الأعمال،ولم أسلك في قبول الأخبار مسلك المتشددين ولا المتساهلين.بل الوسط

4. هناك شرح لمشكل الآيات أو الأحاديث، والتوفيق بين المتعارض ظاهرا منها

5. تفصيل أقوال العلماء في بعض المسائل المتنازع فيها ..

6. ذكرت أهم المصادر التي رجعت إليها في آخر الكتاب، وهي كثيرة جدا

وبهذا نكون قد غطينا ما يتعلق بيوم القيامة كاملا في الكتب التالية:

? الخصال الموجبة لدخول الجنة في القرآن والسنة

? الخصال الموجبة لدخول النار في القرآن والسنة

? الترغيب بالجنة والتحذير من النار

? صفة الجنة في القرآن والسنة

? صفة النار في القرآن والسنة

? الإيمان بيوم القيامة وأهواله

وقد سبقهما كتابان هما:

الاستعداد للموت، وفيه عن عذاب القبر ونعيمه مفصلاً

وأركان الإيمان، وفيه خلاصة الإيمان بهذه الأركان.

نسال الله تعالى أن يتقبل ذلك جميعه بقبول حسن، وأن يحسن ختامنا وختامكم، وأن ينفع به كاتبه، وقارئه وناشره، والدال عليه في الدارين.آمين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير