وقد تنوعت العبادات والقربات إلى الله تعالى، فلنأخذ منها ما استطعنا، ففي صحيح ابن حبان - (ج 2 / ص 96) (373) عن أبي كَثِيرٍ السُّحَيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ، قُلْتُ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلَ الْعَبْدُ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فقَالَ: يُؤْمِنُ بِاللَّهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ مَعَ الإِيمَانِ عَمَلاً؟ قَالَ: يَرْضَخُ مِمَّا رَزَقَهُ اللَّهُ قُلْتُ: وَإِنْ كَانَ مُعْدَمًا لاَ شَيْءَ لَهُ؟ قَالَ: يَقُولُ مَعْرُوفًا بِلِسَانِهِ، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ عَيِيًّا لاَ يُبْلِغُ عَنْهُ لِسَانُهُ؟ قَالَ: فَيُعِينُ مَغْلُوبًا قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا لاَ قُدْرَةَ لَهُ؟ قَالَ: فَلْيَصْنَعْ لأَخْرَقَ قُلْتُ: وَإِنْ كَانَ أَخْرَقَ؟ قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ: مَا تُرِيدُ أَنْ تَدَعَ فِي صَاحِبِكَ شَيْئًا مِنَ الْخَيْرِ، فَلْيَدَعِ النَّاسَ مِنْ أَذَاهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذِهِ كَلِمَةُ تَيْسِيرٍ؟ فقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْ عَبْدٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا، يُرِيدُ بِهَا مَا عِنْدَ اللهِ، إِلاَّ أَخَذَتْ بِيَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى تُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ. (صحيح)
ومما يقوي الهمة صلاة الجماعة وكثرة تلاوة القرآن وقراءة الحديث النبوي في الترغيب والترهيب، وحضور مجالس العلم والذكر، ومجالسة الأخيار، والنظر في سير الأنبياء والصالحين ....
ومما يضعف الهمة كثرة المعاصي، وترك قراءة القرآن والحديث النبوي، وحضور مجالس الفسق والفجور، والنظر للمحرمات، ومجالسة العصاة .........
وفي هذا الكتاب قد جمعت بحوثاً ومقالاتٍ وخطباً حول هذا الموضوع، لتكون زاداً لنا يقوي همتنا، ويعالج ضعفها
وقد قسمته لبابين:
الباب الأول-الحث على علو الهمة وفوائدها
الباب الثاني-فتور الهمة أسبابه وعلاجه
وكل واحدة منها مشفوعة بمصدرها، وغالبها من موقع الإسلام اليوم، وصيد الفوائد، والمختار الإسلامي، وشبكة نور الإسلام، وموقع المنبر .... وغيرها، وتركتها كما هي ...
قال الشاعر محذرا من الدنيا ومبينا قيمتها:
فلو كانت الدنيا جزاءً لمحسن ... إذاً لم يكن فيها معاشٌ لظالم
لقد جاع فيها الأنبياءُ كرامةً ... وقد شبعتْ فيها بطونُ البهائم
وقال آخر:
تمتَّعْ من الأيام إن كنتَ حازماً ... فإنك فيها بين ناهٍ وآمرِ
إذا أبقت الدنيا على المرء دينَه ... فما فاته منها فليس بضائر
فلا تزن الدنيا جناحَ بعوضةٍ ... ولا وزنَ رقٍ من جناحٍ لطائر
فلم يرض بالدنيا ثواباً لمحسنٍ ... ولا رضي الدنيا عقاباً لكافر
أسال الله تعالى أن ينفع به جامعه، وقارئه وناشره، والدال عليه، في الدارين.
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنَّة
علي بن نايف الشحود
في 22رمضان 1429 هـ الموافق ل 22/ 9/2008م
- - - - - - - - - - - - - - -