حملوا كتابي الجديد ((السِّياحة ُ بينَ المفهومِ الإسلاميِّ والمفهومِ الجاهليِّ)) للشاملة 3 + ورد
ـ[علي 56]ــــــــ[02 - 10 - 08, 06:27 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
((حقوق الطبع لكل مسلم))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد كثرت السياحة في عصرنا هذا بشكل غير مألوف، سواء أكانت للشرق أم للغرب، وتسعى الدول جاهدة لجلب أكبر عدد من السياح كل عام من أجل زيادة الدخل القومي!!
والإسلام قد حث على السياحة في الأرض، وذلك من أجل التأمل في صنع الخالق العليم الحكيم، فيزداد الإنسان إيماناً مع إيمانه، ويقينا مع يقينه، قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (53) سورة فصلت.
وأكبر مكان سياحي في الأرض يجعل الناس يعودون إلى الله، ويشعرون بعظمته هو الذهاب للبيت العتيق حجا أو عمرة،ذلك المكان الذي يعتبر أول مكان بني فيه بيت لعبادة الله تعالى وتوحيده في الأرض، قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} (96) سورة آل عمران.
ومن حكمة الله تعالى أن جعل ذلك المكان خالياً من المرغبات الدنيوية، فليس فيه شلالات، ولا أشجار وارفات، ولا أنهار متدفقات، ولا مناظر جميلات، كما قال تعالى: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} (37) سورة إبراهيم.
ومن ثمَّ فإن الذي يذهب لزيارة البيت العتيق ليس له مطمع دنيوي إلا مغفرة الذنوب، والتقرب إلى الله تعالى، ولو ذهبنا إلى هناك لرأينا عظمة هذا الدين حقًّا.
ولكن السياحة اليوم ليس إلى هذه الأمكنة الطاهرة، بل إلى أمكنة الشلالات، والجبال الراسيات المغطاة بالأشجار، والمناظر الطبيعية، وإلى الآثار التي تركها الأقدمون، ولكن ليس للعظة والاعتبار؛ بل لتقطيع الوقت، والأكل والشرب مما لذَّ للناس وطاب، وارتكاب الموبقات بكل أنواعها، حيث تسهلُ معظم الدول للسياح كل ما يريدون من متاع دنيوي رخيص بحجة زيادة الدخل القومي من السياحة!!!
بل وتحاول بكل وسائل إعلامها المرئية وغير المرئية أن تبين أهمية بلدها السياحي، الذي ليس له مثيل في الأرض!!!
بل وتمنع أي صوت ينادي بإصلاح مفهوم السياحة وضبطها، لأنه يشكل خطراً على اقتصاد تلك البلد!!!.
وهذا في كثير من بلدان المسلمين!!!.
فتبًّ لها من سياحة قائمة على ارتكاب الموبقات، وتبًّا له من دخل يقوم على الفجور والتشجيع على المعصية، وغضب الله تعالى.
وشرٌّ منها السياحة إلى بلاد الكفار، حيث ترتكب كافة الموبقات على قارعة الطريق، ويحميها القانون، فيجد السائح المسلم كل ممنوع مباح هناك، وإذا لم يكن عنده وازع ديني قوي يسقط بسرعة أمام هذه المغريات، فيخسر دينه، وماله، وصحته، ويعود بخفي حنين إلى بلده.
ومن هنا نقول:
إنَّ كل قول أو عمل يحرض على معصية الله،أو يسهِّل لها فهو حرام بلا ريب، والإسلام لم يمنع المعاصي فقط، بل ومنع السبل الموصلة إليها.
ومن ثم فقد كثرت الصيحات هنا وهناك، تحذر من مغبة هذه السياحة المزعومة، ومن آثارها السلبية على النفس الإنسانية، وعلى الفرد والأسرة والمجتمع.
وفي هذا الكتاب مجموعة طيبة من البحوث والمقالات والخطب التي تبين مفهوم السياحة بين الإسلام والجاهلية، وتحذر من سلبياتها، جمعتها من كثير من المواقع، ولاسيما صيد الفوائد، والشبكة الإسلامية، والإسلام اليوم، والإسلام سؤال وجواب، والمنبر، والمختار الإسلامي وغيرها.
لعلها تساهم في ردِّ المسلمين إلى دينهم، وتبصِّرهم بما يمكُر به أعداؤهم ليل نهار، بعناوين براقة ظاهرة الرحمة وباطنها العذاب في الدارين.
وكل واحد منها مشفوع بمصدره، وتركتها كما هي إلا في تنسيقها , وهي مرتبة على حروف المعجم لسهولة الرجوع إليها، ووضعتها في الشاملة 3 ليعم النفع بها أيضاً.
نسأل الله تعالى أن ينفع بها جامعها، وقارئها، وناشرها والدال عليها في الدارين.
الباحث في القرآن والسنَّة
علي بن نايف الشحود
في 25 رمضان 1429 هـ الموافق ل 25/ 9/2008 م
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[03 - 10 - 08, 09:35 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم شيخنا
وكل عام وأنتم بخير، وأسأل الله تعالى أن يرزقكم اللقاء بأحبتكم في بلدكم قريباً إنه سميع مجيب.
¥