تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

• أما قولك: (فلماذا الإصرار الدائم على فائدتها)، فلم أدَّعِ أنا ولم يدَّع أحدٌ أن فيها فائدة دينية، بل لها فائدة للباحثين في الاقتباس منها والرد على هذه الاقتباسات، أرجوك يا أخي كنت أظن أن وجهة نظري واضحة، ولا أريد أن أكرر نفسي، إن الرجوع إليها في البحوث مهم للغاية، فلا بد أن يبين الباحث أنه قرأ كل ما كُتِب في موضوع بحثه، الآراء الموافقة والمخالفة، وأنه لم ينظر إلى جانب واحد من جوانب المكعب، بل نظر إلى جوانبه الستة كلها، وهذا يُكسب بحثه قيمةً وعمقا (وتقديرا من لجنة الحكم على الأطروحة)، وفيه اتباع للمنهج العلمي في البحث ... هذه هي الفائدة المذكورة في قولك: (فلماذا الإصرار الدائم على فائدتها)، وهي فائدة عظيمة لا يجب التقليل من شأنها.

• الموسوعة مثل (كتاب الأغاني) لأبي الفرج، مليء بالأخطاء التاريخية، بل ليس مصدرا للتاريخ ولا للحديث، لكنه مصدر أساسي في الشعر والأدب والنقد، لا يصح أن تخلو منه مكتبة باحث محترم، ومن يريد عدم رفعه لما فيه من أخطاء، ويريد قصره على المكتبات الجامعية للمتخصصين فقط، سيحرم المئات من الأكاديميين من مرجع أساسي في بحوثهم ... والموسوعة مثل كتاب الأغاني، الخوف من رفعها - لما فيها من سموم وأخطاء - سيحرم مئات الأكاديميين من مرجع أساسي في بحوثهم.

• ثم من أدراك يا سيدي أنها متوافرة في المكتبات الجامعية كلها؟ إن ميزانية الكتب في الجامعات (المصرية) تثير العجب، وتسيل دموع العين ... فقولك: (ولماذا لا تكون مثل هذه المؤلفات يتم تعاطيها في إطارأكاديمي بحت بعيدا عن العامة والمبتدئين؟)، وفكرة اكتفاء رجوع الباحثين إليها في المكتبات فيها عَنَتٌ أيُّ عَنَت، ومشقةٌ أيُّ مشقة على الباحثين.

• ثم تقول – أكرمك الله -: (لماذا لا نقلل من أهمية هذا المؤلف خاصة وأن سنوات تأليفه قد مر عليها عقود طويلة؟). الرد على هذا ما ذكرتموه في مشاركتكم رقم (20) حين قلتم على لسان أنور الجندي: (جمعتْ دائرةُ المعارف (خلاصةَ مختلف الكتب) التى ألفها المستشرقون فى الهجوم على الإسلام). فمن يرجع إليها كمن يرجع لمئات الكتب التي ألفها المستشرقون مجموعةً في كتاب واحد، وهل هناك فائدة أكبر من هذا للباحث عن أقوال المستشرقين للرد عليها؟

• كما يرد على سؤالك أيضا قولك في المشاركة رقم (22) على لسان أنور الجندي: (حديثٌ معادٍ وحجج باطلة:ولم تكن كلمات هؤلاء الكُتّاب في الحقيقة إلا ترديداً لما قرأناه كثيراً، وما نشر من كتابات جولد زيهر ومرجليوث وشاخت وماسينيون وجب، وغيرهم من متعصبة الاستشراق، وجاء اليوم روجيه جارودي ومونتجمري وات وأتباعهم من أمثال جوردن نيف وإدوارد شوبرتر وغيرهم من تلامذة المبشرين ليرددوها).

وأقول: ما دام المستشرقون الجدد مازالوا يرجعون إلى (كتابهم المقدس)؛ أعني (دائرة المعارف الإسلامية)، ولا جديد في آرائهم، فإن هذا يزيد من أهمية هذه الموسوعة، ويجعلنا أحرص على اقتنائها، والرجوع إلى خزعبلات المستشرقين فيها، مادام المستشرقون المعاصرون يكررون ما فيها من أقوال.

• وهذا أيضا يرد على قولك في نفس المشاركة: (كما أن هذه الموسوعة قديمة وهي لمستشرقين رحلوا عن الدنيا وليس فيها جديد)، وقولك: (لماذا لا نقلل من أهمية هذا المؤلف خاصة وأن سنوات تاليفه قد مر عليها عقود طويلة؟)، فما دام المستشرقون المعاصرون يكتفون بتكرار ما فيها، لا تزول أهميتها بموت مؤلفيها، بل تزداد أهمية، لأنها نفس آراء المعاصرين من المستشرقين، والمرجع الأساسي لهم.

• أما قولك – أكرمك الله -: (لماذا لا نقلل من أهمية هذا المؤلَّف خاصة وأن سنوات تأليفه قد مر عليها عقود طويلة؟

هل لنرد عليها؟!

ألا تعلم - وأظنك تعلم - أن هناك مئات الردود قد كُتبت في دحض تلك الشبهات التي باتت مكررة لا جديد فيها؟ كما أن مركزا لدراسة الاستشراق ومايكتبه المستشرقون موجود الآن في في المملكة العربية السعودية، وهناك متخصصون في مجال الاستشراق هم أولى بالاطلاع عليها من غيرهم).

أعزك الله بغيرتك وتقواك، أنا أقصد ردودا أخرى غير ما تقصده ويفعله مركز دراسة الاستشراق، وأعتقد أنك قد فهمت قصدي، فأنا أقصد الرجوع إليها في الأطروحات الجامعية، وبحوث الترقية للأستاذية ... هل تعلم يا أخي أن كتاب الدكتور إبراهيم عوض الذي ذكرتَهُ في المشاركة رقم (20): (دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية أضاليل وأباطيل)، ما هو إلا بحث قدَّمه للترقية للأستاذية؟ لمثل هذا وأمثاله – وهم بالمئات – يجب الاهتمام برفع الموسوعة وغيرها من كتب المستشرقين، المترجمة إلى اللغة العربية.

• ما أجملَ أن يرجع باحثٌ في أطروحته عن أصول الفقه، إلى ما قاله شاخت عن تأثر الفقه الإسلامي باليونانية، ويرد على ذلك في أطروحته ويفنِّده! كم سيُثرِي هذا من أطروحته؟ ويرفع قيمتها وقيمة الباحث في أعين المناقشين له؟ هذه هي الردود التي أقصدها يا أخي، فهل فهمتَ قصدي؟

أسأل الله أن يشرح صدرك لفهم مرادي، وأن ينزع الخوف من كتب أهل الاستشراق، فكما قلت لك من قبل: خَفْ على القراء في ملتقى (اللادينيين العرب) أو (دي في دي فور آراب)، ولكن لا تخف على رواد (ملتقى أهل الحديث) فهم إما مشايخ وإما باحثون متدينون، لا خوفَ على هؤلاء ولا أولئك، بل لن يضيع أحدٌ منهم وقته في قراءة كلام المستشرقين، ولن يفتحها (من أعضاء المنتدى وضيوفه) إلا الباحثون فقط، (للاقتباس والرد).

وكما قلت لك من قبل يا أخي، تأكَّدْ أنه لن يؤمن أحدٌ بالتصوف – مثلا - عندما يقرأ في الموسوعة أن الحلاج ادعى الألوهية وحلول الله فيه! أو أن ابن عربي كان يؤمن بوحدة الوجود، أو أن يقرأ أي شيء من الكفريات التي تقشعر لها الأبدان، بل إن قراءته لهذا في الموسوعة سيزيده إيمانا على إيمانه ... زادك الله إيمانا، وتقوى، وحرصا على ما فيه الخير لك وللمسلمين، آمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير