ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[22 - 02 - 09, 06:15 م]ـ
أخي الحبيب البشير
أراني وإياك قد اتفقنا على بعض النقاط ووصلنا إلى مرحلة دقيقة للغاية في هذا الموضوع
ولكن هناك بعض النقاط لم تزل محل نقاش رفيع المستوى كالذي أقرأه في كلماتك الطيبة
فقد اتفقنا ضمنيا من خلال الردود المختلفة بين وبينك إلى مجموعة من المبادئ الأساسية:
أولا: هذه الموسوعة بها سموم ناقعات من شبهات المستشرقين وتحمل بين سطورها الرأي الذي يتبناه عدد كبير منهم.
ثانيا: ضرورة تناول هذه الشبهات والرد عليها ردا علميا يقوم به نفر من أصحاب التخصصات الدقيقة من أهل العلم من أكابر علماء المسلمين حتى لا ندع مجالا لمتشكك بعدها في بقاء الشبهة عالقة في فكره وفكر الناشئة وطلاب العلم؛ فيقتصر بذلك أمر دراستها على المراحل العليا من الدراسات المتخصصة
ثالثا: ضرورة التحذير من هذه المؤلفات وأمثالها حتى لا ينخدع بها السذج والهواة من جامعي الكتب من قليلي التعمق في الثقافة الإسلامية.
أما النقاط التي أرى أنها مازالت محل تحرير ونقاش فهي:
وصفك ونعتك لي بما أدعو الله أن أكون من أهله, فشكر الله لك حسن ظنك بي، وأدعو الله أن يتغمدني وإياك بعظيم عفوه وأن يمن علينا بكريم عطائه وأن ينير لنا سواء السبيل حتى لا نضل بعد أن هدانا الله.
ثانيا: أن إتاحة مثال هذه الأعمال دون ضابط أو منهج علمي محدد في التعامل معها أمر غير مقبول علميا وعمليا.، فهذه الموسوعة لا تقل في نظري عن كتابات كثيرة ارتدت ثوب العلم لتخرج علينا بأراء شاذة وضلالات فكرية باسم العلم والبحث العملي فهل نتداول هذه الأعمال بحجة البحث العلمي هكذا أم يتم وضعها في إطار ضيق يقتصر على المتخصصين من ذوي العلم وأصحاب الفكر السليم، وليس هذا الرأي قدحا في أعضاء ملتقى أهل الحديث أو يعد تقليلا من حسن الظن بهم لكني يا أخي الحبيب أنعى غليك المنهجية في القراءة أو وجود أشراف علمي جاد على ما نقرأه فحماستنا لديننا يغلبها طابع العشوائية في اختيار المادة المقروءة وأحيانا تسيطر الحزبية والعصبية المذهبية أو التعصب لرأي أو شيخ في اختيار ما يقرا وترك ما عداه فهل مع هذه التحفظات ندع الأمر هكذا دون أن يكون هناك من تخوف تحسبه وهميا؟
فهل كل أخ لديه هذه المناعة حتى لا تترك الشبهة أثرا في نفسه؟ أظنه أمر مستبعد ومغالاة وثقة زائدة وانظر
يا أخي في أرشيف الملتقى لتجد الكثير من الأخطاء التاريخية والعقائدية التي كان يقع فيه بعض الأخوة وبفضل الله يتم تصحيح هذا الخطأ وتدارك مثل هذه الشبهة (*)
-حسن ظنك بكل من يقرا هذه الموسوعة أن يكون لديه من الحصانة الفكرية والرشد العقلي بما يجعله يدع الشبهات جانبا فهل كل من سيقرؤها تظنه هكذا أنا لا أظن ذلك وبعض الظن ليس بإثم.
- حسن ظنك بمن يرتاد ملتقى أهل الحديث هو- إن شاء الله في محله -لكن هل يدخل ويخرج إلى ملتقى أهل الحديث كل من تراهم سليمي العقيدة والفكر فقد يأتي إلى هذا المنتدى المبارك من يسوقه محرك البحث Google بحثا عن مأربه فقد يقرأ هذه الموسوعة دون أن ينتبه إلى ما فيها، وكم انتشرت ضلالات بمثل هذه الطريقة كأن تجد كتابا وتظنه محل ثقة من العلماء وهو لا يعدو أن يكون كتابا ساقطا في سلم البحث العلمي.
فيا حبذا لو تقوم جهة علمية إسلامية بتمويل مشروع علمي للرد على هذه الموسوعة بدلا من تشتيت الجهود وبعثرة الردود في رسالة تخرج هنا أو توضع على الرف هناك أو أخرى تكون إعادة عن قصد أو غير قصد لما تم الرد عليه سابقا أليس هذا العمل أولى بالتبني من التكرار والجهد الفردي الذي يذهب بمرور الوقت أثره ولا يستمر فاعلا؟
ألم تخرج هذه الموسوعة تحمل أكثر من اسم اشترك في تأليفها فأين نحن من العمل الجماعي وهذه الموسوعة مر على تأليفها أكثر من سبعين عاما ..
كما ان هذه الموسوعة أو دائرة المعارف هذه تحمل اسما خادعا فهي تحمل اسم الإسلامية وهو نعت لا يليق بها، وهو منهج متبع قديم تقوم به دوائر تعادي الإسلام وكم من أخ دخل موقعا يحمل مسمى إسلاميا وهو إلى الكفر أقرب، فأين الإسلامية في هذه الموسوعة هل كتابها مسلمون أو أخرجتها منظمة في العالم الإسلامي أو هي تحوي مفاهيم إسلامية صحيحة حتى يمكن وصفها بالإسلامية , إنها أقرب إلى وصف كتاب النصارى بالكتاب المقدس وكما قال الشيخ أحمد ديدات-رحمه الله- في إحدى مناظراته: هذا الكتاب ليس فيه ما يقول أنني كتاب مقدس بل وصف خرج على الناس ممن يريدون إضفاء القداسة على ما لاقداسة فيه. أو له.
(*) مثل الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون حول شخصية السلطان عبد الحميد الثاني وغير ذلك
عفوا لم يتسع الوقت لأكثر من ذلك لكن يبقى الود واصلا لإكمال الرد.
إليك أخي الحبيب وإلى قراء الملتقى بعض التحفظات التي ساقها الأستاذ أنور الجندي حول هذه الدائرة وأراها جديرة بالنقاش فيما بعد إن شاء الله تعالى وهي مستلة من كتاب (سموم الاستشراق والمستشرقين) وهو من مؤلفات الأستاذ أنور الجندي - رحمه الله-.
¥