تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[01 - 03 - 09, 09:21 ص]ـ

دائرة المعارف الإسلاميّة

... إحذر

"الموسوعة الاسلامية الميسّرة" خلاصة لدائرة المعارف الإسلامية، وقد اُعدّت تحت إشراف اثنين من كبار المستشرقين هما: الانجليزي "جب" (1) والهولندي "كريمرز" (2)، وقد كتبت باللغة الإنجليزية، وتقع في مجلّد واحد، وترجمت إلى اللّغة العربيّة بإشراف الدكتور راشد البراوي، وطبعتها مكتبة "الانجلو" في القاهرة وصدرت في مجلّدين بـ 1256 صفحة من القطع الكبير.

وفي معرض بيان اتّجاه وطبيعة هذه الموسوعة يقول الدكتور سالم اليافعي: "إنّ الموسوعة الإسلاميّة الميسّرة هي خلاصة الفكر الغربي خلال القرون الأربعة الأخيرة، وإنّ الذين اشتركوا في إعدادها تصل قائمة اسمائهم إلى أربعمائة اسم"، وفي مهرجان طبّي كبير في تركيا قام الدكتور اليافعي بحرق غلاف الموسوعة الإسلاميّة الميسّرة إعلاناً منه

بأنّ الامّة الإسلاميّة قد وصلت على حدّ تعبيره إلى مرحلة (انفصام) العقل العربي الإسلامي عن (لبان) الحضارة النصرانيّة اليهوديّة والعقل الاستشراقي الغربي،

وهي في نفس الوقت دعوة للعودة إلى المنابع الإسلاميّة ممثّلة في القرآن الكريم وعلومه الإنسانية الكبرى وتراثنا الحضاري الشامخ من علم وطبّ وتاريخ وفقه وسياسة واقتصاد.

ويمكننا القول: إن هذه الموسوعة تمثّل عصارة الجهد الاستشراقي في النيل من الإسلام والغضّ من شأنه من خلال ما يقارب ألف كتاب اعتمدت كمصادر لها، كانت قد ألّفت خلال أكثر من أربعمائة عام.

أمّا مفردات الدسّ والتشويه التي حوتها هذه الموسوعة فلا تنحصر بزاوية واحدة، بل إنّها ضمن مناقشتها للقضايا الأساسيّة تشمل الجوانب المتّصلة بالعقيدة، كالرسول (ص) والقرآن الكريم والسنّة الشريفة، وكذلك ما هو متّصل بأركان وفروع التشريع الاسلامي، كالصلاة والحجّ وغيرها، هذا إضافةً إلى تناولها لجوانب من التاريخ الإسلامي وسيرة كبار رجال الإسلام وقادته. وبملاحظة نقديّة أوليّة نستجلي ما دُفن فيها من تحريف وتشويه، وتزكم أنوفنا رائحة السموم التي دُسّت في موادّها بأيدي مستشرقين يهود ونصارى بهدف تشويه معالم الفكر الإسلامي الأصيل وإثارة الشبهات حول تاريخه الناصع وشخصياته القياديّة ... ويمكننا سوق نماذج عن ذلك كالآتي:

1 - في جانب السيرة النبويّة نجد مادتي (محمّد) (ص) (قرآن) مليئتين بالدسّ اليهودي والتحريف النصراني والشبهات المفتعلة حول أحداث السيرة الشريفة وحقيقة القرآن الكريم، كما نجدهما قد كُتبتا بطريقة نكراء تثير الاستغراب وتفتقر إلى المنهج العلمي السليم والأمانة التاريخيّة المطلوبة، ويزول منّا هذا الاستغراب إذا عرفنا أن كاتبهما هو المستشرق الشهير (بوهل) الذي امتلأت مؤلّفاته بإثارة الشبهات والدسّ والتشويه، والذي يعدّ من أكثر المستشرقين حقداً على الإسلام وعلى نبيّه الكريم محمد (ص).

ففي مادّة "سيرة" مثلاً عند بيان أصل السيرة وطبيعتها يدرك القارىء لها مدى الغمز _وفي مواضع متعدّدة _ بأخلاق الرسول (ص) وما عرف عنه من أمانة وصدق سواءٌ في سلوكه الخاص أو في دعوته لرسالته، كما في المقاطع التالية من هذه المادّة: "إن فكرة جمع قصة حياة النبي من مولده إلى وفاته في رواية متتابعة محكمة ليست فكرة قديمة في الجماعة الإسلاميّة ولا هي بالفكرة التي جاءت عفو الخاطر ... هذا الاهتمام أبعد ما يكون عن طبيعة التاريخ بالمعنى الذي نفهمه من هذه الكلمة، وإنما انصرف إلى تخليد ذكر المغازي على غرار ما كان يفعل العرب في الجاهليّة، تلك المغازي التي اشترك فيها المسلمون تحت راية قائدهم الذي كان جلّ أتباعه ينظرون إليه نظرتهم إلى أمير ... وإن كان النبي (ص) لايختلف في خُلقه اختلافاً مشهوداً عن اُمراء الجاهليّة. وقد كان الحافز الاوّل إلى هذا الاهتمام هو الذي دفع القوم، كما نعلم، إلى إقامة السُنّة في تلك الصورة المأثورة من الحديث المروي ... فليست هذه المغازي إلاّ استمراراً أو تطوّر لأيّام العرب ... هذه السيرة يرجع أصلها إلى التحوّل الذي طرأ على شخصيّة محمد في ضمير المسلمين الديني ... وإلى شيء آخر فوق هذا كلّه، وهو أنّ احتكاك المسلمين باليهوديّة والمسيحيّة ورغبتهم في أن يضعوا مُنشىء الإسلام في كفّة مُنشئي هذين الدّينين قد شجعهم على وضع تلك القصص التي أحاطوا بها شخص النبي والتي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير