[حملوا كتابي ((مكفرات الذنوب في القرآن والسنة)) للشاملة 3+ ورد + pdf]
ـ[علي 56]ــــــــ[05 - 10 - 08, 08:38 ص]ـ
((حقوق الطبع متاحة للهيئات العلمية والخيرية))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله غافر الذنوب، وكاشف الكروب، وساتر العيوب، وقابل التوب، أحمده وأشكره وأستغفره، وإليه من كل حوبٍ أتوب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له علاَّم الغيوب، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبي مرسل وأكرم شافع مفضل، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه البدور الكمَّل وسلَّم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الله تعالى وعد عباده المؤمنين مغفرته في كتابه المبين، وعلى لسان رسوله الصادق الأمين فقال سبحانه وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (53) سورة الزمر.
وبشر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته بالمغفرة في أحاديث كثيرة منها: عن أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِى وَرَجَوْتَنِى غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِى يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِى غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِى بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِى لاَ تُشْرِكُ بِى شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً». رواه الترمذي (1).
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ لِرَبِّهِ بِعِزَّتِكَ وَجَلاَلِكَ لاَ أَبْرَحُ أُغْوِى بَنِى آدَمَ مَا دَامَتِ الأَرْوَاحُ فِيهِمْ. فَقَالَ اللَّهُ فَبِعِزَّتِى وَجَلاَلِى لاَ أَبْرَحُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِى» (2).
وهذا الكتاب قد جمعت فيه الآيات والأحاديث المقبولة التي تتعلق بمغفرة الذنوب، التي يقع بها الإنسان، وما أكثرها، وقد قسمته إلى بابين:
الباب الأول- آيات المغفرة في القرآن الكريم:
وفيه الفصول التالية:
الفصل الأول-عدم مغفرة ذنوب الأصناف التالية
الفصل الثاني-مضاعفة الحسنات دون السيئات
الفصل الثالث-أسباب تخلف الوعيد ...
الفصل الرابع-الحث على التوبة
الفصل الخامس-مغفرة الذنوب
الباب الثاني- كفارات الذنوب في السنة النبوية
وفيه فصلان
الفصل الأول- في الأفعال والأقوال المحصلة للمغفرة إن شاء الله تعالى
الفصل الثاني- فيما ورد من أحاديث فيها نجاة من أو عتق من النار ...
وأما طريقتي في العمل فهي كما يلي:
بالنسبة للآيات فهي مشكلة، معزوة لمظانها في القرآن الكريم، بالرسم العادي.
وقد قمت بشرحها بشكل موجز، بما يوضح معناها، ويبين مرماها.
وأما بالنسبة للأحاديث فقد استقصيت الأحاديث الصحيحة والحسنة بشقيها، وبعض الأحاديث الضعيفة المتممة لها وهي مما يستحبُّ العمل به في فضائل الأعمال بشروطها (3).
وحكمت على الأحاديث صحة وضعفاً وفق المنهج الوسط الذي سار عليه علماء الجرح والتعديل.
وصنتهُ من الأحاديث المنكرة والواهية والساقطة، وما دونها، حيث إن غالب الكتب المؤلفة في هذا الموضوع مليئة بالمناكير والواهيات، بل وبعض الموضوعات أحياناً.
ولم أفصِّل في التخريج، بل أوجزت ليكون كتابا لعامة الناس، وليس للباحثين، إذ لكلِّ مقامٍ مقالٌ.
وقد شرحت بعض الكلمات الغريبة، ووضحت بعض الأمكنة ولا سيما التوبة ونحوها من أجل التوضيح أو إزالة لبس.
وقد ذكرت المصادر الهامة بنهايته.
وقد فصلت القول في مقدمة كتابي ((الخصال الموجبة لدخول الجنة في القرآن والسنة)) حول الحساب والجزاء يوم القيامة.
والخلاصة أن من مات موحدا لا يخلدُ في النار - إن دخلها - وسيعود للجنة ولو بعد حين بإذن الله تعالى، ومن تاب تاب الله عليه مهما كانت ذنوبه، وأن من زادت حسناته على سيئاته يوم القيامة لا يدخلُ النار أصلا ويذهب به إلى الجنة مباشرة، ولا من تساوت أيضاً، ولو أخِّرَ عن الدخول قليلاً، وهم أهل الأعراف.
¥