تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الدسوقي]ــــــــ[12 - 08 - 10, 07:23 ص]ـ

يريد من الامة ان تبقى امية لا تحسب ولا تعد.

الوجه الثالث: نَفَي النبيُّ صلى الله عليه وسلم الحسابَ الفلكي عن الأمة المحمدية فيما يتعلقُ بالصوم والإفطار:

فعن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال: " إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ ولا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ " رواه البخاري ومسلم.

فمن عمل بالحساب الفلكي أو قدمه على الرؤية أو جمع بينهما فيكون قد صحح ما أبطله النبي صلى الله عليه وسلم وأثبت ما نفاه، ويكون قد اتبع غير سبيل المؤمنين.

فعن سَعْدِ بن عُبَيْدَةَ قال: سمع ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما رَجُلًا يقول اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ النِّصْفِ، فقال له ما يُدْرِيكَ أَنَّ اللَّيْلَةَ النِّصْفُ سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: " الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ الْعَشْرِ مَرَّتَيْنِ وَهَكَذَا في الثَّالِثَةِ وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ كُلِّهَا وَحَبَسَ أو خَنَسَ إِبْهَامَهُ " رواه مسلم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قَوْلهُ: " إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ " هُوَ خَبَرٌ تَضَمَّنَ نَهْيًا. فَإِنَّهُ أَخْبَرَ أَنَّ الْأُمَّةَ الَّتِي اتَّبَعَتْهُ هِيَ الْأُمَّةُ الْوَسَطُ أُمِّيَّةٌ لَا تَكْتُبُ وَلَا تَحْسُبُ. فَمَنْ كَتَبَ أَوْ حَسَبَ لَمْ يَكُنْ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي هَذَا الْحُكْمِ. بَلْ يَكُونُ قَدْ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ هُمْ هَذِهِ الْأُمَّةُ فَيَكُونُ قَدْ فَعَلَ مَا لَيْسَ مِنْ دِينِهَا وَالْخُرُوجُ عَنْهَا مُحَرَّمٌ مَنْهِيٌّ عَنْهُ فَيَكُونُ الْكِتَابُ وَالْحِسَابُ الْمَذْكُورَانِ مُحَرَّمَيْنِ مَنْهِيًّا عَنْهُمَا) وقال رحمه الله تعالى: (إن الأخذ بالحساب قد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفيه عن أمته والنهي عنه. قال: وما زال العلماء يعدون من خرج إلى ذلك قد أدخل في الإسلام ما ليس منه فيقابلون هذه الأقوال بالإنكار الذي يقابل به أهل البدع) ا. هـ

ـ[الدسوقي]ــــــــ[12 - 08 - 10, 07:29 ص]ـ

يريد من الامة ان تبقى امية لا تحسب ولا تعد, ويغفل الاستفادة من علم الفلك المنضبط الذي يرسل مركبات الى الكواكب ويحدد لها اماكن هبوطها بكل دقة ....

الوجه الثاني والأربعون: مَن دعا إلى اعتماد الحساب في النفي أو الإثبات من الفلكيين فإنه يكون قد تركَ ما أُمِرَ به من إعداد القوة، وانشغل بمعارضة صاحبِ الشرعِ فيما خَصَّهُ اللهُ به، فيكون قد أضعف المسلمين، وفرقهم:

* قال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (المائدة:3)

* وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِهِ، فَإِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ " رواه أحمد (3/ 152) وسنده صحيح.

* وبدل أن يُعِدُّوا القوة التي أَمَرَ اللهُ تعالى بها في قوله: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (الأنفال:60) وبَيَّنَها الرسولُ صلى الله عليه وسلم: فعن عُقْبَةَ بْن عَامِرٍ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ ". رواه مسلم في صحيحه.

فينبغي على الفلكيين أن يشاركوا في صنع طائرات وصواريخ ترمي الأعداء وتردعهم، وأنظمة دفاع جوي، وصواريخ مضادة للصواريخ، وأقمار صناعية؛ تحرس المسلمين وديارهم وتُيَسِّر التواصل بينهم وتتجسس على أعدائهم وتردّ صواريخهم وقاذفاتهم عنا، فإنه ليس لهم أن يعلونا؛ وبدل ما سبق ونحوه من إعداد القوة؛ انشغل بعضُ الفلكيين ومن اغتر بهم بمعارضة صاحب الشرع فيما خَصَّهُ اللهُ تعالى به من بيان أركان الإسلام وحدود الله، ومنها بداية فريضة صوم رمضان ونهايتها، وقد بينها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أوضحَ بيان بقوله وبفعله، وبتركه صلى الله عليه وسلم هو وخلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم الحسابَ الفلكي في الصوم والإفطار. فعلى الفلكيين ومَنْ قلَّدهم واغترَّ بهم أن لا ينازعوا الأمرَ أهلَهُ، وأن ينشَغِلوا بما يجب عليهم مما سبق ذكره، هدانا الله وإياهم لما اختُلِفَ فيه من الحق بإذنه، والله المستعان وإليه المشتكى وعليه التكلان)) ا. هـ من كتابي:

بُطلانِ العملِ بالحسابِ الفلكيِّ في الصومِ والإفطارِ، وبيانِ ما فيه مِنْ مفاسدَ، ووجوبِ العملِ بالرؤيةِ الشرعيةِ الثابتةِ عن خيرِ البريَّةِ _ صلى الله عليه وسلم _ من أربعينَ وجهًا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير