1 ـ توحيد علمي: المقصود فيه المعرفة و الإ‘ثبات، و هوتوحيد الله بأفعاله عو وجل، و هو نوعان
أ ـ توحيد الربوبية
ب ـ توحيد الأسماء و الصفات.
2 ـ و توحيد طلبي: المقصودفيه القصد و الطلب من العبد، و هو توحيد الألوهية، و هوتوحيد الله بأفعال العبد
الباب الأوَّل
في
توحيد الربوبية
• أ ـ توحيدالربوبية:
أمَّا توحيد الربوبية فهو أن تؤمن بأنَّ الله عز و جل ربُّ كلِّ شيء و مليكه، و أنَّه عز و جل هو الخالق البارئ االمالك المقدِّر المدبِّر الرازق المحيي المميت مجري السحاب و منِّزل الغيث، خالق السموات و الأرض و ربُّ من فيهما، و رب العرش العظيم سبحانه و تعالى. المتصرف في هذا العالم بما تقتضيه حكمته و إرادته.
و هذا النوع من الإيمان مشتركٌ بين أكثر الناس مؤمنهم و مشركهم، بل إنَّ إبليس لعنه الله كان مقِراًّ بتوحيد الربوبية قال تعالى:
{قال يا إبليس ما منعك أن تكون من الساجدين، قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نار و خلقته من طين}
فإبليس مقِر بأنَّه عز و جل هوالخالق، و في قوله تعالى {ربِّ بما أغويتني لأقعدنَّ لهم سراطك المستقيم} إقرار من إبليس بالقضاء و القدر من الله عزو جل.
فلا يكفي هذا القدر من الإيمان لدخول المرء في الإسلام، و لا يدخله ذلك في دائرة الإيمان، فإنَّ هذا القسم من التوحيد قد أقرَّ و اعترف به المشركون الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم، و لم يدخلهم هذا الإقرار في الإسلام.
قال تعالى:
ـ {قل لمن الأرض و من فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله قل أفلا تذكَّرون. قل من ربُّ السموات السبع ورب العرش العظيم. سيقولون لله قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كلِّ شيء و هو يجير و لا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنَّى تسحرون}.
ـ و قال عز و جل: {قل من يرزقكم من السماء و الأرض أم من يملك السمع و الأبصار و من يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي و من يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون}.
ـ و قال تعالى: {و لئن سألتهم من خلقهم ليقولنَّ الله فأنَّى يؤفكون}.
ـ وقال تعالى: {و لئن سألتهم من خلق السموات و الأرض ليقولنَّ خلقهنَّ العزيز العليم}
فإنَّ أبا جهل و شيعته كانوا مؤمنين بتوحيد الربوبية، و الآيات من القرآن الكريم و الأحاديث النبوية و التواريخ و السير و دواوين العرب كلُّها شاهدة بكون أولئك المشركين مقرين بتوحيد الربوبيَّة.
فلا بدَّ للمرء أن يأتيَ بجميع أنواع التوحيد للدخول في الإسلام.
الباب الثاني
في توحيد
(الأسماء و الصفات)
ب ـ توحيدالأسماء والصفات
"الواسطية لشيخ الاسلام "
و هوأن نؤمن بما وصف الله به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، من غير تشبيه ولا تعطيل، و لا تكييف ولا تمثيل، و لا تحريف ولا تبديل، بل يؤمنون بأن الله سبحانه {ليس كمثله شيء وهولا السميع البصير ".
فأهل السنة و الجماعة يثبتون لله عز و جل ما وصف به نفسه في كتابه عز و جل، و في سنة نبيه الصحيحه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه، لأنه سبحانه لا سمِىَّ له و لا كُفؤ له ولا نِدَّ له.
ولا يقيسونه سبحانه تعالى بخلقه، فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره، قال تعالى: {قل أنتم أعلم أم الله}، وهوعز و جل أصدق قيلاً وأحسن حديثاً من خلقه، ولا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون. فإنه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين، لأنَّ رسله صادقون مصدقون على ربهم، بخلاف الذين يقولون عليه مالا يعلمون. ولهذا قال سبحانه وتعالى: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين}
، و من تدبَّر القرآن طالباً للهدى منه تبيَّن له طريق الحق.
قال تعالى: {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد} ,.
¥