تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن كثير أما قوله تعالى: {ثم استوى على العرش} فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي و أحمد و اسحق بن راهويه، و غيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا، و هوإمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه و لا تعطيل، و الظاهر المتبادر إلى أذهان المشبِّهين منفيٌ عن الله عز وجل فإن الله لا يشبهه شيءٌ من خلقه، وليبس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري، ـ قال: من شبه الله بخلقه كفر، و من جحَدَ ما وصف الله به نفسه فقد كفر، و ليس في ما وصف الله به نفسه و لا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والآثار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله، ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى ـ)

وقال البغوي {ثم استوى على العرش} قال الكلبي ومقاتل: استقر، و قال أبوعبيدة: صعد، وأوَّل المعتزلة الاستواءَ بالاستيلاء، فأمَّا أهل السنة فيقولون الاستواء على العرش صفة الله تعالى بلا كيف يجب على الرجل الإيمان به، و يكِلون العلم فيه إلى الله عزو جل، و سأل رجلٌ مالكَ بن أنس عن قوله {الرحمن على العرش استوى} كيف استوى، فأطرق رأسه مليّاً و علاه الرحضاء ثم قال: (الاستواء غير مجهول و الكيف غير معقول، و الإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أظنُّك إلاَّ ضالاًّ) فأمر به فأخرج، و روي عن سفيان الثوري و الأوزاعي و الليث بن سعد وسفيان بن عييينة وعبدالله بن المبارك وغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهات أمرُّوها كما جاءت بلا كيف) انتهى.

وقال ابن جرير (أجمع السلف على أن استواءه على العرش صفةٌ له بلا كيف، نؤمن به، ونكل العلم إلى الله تعالى).

قوله تعالى: سورة الرعد: {الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش}، قال ابن جرير يقول تعالى ذكره: الله يا محمد الذي رفع السموات السبع بغير عمدٍ ترونها فجعلها للأرض سقفاً مسموكاً ــ إلى أن قال ــ و أمَّا قوله: {ثم استوى على العرش} فإنه يعني علا عليه،

قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}، قال ابن جرير يقول تعالى ذكره الرحمن على عرشه ارتفع و علا، وقال ابن كثير:

قوله تعالى: {ثم استوى على العرش}. قال ابن جرير يقول تعالى ذكره {وتوكَّل على الحي الذي لا يموت} {الذي خلق السموات والأرض و ما بينهما في ستة أيام}، قيل كان ابتداء ذلك يوم الأحدوالفراغ يوم الجمعة، ثم استوى على العرش الرحمن و علا عليه، وذلك يوم السبت فيما قيل.

قوله: {فسئل به خبيرا} يقول فاسأل يا محمد بالرحمن خبيراً بخلقه، فإنه خالق كل شيء و لا يخفى عليه شيءٌ من خلقه

قولُه تعالى في سورة ألم السجدة: {الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش}، قال ابن جرير يقول تعالى ذكره المعبود الذي لا تصح العبادة إلا له أيها الناس الذي خلق السموات و الأرض وما بينهما من خلق في ستة أيام ثم استوى على عرشه في اليوم السابع بعد خلق السموات والأرض وما بينهما.

قوله تعالى: {هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} قال ابن جرير يقول تعالى ذكره هوالذي أنشأ السموات السبع والأرضين فدبَّرهنَّ وما فيهنَّ ثم استوى على عرشه فارتفع عليه و علا.

وقوله: {يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي} {بل رفعه الله إليه} {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} {يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب * أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا}.وقوله: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير}

.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير