تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و مثاله كفر صاحب الجنة الذي ذكره الله عز وجل في سورة الكهف فقال عز و جل: {و دخل جنته و هو ظالمٌ لنفسه قال ما أظنُّ أن تبيد هذه أبدا. و ما أظن الساعة قائمة و لئن رددتُ إلى ربي لأجدنَّ خيراً منها منقلباً. قال له صاحبه و هو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثمَّ سواك رجلا. لكنَّا هو الله ربي و لا أشرك بربي أحدا}.

و قال تعالى: {و ما كان له عليهم من سلطان إلاَّ لنعلمَ من يؤمن بالإخرة مِمَّن هو منها في شك} سبأ.

و قال تعالى: {بل هم في شك من ذكري بل لمَّا يذوقوا عذاب}.

ـ ومن كفر الشك أيضاً: من ظنَّ أن هدي غير النبي عليه الصلاة والسلام أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، لأنَّ ذلك دالٌّ على شكِّه و تردُّدِه، و عدم صحَّة إيمانه.

ـ ومن كفر الشك: من شك في كفر المشركين، لأنَّ من كان في ثقةٍ من دينه، لم يخالطه شكٌ في كفر من كفَّره الله و رسوله.

ـ وكذلك من ظنَّ أن أحداً بعد بعثه صلى الله عليه و سلَّم يسعُهُ الخروج على شريعة محمد عليه الصلاة و السلام


___

• ـ أن يثبت الربوبية لله عزو جل، و لكنه لا يثبت رسالات الله عز وجل،و هذا هو:
4 ـ كفر التكذيب: و هو أن يكذِّب برسالته عليه الصلاة و السلام، أو بما ثبت من الدين بالضرورة، و هو قسمان:
أـ تكذيب إنكار: و منه كفر عوام اليهود و النصارى الذين كذبوا برسالة النبي محمد عليه الصلاة و السلام.
ب ـ تكذيب إباء و استكبار مع التصديق، و يسمَّى أيضاً كفر الجحود، حبث أنَّ الجحود في اللغة هو إنكار الشيئ ظاهراً مع تيقُّن صحته باطناً، قال تعالى: {قد نعلم إنّه ليحزنك الذي يقولون، فإنهم لا يكذبونك ولكنَّ الظالمين بآيات الله يجحدون}.
و منه كفر فرعون و قومه قال تعالى: {و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ظلماً و عُلواًّ}، و هو كفر إبليس أيضاً لعنه الله، قال تعالى: {و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاَّ إبليس أبى و استكبر و كان من الكافرين}.
و مثله كفر أبي جهل،، وكفر أميَّة بن أبي الصلت، و كفر أبي طالب عم النبي عليه الصلاة و السلام.
و هو كفر أحبار أهل الكتاب، قال تعالى عن يهود المدينة: {ولمَّا جاءهم كتبٌ من عند اله مصدِّقٌ لما معهم، و كانوا من قبلُ يستفتحون على الذين كفروا، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين}.
وقال تعالى: {الذين آتيناهم الكتب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون. ومن أظلم ممَّن افترى على الله كذباً أو كذَّب بآياته إنَّه لا يفلح الظالمون}
و قد يلتحق بهم بعض المنتسبين للإسلام ممن ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، كمن ينكر اليوم الآخر أو البعث أو حجية القرآن أو السنَّة أو من يعتقد بتحريف القرآن و غير ذلك.

• و يلتحِق بكفر التكذيب ـ كفر الاستهزاء: لأنَّ الاستهزاء هو تكذيبٌ مع زيادة معنى السخريَّة، و المقصود بالاستهزاء إذا كان بالله عز و جل أو آياته أو رسله أو كتبه أو اليوم الآخر أو ماهو ثابتٌ من الدين بالضرورة كفضل الصحابة رضي الله عنهم.
فقد قال تعالى لمن استهزأ بهم رضي الله عنهم: {قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزؤون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}
أو الاستهزاء بشيئٍ من الدين، كصحابة الرسول رضوان الله عليهم نقلة الدين و أئمة الهدى، أو أزواجه عليه الصلاة و السلام، أو الهزل بشيءٍ من ذلك.
ومن الاستهزاء بالله عز و جل اعتقاد حلوله عز وجل في خلقه كاعتقاد بعض ضُلاَّل المتصوفة مثل الحلاَّج و غيره، أو اعتقاد وحدة الوجود كما هو معتقد ابن عربي وابن سبعين و السهروردي وغيرهم، تعالى الله عز و جلَّ عمَّا يقول الظالمون علواَّ كبيراً.
و من الاستهزاء بالله عز و جل إنكار أسمائه الحسنى، أو تعطيله عز و جل عن صفاته المثلى، كفعل المعتزلة و الجهميَّة.
ومن الاستهزاء بالله عز و جل تشبيه ذاته أو صفاته عز و جل بخلقه، كفعل المجسِّمة من الكراميَّة و قدماء الرافضة.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير