تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والتنبه إليه من غيرهم، ولا يخفى عليهم ما في استعمال الشبكة الدولية والانترنت من دور مؤثر وفعال لو أحسنوا استخدامه، فلا بد من العمل على اختراق مواقع العدو وإفشاء أسراره وإحباط خططه، فذاك باب من أبواب الجهاد والنضال، فإن الله تعالى سمى مقاومة النبي * للكفار بكل ما أوتي جهادا كبيرا، فقال عز وجل: ×فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا÷ ().

الأمر الثاني: الجهاد بالمال، ودعم المسلمين إخوانهم في فلسطين، بكل ما يقدرون عليه من العون والنصرة، ليس الآن فقط والدماء تسيل، بل مدة ما كان هناك في فلسطين أو في أي بلد من بلاد المسلمين عدو جاثم، وراية جهاد ترفع، وليس فقط وقت الأزمات والنكبات؛ دعم إغاثة، وكفالة يتامى، وسد خلة محتاج، بل دعم تجهيز وتسليح وعتاد، لأنه هو الذي يدخل دخولا بينا تحت مسمى الجهاد بالمال، والإنفاق في سبيل الله، الذي وعد الله تعالى عليه المنفقين والمجاهدين الجنة، ورفيع الدرجات، قال الله تعالى: × إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى? مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ? يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ? وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ? وَمَنْ أَوْفَى? بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ? فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ? وَذَ ?لِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ÷ ()، وقال عز وجل: ×الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ? وَأُولَـ?ئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ? إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ÷ ()، والملاحظ في عدد من الآيات القرآنية أن الله تعالى يقدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في الذكر، وذلك لكثرة غفلة الناس عنه، وليشد اهتمامهم به وتوجههم إليه.

فلا عزة للمسلمين، ولا نصرة لهم، إلا بإحياء فريضة الجهاد بالنفس والمال، فإن الله تعالى يقول: × وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ? إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ÷ ()، ويقول النبي * في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، مبينا عواقب الركون إلى الدنيا، والإعراض عن فريضة الجهاد: =إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ، سَلَّطَ الله عَلَيْكُمْ ذُلًّا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ+ ().

أما أن نبقى مكتوفي الأيدي، نتألم ونتفجع كلما رأينا عدونا يستبيح المساجد والديار، والعزل والنساء والأطفال، والذي يقدر من إخواننا في البلد المحتل على القتال لا حيلة له، لأنه لا يملك سلاحا رادعا يحسب له العدو حسابا، ثم نهدأ، ليعود الأمر إلى ما كان في غابر الأعوام، فهو العجز بعينه، والتثاقل إلى الأرض الذي حذرنا منه القرآن، ×يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ? أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ? فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ? وَاللَّهُ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ÷ ().

رب قائل يقول: إن الجهاد بالمال صار متعذرا في ظل هيمنة أمريكا والحكومات التي في طوعها، وتسمي دعم المجاهدين إرهابا، فما الحيلة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير