تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يُسأل من اعتذر بهذا؟ لو كانت لك حاجة في إيصال مال إلى أي مكان في الدنيا، لتجارة ترضاها، وتخشى كسادها، أو لعزيز مريض ثمن دواء وشفاء، أكنت باحثا عن كل وسيلة لذلك، سمح بها عدوك أو منع؟ أكنت قادرا على تحقيق مرادك، لا تهدأ دونه ولا تمل ولا تكل، إن كان كذلك، فحالك أشبه بمن قال الله تعالى فيهم: × لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ وَلَـ?كِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ? وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ÷ ()، وهو بعينه ما حذر الله تعالى عباده منه في قوله عز وجل: × قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى? يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ? وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ÷ ().

الأمر الثالث: مقاطعة جميع المنتجات اليهودية والأمريكية من السلع والبضائع، لأن أمريكا تُسند الصهاينة في إسرائيل بدعم غير محدود، بالسلاح والعتاد، والمال، والصناعات المتطورة المتقدمة، العسكرية منها والمدنية، وتنحاز إليه انحيازا كاملا سافرا في المحافل الدولية، لا تخفيه، وتغطي عن جرائمه وتبررها فلا يُدان، حتى يزداد عتوا وفسادا.

فهل يبقى مع هذا العدوان السافر، والتحيز الجائر المعلن إلى جانب العدو، عذرٌ لأحد في أن يتأول للولايات المتحدة الأمريكية، ولا يصنفها بلدا محاربا معادياً للمسلمين؟ السلع الأمريكية اجتاحت أسواق المسلمين اليوم، بداية من فرشاة الأسنان، إلى الأرز والقمح، والدواء والسيارات، والمعدات الثقيلة، والسلاح والطائرات، بالإضافة إلى التنافس على الحصول على التوكيلات التجارية عن شركاتهم، بفتح الأسواق المجمعة الكبرى، المعروفة بانتمائها الصهيوني ودعمها لإسرائيل، مثل أسواق (ماركس آند سبنسر) و (المول) وغيرها من الأسواق اليهودية والأمريكية، التي لا تكاد تخلو منها عاصمة من عواصم المسلمين، هل يحل لمسلم ديانة وشرعا أن يفعل هذا وهو يرى طائرات الإف 16 تدك المساجد على رؤوس المصلين، والبيوت على السكان الآمنين، ودور العلم والجامعات فتحيلها بمن فيها إلى حطام وتراب، هل يحل له ذلك، وهو يرى طائرات الأمريكان المروحية تقصف سيارات الإسعاف وسيارات الإغاثة والتموين، وتغتال المجاهدين، ويرى من قبل ذلك حصار غزة من أمريكا وإسرائيل ومن يأتمر بأمرهما بأم عينيه، وما يفعلونه بالفلسطينيين من التقتيل والتجويع واستباحة الحرمات، كسرا لشوكة المسلمين.

لذا فإنه يتعين على كل مسلم عندما يمد يده إلى دينار أو درهم، ليشتري سلعة، سيارة أو آلة، أو غذاء أو لباسا، أو أكلا في مطعم، أو شرابا في مقهى، أو مقاما في فندق، أو شيئا آخر من لوازم حياته، صغيرا كان أو كبيرا، أن يسأل نفسه إلى جيب من يذهب هذا المال؟ وليعلم أنه حين يشتري المنتجات الأمريكية أو اليهودية يدفع ثمن تلك الطائرات والمروحيات التي تدك على رؤس المصلين المساجد، وعلى رؤوس التلاميذ المدارس، وأن كل دينار يذهب إلى جيب عدوه، هو ثمن رصاصة يقتل بها أطفال المسلمين في غزة، وفي العراق، وفي غيرهما من البلاد التي تعاني الدمار من ويلاتهم.

ومن منع نفسه من شراء سلعهم مع إغرائها برخص أو جودة، واشترى غيرها مع غلائها، احتسابا، بنية إضعاف عدوه، كان مأجور أجرا عظيما، فإن الله تعالى يقول: ×وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ? إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ÷ ().

دور الإعلام والدعاة:

الإعلام العربي والإسلامي ـ للأسف ـ منه ما هو في شغل شاغل عن قضية المسلمين، بالغناء والمسلسلات والخلاعة والطرب، حتى والنار تستعر، فالأمر لا يعنيه، لا هو من الأمة، ولا الأمة منه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير