وكشفت الوثائق التي نشرت في الحلقة الأولى بكل وضوح أن المفتي لم يكن يميل كليا إلى ألمانيا ودول المحور بدليل أنه كان يفكر بإرسال مقاتلين فلسطينيين إلى ليبيا لمساعدة السنوسيين في معركتهم للتحرر من الاحتلال الإيطالي، في حين عارضت بريطانيا هذا الأمر بشدة وراحت تروّج الإشاعات عن تلقي المفتي للدعم المالي من الإيطاليين. بل كشفت وثائق الحلقة الماضية عن تلقي الحاج أمين تقارير من غير عاصمة عربية تشير إلى أن الاعتقاد السائد لديها هو أن بريطانيا ستنتصر في الحرب.
لذلك فإن الملف المفرج عنه يكشف أن الحاج أمين دُفع دفعاً نحو ألمانيا النازية، لأن الوثائق الجديدة توضح النية البريطانية الخبيثة المبيتة ضده والتفكير في اعتقاله ومحاكمته أو نفيه إلى قبرص أو جزر سايشل أو جزر أندمان، مما يعتقد أنه لعب دوراً بارزاً في قرار المفتي بالفرار إلى ألمانيا طلبا للنجاة، بعد أن أغلقت كل السبل في وجهه. بل أن وثائق هذه الحلقة تشير إلى أن ألمانيا النازية فقدت اهتمامها بالحاج أمين، مما يعزز الاعتقاد بأن مجيئه إلى برلين جاء بدافع الهرب من المطاردة البريطانية وليس بدافع رغبة ألمانية ملحة إلى ذلك.
وعلى رغم الأبحاث العديدة المنشورة عن علاقة الحاج أمين بألمانيا وخروجه خاسراً من هذه العلاقة لوقوفه إلى جانب الطرف المهزوم في الحرب العالمية الثانية، إلى جانب العديد من المذكرات الشخصية لرموز تلك الحقبة وبضمنها مذكرات الحاج أمين نفسه، لا تزال هذه العلاقة موضع جدل حتى الآن ويسعى الباحثون إلى سبر أغوارها والكشف عن الجوانب المخفية فيها. ومن شأن الباحثين العرب ان يفتشوا عن الرسائل التي كان يبعث بها الحاج أمين الى الزعماء العرب وغيرهم من أصدقائه خلال فترة وجوده في برلين التي استمرت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، مثل الرسالة التي اشارت اليها الوثائق البريطانية وقالت انه بعث بها المفتي إلى الزعيم اللبناني شكيب أرسلان.
يشار إلى أن الحركة الصهيونية من جهتها أدلت بدلوها في تشويه صورة حركة التحرر الوطني الفلسطيني وضخمت إلى حد كبير تلك العلاقة للإيقاع بين القيادة الفلسطينية ودول الحلفاء، بل ان الكثير من الإشاعات الكاذبة التي راجت حول الحاج أمين في تلك الفترة كان صادراً عن دهاليز الوكالة اليهودية، إلى جانب الدوائر والأجهزة البريطانية. لذلك تحتل وثائق الملف المفرج عنه أهمية خاصة بالنسبة الى هذه العلاقة التي لا تزال بحاجة إلى المزيد من البحث العلمي بعيدا عن التشنج والحساسيات التي تغذيها الأوساط الصهيونية ودهاقنة "صناعة الهولوكوست" أي المحرقة النازية، كما يسميها الكاتب الأميركي اليهودي نورمان فينكلشتاين.
وتكشف الوثائق المنشورة اليوم إلى حد مدهش انشغال بريطانيا، التي كانت غارقة في الحرب العالمية، بالحاج أمين إلى هذا الحد والتفتيش عنه في عرض البحار وعلى نقاط الحدود وأقبية المباني في طهران وبغداد واسطنبول، لتفاجأ في النهاية أن الرجل أفلت هو وأفراد عائلته من عيون السعاة ووصل آمناً إلى برلين، فيما وصلت زوجته وأبناؤهما عبر الأهواز وبغداد ثانية إلى فلسطين، مع كل ما يتضمنه ذلك من إحراج للأجهزة البريطانية صاحبة العلاقة.
ـ[النذير1]ــــــــ[14 - 11 - 10, 02:14 ص]ـ
نقلا عن موقع قناة الجزيرة
شرعت شركات إسرائيلية في تدمير مبنى المجلس الإسلامي الأعلى التاريخي, وبناء فنادق وشقق سكنية مطلة على حائط البراق بدلا منه لتطرح للبيع لأثرياء اليهودي في العالم بأسعار كبيرة, في إطار مساعي الاحتلال لتهويد القدس المحتلة.
ولم تبق جرافات الاحتلال من البناية التي شيدها مفتي فلسطين ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى الحاج أمين الحسيني عام 1929 سوى الواجهة الخارجية كجزء من واجهات الفنادق المزمع بناؤها بعد إزالة كل الكتابات الإسلامية عليها.
بدوره قال المؤرخ الدكتور مصطفى كبها إن الحاج أمين الحسيني اهتم بإتمام بناية المجلس الإسلامي الأعلى ودعا وجهاء وسياسيين وأعيان البلاد للمشاركة في افتتاحه عشية استضافة المؤتمر الإسلامي عام 1930 في مدينة القدس لافتا إلى أن المجلس لعب دورا مهما في المحافظة على المقدسات وفي منع بيع الأراضي لليهود.
وأشار كبها في تصريح للجزيرة نت إلى أن سلطات الانتداب البريطاني استولت على مقر المجلس الإسلامي الأعلى عام 1937 بعد تجريد الحاج الحسيني من مناصبه، وحولته لمقر حكومي لكنها أبقت على المجلس الذي ظل يعمل حتى سيطرة القوات الصهيونية عليه عقب النكبة عام 1948 حيث تم احتلال الأحياء العربية غربي المدينة.
وسارعت سلطات الاحتلال للسيطرة على المبنى استنادا لقانون يعرف بـ"أملاك الغائبين" فاستخدمته لعدة وظائف كان آخرها مقرا لوزارة الصناعة والتجارة قبل شرائه عام 2003 من قبل شركة يملكها ثري يهودي أميركي بقيمة 20 مليون دولار.
يشار إلى أن الحاج أمين الحسيني ترأس المجلس الإسلامي الأعلى في القدس في منطقة الحرم في عام 1922 وما لبث أن بادر لبناء العمارة الجديدة خارج الأسوار بعد جولة واسعة في البلدان الإسلامية عام 1927 تم خلالها جمع الأموال اللازمة لبناء المقر الجديد قبالة مقبرة مأمن الله، الذي بات فندقا لاستقبال كبار ضيوف فلسطين
رابط الجزيرة:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/8...4367D8A2F6.htm
¥