تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حملوا ولأول مرة كتابي (المفَصَّلُ في عواملِ النَّصر والهزيمةِ) للشاملة 3+ ورد مفهرساً موافقا للمبطوع

ـ[علي 56]ــــــــ[15 - 01 - 09, 03:14 م]ـ

حقوق الطبع لكل مسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين،القائل {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)} غافر: 51 - 52

والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، القائل"بُعِثْت بَيْنَ يَدَيَ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ يُشْرَكَ بِهِ شَيْءٌ وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي , وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ"مصنف ابن أبي شيبة (5/ 313) (19747) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وهو صحيح

وعلى آله وصحبه أجمعين، الذين قال الله تعالى في حقهم: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} سورة الفتح 29

أما بعد:

فإنَّ الأحداث التي تجري في بلاد الإسلام ولاسيما في فلسطين عامة وغزة خاصة والعراق وغيرهما، مما لا نحسد عليها، فإننا نرى أنهارا من الدماء تسفك بغير حق، وأموالاً تنتهب، وحرمات تنتهك، وضربات موجعة يوجهها أعداء الإسلام للمسلمين شرقاً وغرباً.

وكثير من المسلمين اليوم قد أصيب بالإحباط الشديد مما يرى ويسمع، ولا يعرف كيفية المخرج مما نحن فيه.

وقد تباينت مواقف الكتاب والباحثين إزاء ما يجري:

فمنهم من قال علينا بتقليد الغرب والأخذ بحضارته عجرها وبجرها عندئذ يزول الذل والهوان!!.

وقد قالوا ذلك بسبب انبهارهم بهذه الحضارة،وفاتهم أن هذا من باب تقليد المغلوب للغالب، وأن الحضارة الغربية لم تجلب للعالم سوى الدمار والخراب والشقاء.

وبعضهم دعا إلى توحيد العرب تحت راية القومية العربية، للخروج من ذلك، وفاتهم أن دعاة القومية العربية لم تجتمع كلمتهم يوماً واحداً، ولما استلموا في بعض الدول سفكوا دماء بعضهم البعض، وداسوا على العروبة بأقدامهم.

وما موقف الجامعة العربية إزاء قضايا الأمة المصيرية عنا ببعيد.

وبعضهم يستجدي أعداء الإسلام حتى يخففوا من وطأتهم علينا،وهذا ما يفعله كثير من العملاء والخونة.

وبعضهم دعا للحوار مع الغرب وترك قتاله ومصادمته لعلهم يعطفون علينا، فيمنون علينا ببعض فتات الديمقراطية والحرية.

وبعضهم يدعوا للهتافات والمظاهرات، وتقديم بعض المساعدات المادية للمنكوبين، وحرق أعلام الدول المعادية للإسلام والمسلمين، ومقاطعة بعض البضائع التافهة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، والعدو يزداد صلفاً وضراوة، وصدق فيهم قول الشاعر:

من يهنْ يسهلِ الهوانُ عليهِ ... ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ

وبعضهم قد صدع بالحق فهنيئا لهم، وبعضهم ذهب يمينا وشمالاً.

والصواب من القول أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

فلا بد من الرجوع لمصادرنا الأصيلة، وقيمنا العليا ليس إلا، ففيهما بيان كاف وشاف للداء والدواء،فالقرآن والسنة سفينة النجاة لهذه الأمة، فعلينا أن نستلهم منهما سعادتنا وعزتنا.

فلا بد من مراجعة الحسابات وتصحيح الأخطاء، والتوبة النصوح والرجوع إلى الله تعالى قبل فوات الأوان، فالضعفاء لا يحترمهم أحد في هذه الأيام.

قال الشاعر عمر أبو ريشة رحمه الله يصف مأساتنا:

1.- أمتي هل لك بين الأمم ... منبر للسيف أو للقلم

2. - أتلقاك وطرفي مطرق ... خجلاً من أمسك المنصرم

3.- أين دنياك التي أوحت إلى ... وترى كل يتيم النغم؟

4.- كم تخطيت على أصدائه ... ملعب العز ومغنى الشمم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير