تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حملوا كتاب ((قضايا الدعوة الإسلامية من اليقظة إلى الصحوة)) للشاملة 3 مفهرساً

ـ[علي 56]ــــــــ[21 - 01 - 09, 07:18 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

لقد أعجبت بالعلامة الموسوعي ((أنور الجندي)) رحمه الله منذ أن قرأت له بعض كتبه قبل ثلث قرن من الزمان، ولاسيما كتابه النفيس ((نوابغ الفكر الإسلامي)).

فقد كان من أكبر المنافحين عن الفكر الإسلامي، والرَّادين على تيارات الغزو الفكري، وبيان أن جميعها لا يمكن أن تصلح البشرية، فهي تحمل في طياتها فسادها، والإسلام وحده هو القادر على الأخذ بيد البشرية إلى شاطئ الأمان بعد أن غرقت بالدماء والخرافات والمصائب.

وهذا الكتاب الذي بين يدينا هو من أواخر الكتب التي كتبها (العلامة) أنور الجندي رحمه الله ألا وهو ((قضايا الدعوة الإسلامية من اليقظة إلى الصحوة))

والذي وضعه بعض الإخوة في الملتقى كملفات ورد مجزأة جزاهم الله خيرا

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=159648

يقول المؤلف في مبحث من مباحثه تحت عنوان

((نحن أهل الحق على موعد مع النصر)):

"يجب أن يكون واضحاً وضوح الشمس في رائعة النهار: أن الإسلام هو مستقبل البشرية كلها، وأنه مهما وضعت أمامه العقبات فإنه سيحطمها ويتقدم إلى موقعه من قيادة العالم فإنما قد جاء منذ أربعة عشر قرناً لإنقاذ البشرية من الظلمات التي غشيته وأحاطت به والتي ما زالت تتفاقم وتتضاعف حتى بلغت اليوم أشد مراحل عنفها وشماسها، ونحن المسلمون إنما جئنا لنحمل هذه الرسالة ونجاهد من أجلها ونقدِّم أروحنا وأموالنا رخيصة في سبيل هذا الهدف، ومن هنا فإنَّ علينا أن نستميت في سبيل هذا الهدف لا نحيد عنه ولا نرى لنا مهمة غيره، بل لا نرى لنا مهمة أو مطمعاً،وأن نكون في سعينا هذا واثقين كل الثقة بنصر الله،وتحقيق الهدف الذي يجب أن يأخذ مراحله الطبيعية وفق سنن الله في الكون وقوانينه في تطور المجتمعات، وعلينا أن نكون على هذه الثقة بنصر الله مستشرفين الهدف مقابلين كل ما يواجهنا بصبر وطمأنينة نفس وثقة بالغة أنْ كنا نحن الذين شرَّفنا الله تبارك وتعالى لحمل هذه الأمانة والسير بها والدفاع عنها .... هذه واحدة.

أما الأخرى: فإننا يجب أن نعلم علم اليقين أن هذا الاضطراب الخطير الذي تمرُّ به الأوضاع، وهذا الصراع الشديد إنما هو نتيجةٌ فعليةٌ لتجاوزنا طريق الله ومحاولتنا التماس مناهج البشر وغفلتنا عن الحقيقة الأساسية القائمة على إسلام الكون كله لله، وخضوعه لمنهج ربه، فإن هذا الانحراف والتجاوز الذي يقع فيه الإنسان بحكم حرية إرادته هو مصدر هذا الاضطراب الخطير الذي أصاب المجتمعات وزلزل قواعدها وأعجزها عن أن تجد الأمن والأمان في حياتها،وأنه لا سبيل إلى تحقيق هذا الأمن إلا بالعودة مرة أخرى إلى منهج الله وتقبله والنزول على ما قرره في تدبير أمر المجتمعات،والتعامل بين الناس على النحو الذي ارتضاه لهم، وما تزال البشرية تقاسي الغربة وتواجه الأزمات وتتصدع بها الأوضاع مادامت تسبح ضد التيار وتغفل عن حق الله تبارك وتعالى عليها.

... ولذلك فإنه لا يدهشنا أن نرى تلك الظواهر الخطيرة التي تروِّعُ النفس الإنسانية نتيجة عجزها عن الاحتفاظ بتوازنها أو التزامها بمنهج الله حيث تبدو مظاهر لم يعرفها أسلافنا الذين كانوا أكثر تقديراً للمسئولية الفردية والالتزام الأخلاقي.

... إن الانحراف عن سنن الله وتوازنات المجتمع من شأنها تبرز أوضاعاً خطيرة تبدو في ظهور الأوبئة ونقص الماء والطعام، واندفاع البلاد دون أن تفكر في مرد هذه الظواهر ولا في آثارها {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا .. } (20) سورة الحديد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير