وكذلك أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – = كلهم يعتبرون من آل البيت يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} الأحزاب: 33 {.
فأزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – يعتبرن – أيضا – من أهل البيت؛ فيجب محبتهن، واعتقاد أنهن أمهات المؤمنين وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} الأحزاب: 6 {.
ولا يجوز أن ننال من أحد منهن، ولا من آل البيت الطاهرين الطيبين، كما تفعل النواصب والخوارج؛ فنحن نبتعد – في هذا - عن منهج الروافض المارقين، وعن منهج النواصب الخوارج المارقين؛ فنكون وسطا في محبة أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –، وفي محبة آل بيته على المنهج الذي قرره أهل السنة والجماعة، ونرى أن ذلك عمل صالح يقرب إلى الله، كما بيَّن الشيخ – هنا – رحمه الله تعالى -.
((المتن))
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ علا وَفَضائلٌ /// لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل
((الشرح))
الآن يبين فضله من حيث الدرجات؛ فالصحابة كلُّهم فاضلون، على نحو ما بينا قبل قليل، وكلُّهم عدول، وكلُّهم تجب محبتهم، وكلُّهم يجب اعتقاد عدالتهم، ويجب اعتقاد أنهم أفضل الأمة بعد نبيها – صلى الله عليه وسلم –، ولا نفرق بين أحد منهم، لكن لا شك أن بعضهم يفضل بعضا، فأفضلهم – على الإطلاق – الصديق أبو بكر – رضي الله عنه وأرضاه – رفيق النبي – صلى الله عليه وسلم – في الغار، والذي قال فيه: ما طلعت على أفضل من أبي بكر.
وقال – صلى الله عليه وسلم –: ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا.
وكثيرا ما كان يردد – صلى الله عليه وسلم – ويقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر؛ فهذا هو الصديق أفضل هذه الأمة بعد نبيها – صلى الله عليه وسلم –، أول من أسلم من الرجال - رضي الله عنه وأرضاه -، والحديث عن فضله يطول، لكننا نريد شرح هذه الأبيات باختصار.
((المتن))
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ علا وَفَضائلٌ /// لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل
((الشرح))
يعني كل الصحابة لهم فضائل، وكلُّهم عدول – كما بينا -.
وأفضلهم – كما بين النبي – صلى الله عليه وسلم – هو أبو بكر الصديق – رضي الله عنه وأرضاه -، فمن نال منه = فإنما ينال من هدي النبي – صلى الله عليه وسلم –، وينال من القرآن، وقد أثنى الله عليه في كتابه كما قال – جل وعلا - وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى} الليل: 19 - 21 {.
وأثنى عليه في سورة الأنفال فقال إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} التوبة: 40 {فمن هو هذا الثاني؟
أبو بكر – رضي الله عنه وأرضاه، وأخزى الله من أبغضه وقلاه -.
((المتن))
وأقول في القُرآنِ ما جاءَتْ بِه /// آياتُهُ فَهُوَ الكريم المُنْزَلُ
((الشرح))
يعني يقف في اعتقاده تجاه القرآن كما جاء في القرآن، وكما جاء في السنة من أنه كلام الله الحق، الذي تكلم به حقيقة، والذي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} فصلت: 42 {.
كتاب الله نزل به الروح الأمين على قلب نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – بلسان عربي مبين، ويجب أن نفهم ما يلي؛ حتى نسلم من الذين حرفوا في كلام الله، وبدلوا، ووصفوه بأنه مخلوق، أو أنه الكلام النفسي، أونحو ذلك، ولا يتسع الوقت للرد على كلامهم، وتفنيده، لكن سنقرر عقيدة أهل السنة في هذا الباب؛ ولذلك يجب مراعاة الأمور الآتية في معتقدك تجاه القرآن المنزل من عند الله – سبحانه وتعالى -:
أولاً: أن نعتقد أنه كلام الله: لفظه ومعناه، لم يعبر به أحد عن الله، ولم يتلكم به أحد نيابة عن الله، بل هو كلام الله الذي تكلم به حقيقة وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} التوبة: 6 {.
ثانيا: يجب أن نعتقد أن جبريل سمعه من الله مباشرة، أنه كلام الله المسموع، بأن الله يتكلم بصوت وحرف مسموعين.
¥