تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذًا الجنة والنار حق مخلوقتان موجودتان - الآن -، ومن أنكرهما كفر؛ لأنهما ضمن الإيمان باليوم الآخر الذي هو أحد أركان الإيمان الستة، ومن أدلة وجود الجنة – الآن - قول الله - عز وجل - چأُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ} آل عمران: 133 – 134 {، وكذا قول الله - عز وجل - أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} الحديد: 21 {، ومن السنة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (لقيت ليلة أسري بي إبراهيم؛ فقال: اقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم بأن الجنة قيعان، وأنها طيبة التربة، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.

وقول النبي – صلى الله عليه وسلم – (اطلعت على الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطللعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء).

ووصفه – صلى الله عليه وسلم – للمجاهدين الخُلَّص وبشارتهم بالجنة في القرآن وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} آل عمران: 169 {. الذين جاهدوا لتكون كلمة الله هي العليا، وليس أصحاب المطامع، ولا أصحاب التوجهات الذين يكفرون عباد الله الصالحين، ويزعمون أنهم على الحق، وغيرهم على الباطل.

وكذلك ما جاء في وصف نعيم القبر (*)، وما أعد الله للمتقين من نُزُل ومن ذلك قول الله – تعالى - إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} فصلت: 30 – 32 {.

كل هذه أدلة على أن الجنة موجودة مخلوقة، وكذلك النار قال الله – تعالى - إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} النبأ: 21 {، وقال – تعالى - چوَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} آل عمران: 131 {، وقال – تعالى – في شان آل فرعون النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِچ} غافر: 46 {، وما رآه النبي – صلى الله عليه وسلم – من أهوال ليلة أسري به، وما رآه من خندق من النار يوم أن كسفت الشمس، وما أخبر به – صلى الله عليه وسلم – عندما مَرَّ بقبرين فقال: إنهما ليعذبان.

وقوله – صلى الله عليه وسلم –: لو ترون ما أرى لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، وغير ذلك من الدلائل على وجود النار – الآن – خلافا لمن تزعمه المعتزلة من أن الجنة والنار لم تخلقا بعدُ.

وقد سمعنا الأدلة على ذلك، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل – كما يقال -.

((المتن))

ولِكُلِّ حَيٍّ عاقلٍ في قَبرِهِ ///عَمَلٌ يُقارِنُهُ هنالك وَيُسْأَلُ

((الشرح))

والمقصود وجوب الإيمان بأن القبر أول منازل الآخرة؛ ولذلك هناك عبارة خطيرة يتناقلها الناس عندما يموت أحد من الناس عندما يقولون: (قد نقل إلى مثواه الأخير)!!

هذا عند من لم يؤمن بالبعث، أما المؤمنون فلا يسمون ذلك المثوى الأخير، بل هو أول منازل الآخرة، ومن مات فقد قامت قيامته، وهو أول منازل الآخرة، وهو إما أن يكون روضة من رياض الجنة – جعلني الله وإياكم من أهلها -، وإما أن يكون حفرة من حفر النار – عافاني الله وإياكم منها –؛ لذلك فإنه يجب الاستعداد ليوم المعاد، الاستعداد ليوم التناد، الاستعداد لذلكم اليوم الذي تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} الحج: 2 {؛ فلا بد من الاستعداد لذلك اليوم بالعمل الصالح الذي يقرب إلى الله – سبحانه وتعالى –.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير