تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا هو خلاصة ما يتعلق بتقرير الشيخ الإيمان بالجنة والنار، وأن ذلك أمر ثابت، وأن المؤمنين سيدخلون الجنة، حتى ولو كانوا من أهل المعاصي - في نهاية المطاف سيدخلون الجنة بعد تطهير وتمحيص، وأما الكفار فليس لهم نصيب إلا النار - والعياذ بالله -.

((المتن))

هذا اعتقادُ الشافِعيِّ ومالكٍ /// وأبي حنيفةَ ثم أحمدَ يُنْقَلُ

((الشرح))

يبين الشيخ – رحمه الله تعالى – أنَّ مَا تَقَدمَ من تقرير عقيدة السلف من الإيمان بالقرآن والسنة، والإيمان بحب الصحابة أجمعين، والإيمان بأسماء الله وصفاته، والإيمان بالقرآن، وأنه كلام الله، والإيمان بالرؤية: رؤية ربهم يوم القيامة، والإيمان باليوم الآخر، وما أعده الله للمتقين، وما أعده للكافرين، كل ذلك عقيدة السلف الصالح أجمعين: أهل السنة والجماعة، لايحيدون عنها يمينا، ولا شمالا، وذكر منهم الأئمة الأربعة: أبو حنيفة النعمان المتوفى سنة مئة وخمسين، والإمام مالك المتوفى سنة تسع وسبعين ومئة، والإمام الشافعي المتوفى سنة أربع ومئتين، وأحمد بن حنبل المتوفى إحدى وأربعين ومئتين، وغيرهم ممن هم على منهجهم من أهل السنة والجماعة.

فهذه عقيدة أهل السنة قاطبة، التي يجب أن يثبت عليها المرء المسلم؛ ولذلك هو يقول: ما سمعتم، وما قررتُه في هذه القصيدة من عقيدة = إنما هي عقيدة السلف الصالح، وعلى رأسهم الأئمة الأربعة الْمُتَّبَعون الذين يقتدي بهم المسلمون، ويقتدون بغيرهم من أئمة الهدى والدين، وليس المراد أن ذلك قاصر على هؤلاء الأربعة، لكن هؤلاء الأربعة – رحمهم الله – ممن بارك الله في فقههم، وجعل لهم مكانة خاصة بين المسلمين؛ لما هم عليه من اجتهاد فقهي؛ ولما هم عليه من خير؛ فلذلك هذه عقيدتهم، وهذا هو منهجهم الذي يسيرون عليه، ونسأل الله وإياكم الثبات عليه إلى أن نلقى الله – سبحانه وتعالى -، وفي هذا إشارة إلى أن الأئمة الأربعة ليس بينهم اختلاف في باب العقيدة، ليس بينهم أي خلاف في العقيدة، وهم ضد من يعتقد خلاف الحق، ضد من يتبين له أنه على خلاف الحق، وهم على قلب رجل واحد، وهم لم يفرقوا الأمة إلى أربع طوائف كما يتصوره البعض، يأتيك واحد جاهل مسكين يقول: يا أخي أنا كيف أطوف وأنا على مذهب الشافعي، والإمام الشافعي يرى أن من مس المرأة فقد انتقض وضوؤه، وأنا مضطر أن أمسك بزوجتي، أو أختي، أو بنتي، أو أمي؟

فالأمر ميسور؛ الصحيح أن اللمس لا ينقض الوضوء في أرجح أقوال أهل العلم.

إذًا يجب أن نسير على منوالهم، وأن ننهج نهجهم أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} الزمر: 18 {.

ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 01:48 م]ـ

((المتن))

فإِنِ اتَّبَعْتَ سبيلَهُمْ فَمُوَفَّقٌ /// وإنِ ابْتَدَعْتَ فَما عَلَيْكَ مُعَوَّلُ

((الشرح))

يشير بهذا إلى أن من اتبع سبيل الأئمة الفضلاء في القرون المفضلة = فهو الناجي، وهو السالم من الهلاك، إن اتبعت سبيل هؤلاء المؤمنين = فأنت على خير. قال الله – عز وجل – وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} النساء: 115 {.

وقال تعالى أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} الزمر: 18 {.

وقال تعالى وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} الحشر: 10 {.

فمن سار على نهجهم واتبع سبيلهم = فهو على خير، ومن حاد عن سبيلهم = فقد حاد عن سبيل المؤمنين، وبذلك يوليه اللهُ ما تولى، ويصليه جهنم وساءت مصيرا.

فانتبه – يا عبدَ الله! – وسِرْ على نهجهم، أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} الأنعام: 90 {، فَلْنَسِرْ على هديهم، ولنجتهد في سلوك طريقهم، حيث اتخذوا القرآن والسنة: عقيدةً، وشرعةً، وأحكامًا، وآدابًا، وحدودًا، وعبادةً، ومعاملةً، ومنهجَ حياة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير