تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يبين لمخاطَبه بأن كلامه الذي سيقوله = هو الكلام الحق الذي لا مرية فيه، وأنه ثابت عليه ثبوت الجبال الراسيات، وهذا هو الذي يجب أن يكون عليه كل مؤمن، بأن يتمسك بالعقيدة الصافية المستمدة من كتاب الله – جل وعلا –، وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - وفق منهج السلف الصالح؛ فهو يقول: أيها الأخ المسلم الذي تبحث عن الحق عليك أن تسمع ما أقوله، والذي أخذته من كتاب الله – جل وعلا - وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – والذي لا يثنيني عنه أي ثانٍ، ولا يمنعني من سلوكه – طالما توكلت على الله - جل وعلا -، واعتمدت عليه، واستعنت به وحده؛ فإنني أسير على هذا المنهج الحق الذي عليه النبي - صلى الله عليه وسلم – وأصحابُه، وهكذا ينبغي – بل يجب – أن يكون هذا شأن كل مسلم، يجتهد في اتباع منهج السلف، بعد أن يتعلم، ويتفقه في دين الله؛ لأن الفقه في دين الله = يحمي الله به المؤمن من الإفراط والتفريط؛ لأنه المنهج الوسط الذي كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابُه أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} الأنعام: 90 {.

فعليك – يا عبدَ اللهِ! – أن تلزم هذا المنهج، وأن تسير عليه، وسنبين طريق السير عليه، كيف يكون، وما أسبابه - بإذن الله – تبارك وتعالى –.

وأن لا يثنيه عنه أيُّ أمر إلى أن يلقى الله – تبارك وتعالى – وهو على ذلك؛ وذلك بالاعتماد على الله، والتوكل عليه، وسؤاله الثبات على الحق؛ ولذلك أمرنا أن نسأل الله الثبات في السجود (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينتك) وقال – صلى الله عليه وسلم – أيضا -: (إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابيع الرحمان يقلبها كيفما شاء).

فعلى المسلم أن يجتهد في السير على منهج السلف الصالح، بعيدا عن الإفراط والتفريط؛ لأن هذا هو الطريق السوي الذي يقرب إلى الله – عز وجل -، وهو طريق النجاة، وهو طريق الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، والجماعة المؤمنة التي تسعى أن تكون ثابتة على هدي النبي – صلى الله عليه وسلم -.

فنسأل الله أن يثبتنا وإياكم عليها.

((المتن))

حُبُّ الصَّحابَةِ كُلِّهُمْ لي مَذْهَبٌ /// وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل

((الشرح))

من المعلوم في الشرع أن أحد أنواع التوسل المشروعة هي التوسل بالعمل الصالح؛ لأن التوسل – كما تعلمون – رحمني الله وإياكم – على ثلاثة أقسام:

الأول: التوسل بأسماء الله وصفاته؛ كقول النبي – صلى الله عليه وسلم – (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث).

الثاني: التوسل إلى الله بالعمل الصالح كقول الله – سبحانه وتعالى – حكاية عن الحورايين رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} آل عمران: 53 {.

وقول النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما سمع رجلا يدعو قائلا: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد) قال – صلى الله عليه وسلم -: لقد دعا اللهَ باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب.

وقد جمع في هذا الدعاء بين التوسل بأسماء الله وصفاته، والتوسل بالأعمال الصالحة.

والعمل الصالح الذي يتوسل به لابد له من شرطين:

- أن يكون خالصا لوجه الله.

- أن يكون موافقا لهدي النبي – صلى الله عليه وسلم -.

الثالث: التوسل إلى الله – تعالى – بدعاء المسلم الصالح الحي القادر على الدعاء، كما جاء في حديث استسقاء الصحابة – رضوان الله عليهم - بدعاء عمر بن الخطاب، وفي حديث الرجل الذي في الصحيحين الذي جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال: يارسول الله! هلكت الأموال، وتقطعت السبل، فادع الله أن يغيثنا، وغير ذلك من أدلة التوسل إلى الله بدعاء المسلم الصالح.

وكانوا في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – يتوسلون بدعائه، وبعد وفاته – عليه الصلاة والسلام – يختارون من يتوسمون فيه الصالح؛ فيطلبون منه الدعاء في الاستسقاء وغيره، ولم يتوسلوا به بعد وفاته – صلى الله عليه وسلم –؛ لعلمهم أن المقامَ مقامُ دعاءٍ.

فهنا: شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى - يتوسل بأمرين، يتقرب إلى الله بأمرين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير