تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأمر الأول: حب أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –؛ لأنه من الأعمال الصالحة، من أعمال القلوب؛ حب أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –، وهو من أعمال القلوب.

الأمر الثاني: حب آل البيت؛ لأنهم لهم ميزة خاصة على غيرهم؛ فيجب أن يُحَبَّ المؤمن منهم محبة خاصة؛ فلذلك هو يتوسل إلى الله بهذين الأمرين، والتوسل إلى الله بالأعمال الصالحة = من أنواع التوسل المشروع؛ ولذلك يقول النبي – صلى الله عليه وسلم –: آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار.

الصحابة الكرام!

والصحابي: هو كل من لقي النبي – صلى الله عليه وسلم – مؤمنا] به [، ومات على ذلك، ولو تخللت ذلك ردة على الصحيح.

وأصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – كلهم عدول، يجب توليهم، والترضي عنهم، وحبهم، واعتقاد عدالتهم، وتفضيلهم على كل الناس بعد رسول – صلى الله عليه وسلم –، والأنبياء.

فهم صحبه الكرام، لا نفرق بين أحد منهم، كما فعل ذلك أهل الزيغ والبدع والضلال، وإنما نتولاهم جميعا بلا استثاء، وعلى رأسهم العشرة المبشرون بالجنة، وعلى رأس هؤلاء العشرة الخلفاء الراشدون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي – رضي الله عنهم -.

وبعد العشرة يأتي أهل بدر.

ثم المهاجرون.

ثم الأنصار.

ثم أهل بيعة شجرة الرضوان.

ثم من أسلم قبل الفتح.

ثم من أسلم بعد الفتح.

فيجب توليهم جميعا، وقد تجاوزا مئة وعشرين ألفا يوم حجة الوداع.

ولا يجوز أن نفرق بينهم، كما يفعل أهل الزيغ والضلال، وأهل البدع والانحلال، بل الصحابة كلهم عدول = يجب توليهم جميعا.

ومن كفرهم جميعا = فهو كافر.

ومن اعتقد ارتداتهم = فهو المرتد.

ومن سب أحدا منهم = فهو المسبوب.

ومن نال من أحد منهم = فهو مبتدع ضال مارق.

رضي الله عنهم، وأرضاهم، وأخزى الله من أبغضهم وقلاهم.

ولذلك شيخ الإسلام – هنا – يبين - في هذا البيت - أنه يتقرب إلى الله بحبهم، والتقرب بحب الصالحين = عمل صالح، ليس المراد بالتقرب: التمسح بالصالحين، أو التعلق بهم من دون الله، أو دعائهم، أو الاستغاثة بهم، لا الصحابة، ولا غير الصحابة، ولا الأنبياء.

حتى الأنبياء لا يستغاث بهم، ولا يدعون من دون الله، ولا الصحابة، ولا الصالحون، ولا الأولياء؛ فالاستغاثة بهم، أو دعاؤهم من دون الله = شرك أكبر = يخرج من حظيرة الإسلام، لكننا نتوسل إلى الله بحبهم، وهو التوسل المشروع، وحبهم = عمل صالح من أعمال القلوب الصالحة؛ ولذلك يقول النبي – صلى الله عليه وسلم –: من السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه.

ويقول – صلى الله عليه وسلم –: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار.

تنبهتم إخوتي؟!

ولذلك فإن حب جميع المسلمين المخلصين، أهل السنة = عبادة، وعمل يقرب إلى الله – سبحانه وتعالى –.

فيجب أن نحب المسلمين أهل السنة لإسلامهم، المسلمين: أهل السنة، المستقيمين على طاعة الله، السائرين على هدي النبي – صلى الله عليه وسلم –، وعلى رأسهم – كما ذكرنا – أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –؛ الذين بهم قام القرآن، وبه قاموا، وبهم نطق القرآن، وبه نطقوا = أولئك الأفذاذ الذين نضَّرَ الله وجوههم بصحبة النبي – صلى الله عليه وسلم –، والتلقي عنه مباشرة، فهم نقلة السنة، وهم نقلة القرآن، وهم نقلة الإسلام؛ فالنيل منهم = نيل من الإسلام كله، وتنقصهم تنقص للدين كله، وسبهم سب للدين، وتوليهم تولي لدين الله؛ فيجب أن نواليهم، وأن نوالي من يواليهم، وأن نحبهم، وأن نحب من يحبهم، وأن نبغض من يبغضهم؛ رضوان الله عليهم أجمعين، وقاتل الله من نال منهم، أو سبهم، أو شتمهم، ولعن الله من كفرهم – أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –: أعلام الهدى، ومصابيح الدجى.

اسمع بعض ما ورد في فضلهم من آيات القرآن الكريم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير