ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 01:54 م]ـ
((المتن))
وأقول في القُرآنِ ما جاءَتْ بِه /// آياتُهُ فَهُوَ الكريم المُنْزَلُ
((الشرح))
يعني يقف في اعتقاده تجاه القرآن كما جاء في القرآن، وكما جاء في السنة من أنه كلام الله الحق، الذي تكلم به حقيقة، والذي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} فصلت: 42 {.
كتاب الله نزل به الروح الأمين على قلب نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – بلسان عربي مبين، ويجب أن نفهم ما يلي؛ حتى نسلم من الذين حرفوا في كلام الله، وبدلوا، ووصفوه بأنه مخلوق، أو أنه الكلام النفسي، أونحو ذلك، ولا يتسع الوقت للرد على كلامهم، وتفنيده، لكن سنقرر عقيدة أهل السنة في هذا الباب؛ ولذلك يجب مراعاة الأمور الآتية في معتقدك تجاه القرآن المنزل من عند الله – سبحانه وتعالى -:
أولاً: أن نعتقد أنه كلام الله: لفظه ومعناه، لم يعبر به أحد عن الله، ولم يتلكم به أحد نيابة عن الله، بل هو كلام الله الذي تكلم به حقيقة وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} التوبة: 6 {.
ثانيا: يجب أن نعتقد أن جبريل سمعه من الله مباشرة، أنه كلام الله المسموع، بأن الله يتكلم بصوت وحرف مسموعين.
ثالثا: يجب أن نعتنقد أنه تكلم به بحرف وصوت؛ خلافا لمن يزعم أنه عبارة عن كلام الله؛ ولذلك ألف الإمام السجزي من تلاميذ الإمام أحمد كتابا بعنوان (الحرف والصوت).
ليس ككلامنا، وليس كنطقنا لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى: 11 {.
ولا يتبادر إلى ذهنك التشبيه الذي تبادر إلى أذهان الجهمية؛ فاضطروا إلى نفي صفات الله – جل وعلا -، لكن نقول: تكلم به كما يليق بجلاله وعظمته، سمعه منه جبريل كما يليق بجلاله وعظمته، بصوت وحرف كما يليق بجلاله وعظمته.
رابعا: أنه كلام الله المنزل غير مخلوق، لماذا قيدنا بكلمة (غير مخلوق)؟
لأن الجهمية، والمعتزلة، والرافضة، والخوارج، وغيرَهم من الفرق الضالة، كلهم يَدَّعون أن القرآن مخلوق.
وقد التحق بهم طوائف أخرى، ولكن أخطر هذه الأقوال: هو قول القائلين: بأن القرآن مخلوق كسائر المخلوقات، ونحن نقول: إنه كلام الله الذي تلكم به حقيقة، وأنزله على رسوله – صلى الله عليه وسلم – بواسطة رسوله، وسفيره بينه وبين رسله: جبريل – عليه السلام -.
خامسا: أن يعتقد المؤمن أن القرآن المتلوَّ بالألسن = هو كلام الله.
سادسا: أن نعتقد أن القرآن المحفوظ في الصدور = هو كلام الله.
سابعا: أن نعتقد أن القرآن المكتوب في المصحف = هو كلام الله.
ثامنا: يقال إن المداد الذي هو الحبر، والورق مخلوقة كما قال ابن القيم – رحمه الله –: ومداده والرق مخلوقان.
أما ما تقدم من الأوصاف؛ فإنه بتلك الأوصاف غير مخلوق.
لماذا قيدنا بهذه القيود: أن القرآن المتلوَّ، أن القرآن المحفوظ، أن القرآن المكتوب = هو كلام الله، لماذا قيدنا؟
لأن هناك من يعتقد أنه عبارة، أو حكاية عن كلام الله.
((المتن))
وجميعُ آياتِ الصِّفاتِ أُمِرُّها ///حَقاً كما نَقَلَ الطِّرازُ الأَوَّلُ
((الشرح))
المقصود بهذا البيت أن ما ثبت في كتاب الله – جل وعلا – من الأسماء والصفات يمرها كما جاءت على مراد الله – تبارك وتعالى – دون أن يخوض فيها بأي تأويل، أو تعطيل، أو تكييف، أو تمثيل، أو تشبيه، أو تأويل، على حد قوله – تعالى – لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى: 11 {.
وقوله (كما قال الطراز الأول) أي كما قال السلف الصالح؛ لأنه من المعلوم أن كل خير في اتباع من سلف؛ فالسلف، والطراز الأول، والقرون الأولى الذين قعَّدوا هذه القواعد وفق هدي النبي - صلى الله عليه وسلم – هم الذين يجب أن نتبع هديهم، وأن نسير على منهاجهم، وأن نحذو حذوهم كما قال الله – جل وعلا - وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه} التوبة: 100 {.
وقال تعالى أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} الأنعام: 90 {.
¥