تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكذلك ما جاء في وصف نعيم القبر (*)، وما أعد الله للمتقين من نُزُل ومن ذلك قول الله – تعالى - إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} فصلت: 30 – 32 {.

كل هذه أدلة على أن الجنة موجودة مخلوقة، وكذلك النار قال الله – تعالى - إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} النبأ: 21 {، وقال – تعالى - چوَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} آل عمران: 131 {، وقال – تعالى – في شان آل فرعون النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِچ} غافر: 46 {، وما رآه النبي – صلى الله عليه وسلم – من أهوال ليلة أسري به، وما رآه من خندق من النار يوم أن كسفت الشمس، وما أخبر به – صلى الله عليه وسلم – عندما مَرَّ بقبرين فقال: إنهما ليعذبان.

وقوله – صلى الله عليه وسلم –: لو ترون ما أرى لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، وغير ذلك من الدلائل على وجود النار – الآن – خلافا لمن تزعمه المعتزلة من أن الجنة والنار لم تخلقا بعدُ.

وقد سمعنا الأدلة على ذلك، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل – كما يقال -.

((المتن))

ولِكُلِّ حَيٍّ عاقلٍ في قَبرِهِ ///عَمَلٌ يُقارِنُهُ هنالك وَيُسْأَلُ

((الشرح))

والمقصود وجوب الإيمان بأن القبر أول منازل الآخرة؛ ولذلك هناك عبارة خطيرة يتناقلها الناس عندما يموت أحد من الناس عندما يقولون: (قد نقل إلى مثواه الأخير)!!

هذا عند من لم يؤمن بالبعث، أما المؤمنون فلا يسمون ذلك المثوى الأخير، بل هو أول منازل الآخرة، ومن مات فقد قامت قيامته، وهو أول منازل الآخرة، وهو إما أن يكون روضة من رياض الجنة – جعلني الله وإياكم من أهلها -، وإما أن يكون حفرة من حفر النار – عافاني الله وإياكم منها –؛ لذلك فإنه يجب الاستعداد ليوم المعاد، الاستعداد ليوم التناد، الاستعداد لذلكم اليوم الذي تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} الحج: 2 {؛ فلا بد من الاستعداد لذلك اليوم بالعمل الصالح الذي يقرب إلى الله – سبحانه وتعالى –.

هذا هو خلاصة ما يتعلق بتقرير الشيخ الإيمان بالجنة والنار، وأن ذلك أمر ثابت، وأن المؤمنين سيدخلون الجنة، حتى ولو كانوا من أهل المعاصي - في نهاية المطاف سيدخلون الجنة بعد تطهير وتمحيص، وأما الكفار فليس لهم نصيب إلا النار - والعياذ بالله -.

((المتن))

هذا اعتقادُ الشافِعيِّ ومالكٍ /// وأبي حنيفةَ ثم أحمدَ يُنْقَلُ

((الشرح))

يبين الشيخ – رحمه الله تعالى – أنَّ مَا تَقَدمَ من تقرير عقيدة السلف من الإيمان بالقرآن والسنة، والإيمان بحب الصحابة أجمعين، والإيمان بأسماء الله وصفاته، والإيمان بالقرآن، وأنه كلام الله، والإيمان بالرؤية: رؤية ربهم يوم القيامة، والإيمان باليوم الآخر، وما أعده الله للمتقين، وما أعده للكافرين، كل ذلك عقيدة السلف الصالح أجمعين: أهل السنة والجماعة، لايحيدون عنها يمينا، ولا شمالا، وذكر منهم الأئمة الأربعة: أبو حنيفة النعمان المتوفى سنة مئة وخمسين، والإمام مالك المتوفى سنة تسع وسبعين ومئة، والإمام الشافعي المتوفى سنة أربع ومئتين، وأحمد بن حنبل المتوفى إحدى وأربعين ومئتين، وغيرهم ممن هم على منهجهم من أهل السنة والجماعة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير