تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذه عقيدة أهل السنة قاطبة، التي يجب أن يثبت عليها المرء المسلم؛ ولذلك هو يقول: ما سمعتم، وما قررتُه في هذه القصيدة من عقيدة = إنما هي عقيدة السلف الصالح، وعلى رأسهم الأئمة الأربعة الْمُتَّبَعون الذين يقتدي بهم المسلمون، ويقتدون بغيرهم من أئمة الهدى والدين، وليس المراد أن ذلك قاصر على هؤلاء الأربعة، لكن هؤلاء الأربعة – رحمهم الله – ممن بارك الله في فقههم، وجعل لهم مكانة خاصة بين المسلمين؛ لما هم عليه من اجتهاد فقهي؛ ولما هم عليه من خير؛ فلذلك هذه عقيدتهم، وهذا هو منهجهم الذي يسيرون عليه، ونسأل الله وإياكم الثبات عليه إلى أن نلقى الله – سبحانه وتعالى -، وفي هذا إشارة إلى أن الأئمة الأربعة ليس بينهم اختلاف في باب العقيدة، ليس بينهم أي خلاف في العقيدة، وهم ضد من يعتقد خلاف الحق، ضد من يتبين له أنه على خلاف الحق، وهم على قلب رجل واحد، وهم لم يفرقوا الأمة إلى أربع طوائف كما يتصوره البعض، يأتيك واحد جاهل مسكين يقول: يا أخي أنا كيف أطوف وأنا على مذهب الشافعي، والإمام الشافعي يرى أن من مس المرأة فقد انتقض وضوؤه، وأنا مضطر أن أمسك بزوجتي، أو أختي، أو بنتي، أو أمي؟

فالأمر ميسور؛ الصحيح أن اللمس لا ينقض الوضوء في أرجح أقوال أهل العلم.

إذًا يجب أن نسير على منوالهم، وأن ننهج نهجهم أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} الزمر: 18 {.

((المتن))

فإِنِ اتَّبَعْتَ سبيلَهُمْ فَمُوَفَّقٌ /// وإنِ ابْتَدَعْتَ فَما عَلَيْكَ مُعَوَّلُ

((الشرح))

يشير بهذا إلى أن من اتبع سبيل الأئمة الفضلاء في القرون المفضلة = فهو الناجي، وهو السالم من الهلاك، إن اتبعت سبيل هؤلاء المؤمنين = فأنت على خير. قال الله – عز وجل – وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} النساء: 115 {.

وقال تعالى أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} الزمر: 18 {.

وقال تعالى وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} الحشر: 10 {.

فمن سار على نهجهم واتبع سبيلهم = فهو على خير، ومن حاد عن سبيلهم = فقد حاد عن سبيل المؤمنين، وبذلك يوليه اللهُ ما تولى، ويصليه جهنم وساءت مصيرا.

فانتبه – يا عبدَ الله! – وسِرْ على نهجهم، أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} الأنعام: 90 {، فَلْنَسِرْ على هديهم، ولنجتهد في سلوك طريقهم، حيث اتخذوا القرآن والسنة: عقيدةً، وشرعةً، وأحكامًا، وآدابًا، وحدودًا، وعبادةً، ومعاملةً، ومنهجَ حياة.

بهذا – أيها الإخوة – نختم هذه اللامية القصيرة في مبناها، والعظيمة في معناها، وحبذا لو أننا جميعا حفظناها؛ فحفظها لا يصعب، وهي تلخص لك بعض معتقدات السلف التي يجب التنبه لها، واعتقادها، والتي خالف الكثيرُ من الطوائف فيها، واتبعوا غيرَ سبيل المؤمنين، وسار البعض على مخالفة هؤلاء الأئمة الذين يؤمنون بالقرآن، ويعملون به، ويؤمنون بالسنة ويعملون بها، ويطبقون ذلك في نواحي الحياة كافةً: في سلوكهم، في عقيدتهم، في عبادتهم، معاملاتهم، في سائر سؤون حياتهم.

وهم السائرون على منهج الصحب الكرام كما قال عبد الله ابن مسعود – رضي الله عنه – (من كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة)، يعني بذلك أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – فإنهم (أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأحسنها حالا).

أولئك الصحاب الكرام الذين قال فيهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه).

والتي تُقَدَّمُ أقوالهم على أقوال من سواهم بعد قول الله، وقول رسول – صلى الله عليه وسلم -.

فلنجتهد ولنتأس بهم، أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، أولئك الذين ذاقوا حلاوة الإيمان الحق؛ حيث جالسوا وشافهوا وتلقوا مباشرة الوحيَّ غضا طريا من فِيّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.

فلنتأس بهم، ولنقتدِ بأقوالهم وأفعالهم، ولْنَسِرْ على منوالهم؛ فإن أحدَنا لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدَّ أحدهم، ولا نصيفه.

وأحث الإخوة على حفظ مثل هذه المتون.

وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يوفقني وإياكم إلى ما فيه رضاه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

انتهت

تنبيهات:

1 - إذا ذكر الشيخ النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يذكر الصلاة والسلام؛ فإني أذكرها بصيغة – صلى الله عليه وسلم –.

2 - إذا أعاد الشيخ البيت كاملا في أول الشرح؛ فإني لا أذكره، بل أذكر الشرح مباشرة؛ إلا أول بيت فقد أعدته.

3 - يعيد القارئ في بداية كل درس الأبيات التي تم شرحها؛ فلم أثبت ذلك.

4 - حذفت البسملة والحمدلة وما أشبه ذلك من بداية كل درس إلا الدرس الأول.

5 - يوجد اختلاف في بعض الأبيات؛ لاختلاف النسخ؛ فاكتفيت بما قرأه القارئ على الشيخ.

6 - حذفت بعض الكلام! كأن يسأل الشيخ سؤالا، أو يريد أن يذكر شيئا؛ فيذكر بعضه، ثم يعرض عنه، أو يذكره لاحقا.

قال (أشرف): انتهيتُ من تفريغ هذه المادة وتصحيحها، ومراجعتها بعد منتصف ليلة الأربعاء المسفر صبحها عن (25/المحرم/لعام1430 هجرية) الذي يوافقه من التاريخ الصليبي (21/ 1/2009).

ومن هنا على ملف بي دي إف ( http://www.salafishare.com/245LS9S4KTJ1/ZPE1ZB1.pdf)

والحمد لله رب العالمين.

.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير