تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(بَلَى سَوفَ تَصْحُو حِيْنَ يَنْكَشِفُ الغَطَا

(وَتَذْكرُ قَوْلي حِيْنَ لا يَنْفَعُ الذِّكْرُ

(وَمَا بَيْنَ مِيُلادِ الفَتَى وَوَفَاتِهِ

(إِذَا نَصَحَ الأَقْوَامُ أَنْفسَهُمْ عُمْرُ

(لأَنَّ الذِي يَأْتِي كَمِثْلِ الذِي مَضَى

(وما هُو إِلاَّ وَقْتُكَ الضَّيِّقُ النَّزْرُ

(فصَبْرًا على الأَوقاتِ حَتَّى تَحُوْزَهَا

(فَعَمَّا قَلِيْلٍ بَعْدَهَا يَنْفَعُ الصَّبْرُ

(تَقْضِي المآربَ والسَّاعَاتُ سَاعِيَةٌ

(كأنَّهُنَّ صِعَابٌ تَحتَنَا ذُلُلُ

(

آخر: طالَ التَّبَسُط مِنَّا في حَوَائِجنَا

(وَإنَّمَا نَحْنُ فَوق الأرض أَضْيَافُ

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قَالَ أَحَدُ العُلَماءِ رَحِمَهُ الله تَعالى: عَلَيْكَ يَا أَخِي بمُحَارَبَةِ الشَّيْطَانِ، وقَهْرِهِ، وذَلِكَ لِخَصْلَتَيْن أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ عَدُوٌ مُظلٌ مُبين، لا مَطْمَعَ فِيهِ بِمُصَالحَة وَاتَّقَاءِ شَرّه أَبَدًا، لأِنَّه لاَ يُرْضِيْهِ وَيُقْنِعُهُ إِلاَّ هَلاَكُكَ أَصْلاً، فَلا وَجْهَ إِذًا للأَمْنِ مِنْ هَذَا الْعَدُوْ وَالْغَفْلَةِ عَنْهِ، قَالَ اللهُ جَلَّ وعَلاَ: ? أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ?، وقال تعالى: ? إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً ?، وَالخَصْلَةُ الثَّانِيَةُ: أَنَّهُ مَجْبُولٌ عَلَى عَدَاوَاتِكَ، ومُنْتَصِبٌ لِمُحَارِبَتِكَ، في اللَّيْلِ والنَّهَارِ يَرْمِيْكَ بسِهَامِهِ، وأَنْتَ غَافِلٌ عَنْهُ، ثُمَّ هُوَ لَهُ مَعَ جَمِيْعِ المؤمِنِيْنَ عَدَاوَةٌ عَامَةٌ، وَمَعَ المُجْتَهِدِ في العِبَادَةِ وَالعِلْمِ عَدَاوَةٌ خَاصَةٌ، ومَعَهُ عَلَيْكَ أَعْوَانُ: نَفْسُكَ الأمَّارَةِ بالسَّوْء، والهَوَى، والدُّنْيَا، وَهُوَ فارِغٌ وَأَنْتَ مَشْغُول، وَهُوَ يَرَاكَ وَأَنْتَ لاَ تَرَاه، وأَنْتَ تَنْسَاهُ وَهَوَ لاَ يَنْسَاكَ، فَإِذًا لاَ بُدَّ مِن مُحَارَبَتِهِ وَقَهْرِهِ، وَإِلاَّ فَلا تَأَمَنْ الفَسَادَ وَالهَلاكَ وَالدَّمَار، وَمُحَارَبَتُهُ بالاسْتِعَاذَةِ باللهِ والإِكثارِ من ذِكْرِهِ.

شعرًا: إِذَا شئتَ أَنْ تَلْقَى عَدُوَّكَ رَاغِمًا

(فَتُحْرِقَهُ حُزُنًا وَتَقْتُلَهُ غَمًّا

(فَعَلَيْكَ بالإِخْلاصِ وَالزُّهْدِ والتُّقَى

(فَمَنْ فَازَ فِيهَا مَاتَ حُسَّادُهُ هَمًّا

(

آخر: وَلِمَ أَرَى كَالإِخْلاصِ للهِ وَحَدَهُ

(وَلا مِثل تقوْاهُ وَإكْثَارِ ذِكْرِهِ

(فَصْلٌ

اعْلَمْ وَفَّقَنا اللهُ وَإيَّاكَ وَجَمِيْعَ المُسْلِميْنَ أنَّهُ لَم يُؤْثَرْ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنَ الصَّحَابَةِ وتَابِعْيِهْم بإِحْسَانٍ تَعْظِيْمُ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ البِدَعِ وَالمُوَالِيْنَ لأَهْلِ البِدَعِ وَالمُنَادِيْنَ بِمُوَالاتِهمْ، لأَنّ أَهْلِ البِدَعِ مَرْضَى قُلُوب، وَيُخْشَى عَلَىَ مَنْ خَالطَهُمْ أَو اتَّصَلَ بِهِمْ أَنْ يَصِلَ إِلِيْهِ مِنْ مَا بِهِِِمْ مِنَ هَذَا الدَّاءِ العُضَال، لأِنّ المَرِيْضَ يُعْدِي الصَّحَيْحَ وَلاَ عَكسْ، فَالْحَذَرَ الحذرَ مِنْ جَمِيعِ أهْلِ

البدَعِ، وَمِنْ أهْلِ البِدَعِ الذَيْنَ يَجِبُ البُعْدُ عَنْهُمْ وَهِجَرانُهُمْ: الجَهْمِيَّةُ، والرَّافضَةُ، وَالْمُْعَتِزلَةُ، والْمَاتُرِيْدِيَّةُ، وَالخَوَارُِج، والصُّوْفِيَّةُ، والأَشَاعَرة، وَمَنْ عَلَىَ طَريْقَتِهمْ مِنَ الطَّوَائِف المُنْحَرِفَةِ عن طريقة السَّلَفْ، فَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أنْ يَحْذّرَهُمْ وَيُحَذِرَّ عَنْهُمَ وصلى الله على محمد وآله وسلم.

فائدة: وَقْتُ الإِنسان هُو عُمره وَمَادَة حَيَاتِه الأبدِيَّة في النَّعِيم المقيم وَمَادةُ المعِيْشَةِ الضَّنْكِ في العَذَابِ الأَلِيْم وَهو يَمَرُ مَرَّ السِّحَابْ.

شعرًا: إني أَبُثُّكَ مِنْ حَدِيثِي

(إِنَّ الحَدِيثَ لَهُ شُجُونُ

(غَيَّرْتَ مَرْقَدَ نَوْمِي

(لَيلاً فَفَارَقَنِي السُّكُونُ

(قُلْ لِي فَأَوَّلَ لَيْلَةٍ

(في القَبْرِ كَيْفَ تَرَى يَكُونُ

(

آخر: يَا مَنْ سِينَا عَنْ بَنِيهْ

(جَاءَ اليَقِينُ فَوَجَّهُوهْ

(مَثِّلْ لِنَفْسِكَ قَوْلَهُمْ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير