(فَأَنَا الْمُسَيَكينُ الذي أَيَامُهُ
(وَلَّتْ بِأَوْزَارٍ غَدَتْ مُتَوَاتِرْةْ
(فَلَئِنْ طُرِدْتُ فَمَنْ يَكُنْ لِي رَاحِمًا
(وَبِحَارُ جُودِكَ يَا إَلهِي زَاخِرَةْ
(يَا مَالِكِي يِا خِالِقِي يِا رِازِقِي
(يِا رَاحِمِي الشيخ الكَبِيرِ وَنِاصِرُهْ
(مَا لِي سِوَى قَصْدِي لِبَابِكَ سَيِّدِي
(فَاجْعَلْ بِفَضْلِكَ خَيْرَ عُمْرِي آخِرَهْ
(
آخر: دَعْ عَنْكَ ذِكْرَ فُلانَةً وَفُلانِ
(وَاتْرُكْ لِمَا يُلْهِي عَنِ الرَّحْمَنِ
(وَاعْلَمْ بَأَنَّ المَوْتَ يَأْتِي بَغْتَةً
(وَجِمِيعَ مَا فَوْقَ البَسِيطَةِ فَانِ
(فَإِلى مَتَى تَلْهُو وَقَلْبُكَ غَافِلٌ
(عَنِ ذِكْرِ يَوْمِ الحَشْرِ وَالِميزَانِ
(أَتَرَاكَ لَمْ تَكُ سَامِعًا مَا قَدْ أَتَى
(في النَّصِ في الآيَاتِ بِالقُرْآنِ
(فَانْظُرْ بِعَيْنِ الاعْتِبَارِ وَلا تَكُنْ
(ذَا غَفْلَةٍ عَنْ طَاعَةِ الدَّيَانِ
(
(فَصْلٌ)
(1) (فوائدُ عظيمةُ النفعَ جِدًّا مما قاله العلماء: إعْلَمْ أنَّ قِصَرَ الأمل عليه مَدَارٌ
عظيم، وَحِصْنُ قِصَرِ الأمَلِ ذكْرُ الموت، وحِصْنُ حصْنِهِ ذكر فجأة الموت وَأخْذُ الإَنْسَانِ على غِرَّةٍ وغِفْلُةٍ وفي غُرور وفُتُورِ عن العمل للآخِرةْ).
(2) (اللَّيْلُ والنَّهارُ يَعْمَلان فيْكَ، فاعْمَلْ فيهما أعْمَالاً صَالِحَةً تَرْبَح وَتَحْمِدَ العَاقِبةَ الحَمِيْدَة إنْ شاءَ الله تَعالى). والله الموفق.
وقال عيسى بن مريم عليه السلام: عَجبْتُ لِثلاثةٍ: لِغَافل ولَيْسَ بِمَغْفُولِ عَنْهْ، ومُؤَمِّلٍ دُنْيَاهُ والموتُ يَطلُبه، وبَانٍ قَصْرًا والقَبْرُ مَسْكَنُهُ.
(3) (الملائكةُ يَكْتُبَان مَا تلَفَّظُ به، فاحْرَصْ عَلَى أن لا تَنْطِقَ إلا بِمَا يَسُرَّكَ يَوْمَ القِيَامَةْ كالْباقِيَاتِ الصَّالِحاتِ وَمَا وَالاهَا).
شِعرًْا: وَإِنَّ أَحْسَنَ بَيْتٍ قَالَهُ رَجُلٌ
(بَيْتٌ تَضَمَّنَ تَوحِيدَ الذِّي خَلَقَ
(آخر:
إِذَا المرءُ لَمْ يَعْصِي الإلَهَ بِفِعْلِهِ
(وَلا قَوْلِهِ فَهُوَ الأَدِيبُ المُهَذَّب
(آخر:
تَمْضِي حَيَاتُكَ ثُمَّ تَبْقَى صَفْحَةٌ
(كَتَبْتَ يَدَاكَ سُطُورُهَا قَبْلَ الرَّدَى
(مَهْمَا مَكَثْتَ فَأَنْتَ ضَيْفٍ رَاحِلٌ
(عَنْ ذِي الدِّيَار اليومَ حَتْمًا أَوْ غَدَا
(فَاتْرُكْ إِذًا أَثَرًا لِذِكْرِكَ صَالحًا
(إِنْ كُنْتَ تَبْغِي أَنْ يَدُومَ مُخَلَّدا
((وَاسْأَلْ بِمَا سَأَلَ الخَلِيلُ إَلَهَهُ
(فِي سُورَةِ الشُّعَرَاء سُؤَالاً مُسَدَّدًا)
((فصل)
ومَن أرادَ طِبَاعَتِهِ ابْتغَاءَ وَجْه الله تَعَالى لا يُريْدُ به عرضًا مِن الدُّنيا، فقد أُذِنَ لَه في ذلك وَجَزَى الله خيرًا مَن طَبََعَهُ وَقْفًا لِلَّهِ، أو أعانَ على طبعِهِ، أو تَسَبَّبَ لِطَبْعِهِ وتوزيعه على إخوانه المسلمين. فقد وَرَدَ عنه ? أنه قال: «إِنَّ الله يُدْخِلُ في السَّهْمِ الوَاحِدِ ثلاثة نَفَرٍ الجَنَّة: صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ في صَنْعَتِهِ الخيْرَ، والرَّامِيْ بِهِ، ومُنْبِلَه» الحديث. رواه أبو دود.
وورد عنه ? أنه قال: «إِذَا مَاتَ الإِنسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له». الحديث رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَعَنْ زَيْدْ بن خَالد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنّ رسُول الله ? قال: «مَنْ جَهَزَ غَازيًا في سَبيلِ الله فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلف غازيًا في أهْله بِخَير فَقَدْ غزا». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رسول الله ?: «إِنَّ مِمَّا يلحَقُ المؤْمِن مِن عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ ونَشَرهُ، وَوَلدًا صَالحًا ترَكَهُ، أو مُصْحَفًا ورَّثهُ، أو مَسْجِدًا بَنَاهُ، أوْ بَيْتًا لاِبْن سَبِيْل بَنَاه، أوْ نَهْرًا أجْرَاهُ، أوْ صَدَقَةَ أخْرِجَهَا مِنْ مَالِهِ في صِحَّتِهِ وحَيَاتِهِ تَلْحَقُهُ مِن بَعْدِ مَوْتِهِ». رواه ابن ماجَة، وابن خُزَيْمَة.
¥