قال الشيخ: ومثل إخبار أهل الكتاب قبله، وبشارة الأنبياء به. ومثل إخبار الكهان والهواتف به، ومثل قصة الفيل، التي جعلها الله آية في عام مولده من العجائب الدالة على نبوته.
ومثل امتلاء السماء ورميها بالشهب التي ترجم بها الشياطين، بخلاف
ما كانت العادة عليه قبل مبعثه، وبعد مبعثه، ومثل إخباره بالغيوب التي لا يعلمها أحد إلا بتعليم الله من غير أن يعلمه إياها بشر. أ. هـ.
وكما أيد الله موسى بالآيات البينات، قال تعالى: ? وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ? وكما أيد الله سائر رسله، مع انضمام ذلك إلى أحوالهم الجليلة، وأخلاقهم الفاضلة الجميلة، من سلامة الفطرة والعفاف، والكرم والشجاعة، والعدل والنصح.
وقال: ولا ريب من أن من لقي الله بالإِيمان بجميع ما جاء به الرسول مجملاً مقرًا بما بلغه من تفصيل الجملة غير جاحد لشيء من تفاصيلها أن يكون بذلك من المؤمنين، إذ الإِيمان بكل فرد من تفصيل ما أخبر به الرسول وأمر به غير مقدور للعباد، إذ لا يوجد أحد إلا وقد خفي عليه بعض ما قاله الرسول. أ. هـ.
وقال: ضمن الله السعادة لمن أطاعه وأطاع رسوله وتوعد بالشقاء لمن لم يفعل ذلك، فطاعة الرسول هي مناط السعادة وجودًا وعدمًا، وهي الفارقة بين أهل الجنة والنار ومحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرق بين الناس فدل الخلق بما بينه لهم.
وقال تعالى: ? فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ? فمن اجتهد بطاعة الله ورسوله بحسب الاستطاعة كان من أهل الجنة والله يرفع درجات المتقين المؤمنين بعضهم على بعض بحسب إيمانهم وتقواهم. أ. هـ.
أَلا إِنَّ السِباقَ سِباقُ زُهدٍ
(وَما في غَيرِ ذَلِكَ مِن سِباقِ
(وَيَفنى ما حَواهُ المُلكُ أَصلاً
(وَفِعلُ الخَيرِ عِندَ اللَهِ باقِ
(سَتَألَفُكَ النَدامَةُ عَن قَريبٍ
(وَتَشهَقُ حَسرَةً يَومَ المَساقِ
(أَتَدري أَيُّ ذاكَ اليَومِ فَكِّر
(وَأَيقِن أَنَّهُ يَومُ الفِراقِ
(
فِراقٌ لَيسَ يُشبِهُهُ فِراقٌ
(قَدِ اِنقَطَعَ الرَجاءُ عَنِ التَلاق
(آخر:
إني أبثك من حديثي
(إن الحديث له شجونُ
(فارقت موضع نومي
(ليلاً ففارقني السكونُ
(قل لي فأولَ ليلةٍ
(في القبر كيف تَرى تَكُونُ
(اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِمهَا وَخَيْرَ أَيَّامِنَا يَوْمَ لِقَائِكَ، اللَّهُمَّ ثَبّتْنَا عَلَى قَوْلِكَ الثّابِتِ وَأَيدنَا بِنَصْرِكَ وَارْزُقْنَا مِنْ فَضْلِكَ وَنَجِّنَا مِنْ عَذَابِكَ.
اللَّهُمَّ وَفِقنا لِمَا وَفَّقْتَ إِلَيْهِ القَوْم وأيْقِظْنَا مِن سِنةِ الغَفْلَةِ وَالنَّوْم وَأرزِقْنَا الاستعدادَ لذَلِكَ اليَوْم الذي يَرْبَحُ فيه المُتَّقُونَ، اللَّهُمَّ وعامِلنَا بإِحْسَانِكَ وَجُدْ علينا بِفَضْلِكَ وامْتِنَانِكَ واجعلنا مِن عِبادِكَ الذين لا خَوفٌ عليهم ولا هُمْ يَحْزَنُون، اللَّهُمَّ ارحَمْ ذُلَّنَا بَيْنَ يَدَيْكَ واجعلْ رَغْبَتَنَا فِيما لَدَيْكَ، ولا تَحرِمِنَا بِذُنوبنا، ولا تَطْرُدْنَا بعُيوبِنا، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
(فَصْلٌ): 5 - الركن الخامس: الإيمان بالبعث:
البعث لغة: التحريك والإثارة. وشرعًا: إعادة الأبدان وإدخال الأرواح فيها، فيخرجون من الأَجْداث أحياء مهطعين إلى الداعي، كما ذكر الله تعالى: ? خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ ?.
وقال: ? يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ? الآيتين.
وقال: ? فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ?.
? وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً * قُل كُونُواْ
حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً * أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ?.
¥