وقال: ? أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً ?.
وقال: ? إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً ?.
وقال: ? وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً ?.
وقال: ? يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً ? الآيتين.
وقال: ? وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ ?، وقال: ? ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ?.
وقال: ? ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ ?.
وقال: ? وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ?.
وقال: ? فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ ?.
وقال: ? ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ ?.
وقال: ? يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ?.
6 - الركن السادس: الإيمان بالقدر:
الإيمان بالقدر: التصديق الجازم بأن كل خير وشر فهو بقضاء الله وقدره، وأنه الفعال لما يريد لا يكون شيء إلا بإرادته ولا يخرج عن مشيئته.
وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره ولا يصدر إلا عن تدبيره، ولا محيد لأحد عن القدر المقدور ولا يتجاوز ما خط في اللوح المحفوظ، وأن الله خالق أفعال العباد من الطاعات والمعاصي.
ومع ذلك فقد أمر العباد ونهاهم وجعلهم مختارين لأفعالهم غير مجبورين
عليها، بل هي واقعة بحسب قدرتهم وإرادتهم يهدي من يشاء برحمته، ويضل من يشاء بحكمته، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وبهذا الركن تتم الأركان.
أَفْعَالُنَا مَخْلُوقَةٌ لله
(لَكِنَّها كَسْبٌ لَنا يَا لاهِيْ
(وكُلَُّ مَا يَفْعَلُه العَبادُ
(مِن طَاعَةٍ أو ضِدّهَا مُرَادُ
(لِرَبِّنَا مِن غَيْرِ ما اضْطِرارِ
(مِنْهُ لَنَا فافْهَمْ وَلا تُمارِي
(
(فائدة عظيمة النفع)
ما أَنْعَم الله على عَبْدٍ نِعْمَةً أًفْضَلَ مِنْ أنْ عَرَّفَه لا إِلهَ إِلا الله، وفهَّمَهُ مَعْنَاهَا، وَوَفَّقَهُ لِلَعَمِلِ بِمُقْتَضَاهَا، والدَّعْوَةِ إِليْهَا. قَال بَعْضُهُمْ:
شِعْرًا:
فَقُمْ وَحقّقْ دِينَكَ القَوِيمَا
(بِفَهْمِ مَعْنَاهَا لِتَسْتَقِيمَا
(وَهُوَ بِأَنْ ثُثبِتَ مَا قَدْ أَثْبَتَتْ
(لِرَبِنَا كَذَاك تَنْفِي ما نَفَتْ
(اللَّهُمَّ إِلَيْكَ بِدُعَائِنَا تَوَجَّهْنَا وَبِفنائكَ أَنَحْنَا وَإِيَّاكَ أَمَّلْنَا وَلِمَا عِنْدَكَ مِن الكَرَمِ وَالجُودِ وَالإحْسَانِ طَلَبْنَا وَمِنْ عَذَابِكَ أَشْفَقْنَا وَلِغُفَرانِكَ تَعَرَّضْنَا فاغَفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَم الرَّاحِمِينَ وَصَلَى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
الفصل الأول
في التوبة من المعاصي
اعْلَمْ وَفَقَنَا اللهُ وإياكَ وَجَميعَ المُسلمينَ: أن الذنوبَ حجابٌ عن اللهِ، والانصرافُ عن كِلِ ما يُبْعِدُ عن اللهِ واجبٌ، وإنما يَتمُ ذلكَ بالعلم والندمِ والعزمِ، فإنَه مَتَى لَمْ يَعْلَمْ أَنْ الذنوبَ أسْبابُ البُعْدِ عن اللهِ لَمْ يَنْدَم على الذنوب ولم يَتَوَجَّعْ بِسَبَبِ سُلُوكِهِ طَرِيقَ البُعْدِ، وإِذَا لَمْ يَتَوَجَّعْ لَمْ يَرْجِعْ، والتَّوْبَةُ: الرجوعُ عَن المَعْصِيةِ إلى الطاعةِ وهِيَ واجبةٌ مِنْ كل
ذَنْبٍ، فإن كانت المعصية بينَ العبدِ وبينَ ربِهِ تَعالى لا تَتَعَلَّقُ بِحَقِّ آدمِيٍ، فلها ثَلاثَةُ شُروطٍ:
الأولُ: الإِقلاعُ عَنْ المعْصِيةِ التي هُو مُتَلَبِّسٌ بِهَا، وَعَلامَتُهُ مُفَارَقَةُ الذنب فَوْرًا.
الثاني: النَّدَمُ عَلَى فِعْلَها، وَعَلامَتُهُ طُوْلُ الحُزْنِ على مَا فَاتَ وورد عن ابن مسعودِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنّ رَسُولَ اللهِ ? قال: «النَدمُ تَوبة».
شِعْرًا:
يَتُوبُ عَلَى يَدِي قَوْمٌ عُصَاةُ
(أَخَافَتْهُم مِنَ البَارِي ذُنُوبُ
(وَقَلْبِي مُظْلِمٌ فِي طُولِ مَا قَدْ
(جَنَى فَأَنَا عَلَى يَدِ مَن أتُوبُ
(كَأنِّي شَمْعَةٌ مَا بَيْنَ قَوْمٍ
(تُضِيء لَهُمْ وَيُحْرِقُهَا اللَّهِيبُ
(آخر:
أَلا مَنْ لِقَلبٍ في الهَوى غَيرَ مُنتَهِ
(وَفي الغَيِّ مِطواعٍ وَفي الرَشدِ مُكرَهِ
¥