تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَمِنْهَا: شَمَاتةُ الأَعْدَاءِ فَإِنّ المَعَاصِيَ كُلَّها أَضْرارٌ في الدِّينِ والدُّنْيَا وَهَذَا مَا يُفَرِّحُ العَدُوَّ وَيُسِيءُ الصَّديقَ.

وَمِنْهَا تَعْسِيرُ أُمُوِرِهِ فَلا يَتَوَجَّهُ لأِمْرٍ إِلا يَجِدُهُ مغْلَقًًَا دُوْنَه أَوْ مُتَعسِّرًا عَلَيْه.

وَمِنْهَا الْوَحْشَةُ التي تَحْصُلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاس وَلاسِيَّمَا أَهلُ الخَيْر. وَمِنْهَا حِرْمَانُ دَعْوَةِ الرَّسُولِ ? وَدَعُوَةِ الملائِكَةِ لِلَذِيْنَ تَابُوا وَمِنْهَا أنَّ الذُنُوبَ تَدْخُلُ العَبْدَ تَحْتَ لَعْنَةِ رَسُولِ الله ?.

شِعْرًا:

ألا طُوبَى لِمَنْ أَمْسَى وأضْحَى

(خَفِيفَ الظَّهْرِ مِنْ ثِقْلِ الذُنُوبِ

(يَغِيْبُ عَنِ الأباعِدِ والأدَانِيْ

(لِخَلْوتِهِ بِعَلام الغُيُوبِ

(آخر:

لا تَقْنَطَنْ مِن عِظَمِ الذُنُوب

(فَرَبُّ العباد رحِيمٌ رؤوف

(ولا تَمْضِيَنَّ عَلَى غَيْرِ زَادْ

(فإنَّ الطَّرِيقُ مَخَوْفٌ مَخُوفْ

(وَمِنْهَا: أَنَّها تُحْدِثُ في الأرْضِ أَنَواعًا مِنَ الفَسَادِ في المِيَاهِ وَالهَوَاءِ والزّروِع وَالثَّمَارِ والمَسَاكِن.

وَمِنْهَا: أَنَّها تُطْفِئُ مِنَ الْقَلْبِ نارَ الغَيرَةِ.

وَمِنْهَا: ذَهَابُ الحيَاءِِ الذِي هُوَ مَادَّةُ حَيَاةِ القلبِ.

وَمِنْهَا: أَنَّها تُضْعِفُ في القلبِ تَعْظِيمَ الرّبِّ وَتُضْعِفُ وَقَارهُ في قَلْبِ العَبْدِ.

وَمِنْهَا: أَنّها تَسْتَدْعِي نِسْيَانَ اللهِ لِعَبْدِهِ وَتَركهِ.

وَمِنْهَا: أَنَّهَا تُخْرِجُ العَبْدَ مِنْ دَائِرةِ الإِحْسَانِ وَتَمْنَعُهُ ثَوابَ المُحْسِنِين.

وَمِنْهَا: أَنَّها تُضْعِفُ سَيْرَ القَلبِ إلى اللهِ والدّارِ الآخِرَةِ.

وَمِنْهَا: أَنَّّها تَصْرِفُ القلب عنْ صِحَّتِهِ واسْتِقَامَتِهِ.

وَمِنْهَا: أَنَّها تُعْمِي بَصِيرَةَ القلبِ وَتَطْمِسُ نُورَهُ وَتَسدُّ طُرقَ العِلْم.

وَمِنْهَا: أَنَّها تُصَغِّرُ النَفْسَ وَتَحْقِرُهَا وَتَقْمَعُهَا عن الخير.

وَمِنْهَا: أنَّ العَاصِيَ في أَسْرِ شَيْطَانِهِ وَسِجْنِ شَهَواتِهِ.

وَمِنْهَا: سُقُوطُ الجَاهِ والمَنْزلَةِ والكَرَامَةِ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ خَلْقِهِ. وَمِنْهَا: أَنَّها

تُوجِبُ القَطيعَةَ بينَ العبْدِ وَبينَ رَبِّهِ.

وَمِنْهَا: أَنَّهَا تَسْلُبُ صَاِحِبِهَا أَسْمَاءَ المَدْحِ والشرَفِ.

وَمِنْهَا: أَنَّهَا تَجْعَلُ صَاحِبهَا من السَفَلَةِ. انتهى.

شعرًا: تَبِيتُ عَلَى المَعَاصِي والمَسَاوِي

(فَأَنْتَ بِغَفْلةٍ والله بِتَّا

(يُديمُ عليكَ إِحْسَانًا وفَضْلاً

(وَأْنَت تُدِيمُ لُؤْمًا أًيْنَ كُنْتَا

(وبالعِصْيَانِ تَخطُرُ باخْتيالٍ

(سَكِرْتَ مِنَ الغُرورِ وما صَحَوْتَا

(أَفِقْ مِنْ َغَفْلَةٍ وَأِنْب لِرَبٍّ

(تَنَلْ منهُ السَّماحَ إذَا أَنَبْتَا

(وتَظْفَرُ بِالقَبُولِ وبالأمَاني

(وفي الدَّارَيْن بالإِسْعَادِ فُزْتَا

(

آخر أَلا أَيُّها المُسْتَطْرِفُ الذَّنْبَ جَاهِدًا

(هُوَ اللهُ لاَ تَخْفَى عَلَيْهِ السَّرَائِرُ

(فإنْ كُنْتَ لَمْ تَعْرِفْهُ حِينَ عَصَيْتَهُ

(فإنَّ الذِي لاَ يَعْرِفُ اللهُ كَافِرُ

(وإِنْ كُنْتَ عن عِلْمٍ وَمَعُرفَةٍ بِهِ

(عَصَيْتَ فَأَنْتَ المُسْتَهِينُ المُجَاهِرُ

(فَأَيَّةُ حَالَيْكَ اعْتَقَدْتُ فإنَّهُ

(عَليمٌ بِمَا تُطْوَى عَلَيْهِ الظَّمائِرُ

(

آخر أَحذِرْكَ أَحذِرْكَ لا أَحذِرْكَ واحدةً

(عَنِ المَعَاصِي وخُصَّ الشِرْكَ باللهِ

(فإنَّهُ أَعْظَمُ الآثامِ أَجْمَعِهَا

(وَصَاحِبُ الشِّرْكِ أَعْدَى الناسِ لِلهِ

(

ومِن عُقُوباتِ الذُنُوب أنها: تَصْرِفُ القَلْبَ عن صِحَّتِهِ واسْتِقَامَتِهِ إلى مَرَضِهِ وانْحِرَافِهِ، فَلا يَزَالُ مَرِيضًا مَعْلُولاً لا يَنتفعُ بالأغذيةِ التي بها حَياتُه وصَلاحهُ.

فإن تأثير الذنوب في القلب كتأثير الأمراض في الأبدانِ، بل الذنوب أمراضُ القلوب ودَاؤُها، ولا دَواءَ لَهَا إلا تَركُها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير