تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اللَّهُمَّ أَنظِمْنا في سِلكِ حِزبِكَ المُفلِحِين، واجْعلنا مِنْ عبادِكَ المُخْلِصين وآمِنَّا يومَ الفَزَع الأكَبرِ يومَ الدِين، واحْشُرْنَا مَعَ الذين أَنْعَمْتَ عَليهَم مِنَ النَبيين والصِّدِّيقين والشُهداء والصالحينِ واغْفِرْ لَنَا، وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ الأَحياءِ منهمْ والميتينَ بِرَحْمَتِكَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِِ أَجْمَعِينَ.

شِعْرًا:

الموتُ في كُلِّ حِينٍ يَنْشُرُ الْكَفَنَا

(ونَحْنُ في غَفْلَةٍ عما يُرَادُ بِنَا

(لا تَطْمَئِنَّ إلى الدُّنْيَا وَبَهْجتها

(وإنْ تَوَشَّحْتَ مِنْ أَثْوَابِهَا الحَسَنَا

(أَيْنَ الأَحِبَّةُ والجِيرانُ ما فَعلُوا

(أينَ الذين هُمُ كانُوا لَنَا سَكَنَا

(سَقَاهُم الموتُ كأسًا غَيْرَ صَافِيَةً

(فَصَيَّرَتْهُمْ لأطْبَاقِ الثَّرَى رُهُنَا

(تَبْكِي المَنَازِلُ مِنْهُمْ كُلَّ مُنْسَجِمٍ

(بالمَكْرُمَاتِ وتَرْثِي البِرَّ والمِنَنَا

(حَسْبُ الحِمَام لَو أَبْقاهُمْ وأَمْهَلَهُمْ

(أَلا يَظُنُّ عَلَى مَعْلُومِهِ حسَنَا

(اللَّهُمَّ أظِلنَا تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لا ظِلّ إلا ظِلَّكَ وَلا بَاقٍ إلا وَجْهُكَ

وَاسْقِنا مِنْ حَوْضِ نَبيّك شرْبةَ هَنيئَةً لا نَظْمَأً بَعْدَهَا أَبَدًا حَتَّى نَدْخُلَ الجَنَّةْ، اللَّهُمَّ أَلْهِمْنَا ذِكْرِكِ وَشُكْرِكَ وَوَفِقْنَا لِمَا وَفّقْتَ لَهُ الصّالِحِينَ مِنْ خَلْقِكَ، واغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين.

موعظة: خطب عمرُ بنُ عبدِ العزيز آخرَ خطبةٍ خَطَبَهَا فَقَالَ فيهَا: أمَا بَعدُ: (إنكمْ لمْ تُخلقوا عَبَثًا، ولَنْ تُتْرَكُوا سُدَى، وإنَّ لَكُمْ مَعَادًا ينزلُ اللهُ فيهِ للفَصْلِ بينَ عبادِهِ، فقدْ خابَ وخسِرَ مَنْ خَرَجَ مِنْ رحمةِ اللهِ التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيء وَحُرِمَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَاوَاتِ وَالأرضُ، أَلا تَرَوْنَ أَنَّكُمْ في أَسْلابِ الهَالِكِينَ، وَسَيَرِثُهَا بَعْدَكُمْ البَاقُونَ كَذَلِكَ حَتَّى تُرَدُّ إِلَى خَيْرِ الوَارِثِينَ، وَفي كُلِّ يَوْمٍ تَشَيِّعُونَ غَادِيًا وَرَائِحًا إِلَى اللهِ قَضَى نَحْبَهُ وَانْقَضَى أَجَلُهُ فَتَدَعُونَهُ في صَدْعٍ مِن الأَرْضِ غَيْرَ مُوَسَّدٍ وَلاَ مُمَهَّدٍ، قَدْ خَلَعَ الأَسْبَابَ، وَفَارَقَ الأَحْبَابَ، وَسَكَنَ التُرَابَ، وَوَاجَهَ الحِسَابَ، غَنِيَا عَمَّا خَلَفْ، فَقِيرًا إَلَى مَا أَسْلَفَ، فَاتَّقُوا اللهَ قَبْلَ نُزُولِ المَوْتِ وَانْقِضَاءََ مَوَاقِيتِهِ، وَإِنِّي لأََقُولُ لَكُمْ هَذِِهِ الْمَقَالَةَ وَمَا أَعْلَمُ عِنْدَ أََحَدٍ مِنَ الذُّنُوبِ أَكْثَرُ مِمَّا أَعْلَمُ عِنْدِِي، وَلَكِنْ أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ طَرَفَ رِدَائِهِ وَبَكَى حَتَّى شَهَقَ ثُمَّ نَزَلَ، فَمَا عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ بَعْدَهَا حَتَّى مَاتَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.

شِعْرًا:

وَلَسْتُ أَرَى السَّعَادَةَ جَمْعَ مَالٍ

(وَلكِنَّ الْتَّقِيَّ هُوَ السَّعِيدُ

(وَتَقْوَى اللهُ خَيْرِ الزَّادِ ذِخْرًا

(وَعِنْدَ اللهَ لِلأتْقَى مَزِيدُ

(وَمَا لاَبُدَّ أَنْ يَأْتَي قَرْيبٌ

(وَلَكِنَّ الذِّي يَمْضَي بَعِيدُ

(آخر:

أَتَبْكِي لِهَذَا الْمَوْتِ أَمْ أَنْتَ عَارْف

(بِمَنْزِلَةٍ تَبْقَى وَفِيها المَتَالِفُ

(كَأَنَّكَ قَدْ غُيِّبْتَ في اللَحْدِ والثَرَى

(فَتَلْقَى كَمَا لاَقَى القُرونُ السَّوَالِفُ

(أَرَى الْمَوْتَ قَدْ أَفْنَى القُرون التي مَضَتْ

(فَلَمْ يَبْقَ ذُو أُلْفٍ يَبْقَ آلِفُ

(

كَأَنَّ الفَتَى لَمْ يَغْنَ في الناسِ سَاعَةً

(إذا عُصِبَتْ يَوْمًا عليهَ اللَّفَائِفُ

(وَقَامَتْ عَلَيهِ عُصْبةٌ يَنْدُبُونَهُ

(فَمُسْتَعْبِرٌ يَبْكِي وَآخَرُ هاتِفُ

(وَغُودِرَ في لَحْدٍ كَرِيهٍ حُلُولُهُ

(وَتُعْقَدُ مِنْ لِبْنٍ عَلَيْهِ السَّقَائِفُ

(يَقِلُّ الغنَى عَنْ صاحِبَ اللَّحدِ والثَرَى

(بِمَا ذَرَفَتْ فيهِ العُيُونٌ الذَّوَاِرفُ

(ومَا مَنْ يَخَافُ الْبَعْثَ والنارَ آمِنٌ

(وَلَكِن حَزِينٌ مُوجِعُ القلبِ خَائِفُ

(إذا عَنَّ ذِكْرُ الموتِ أَوْجَعَ قَلْبَهُ

(وَهَيَّجَ أَحْزَانًا ذُنُوبٌ سَوَالِفُ

(اللَّهُمَّ يَا عَظِيمَ الْعَفْو، يَا وَاسِعَ المَغْفِرَةِ يَا قَرٍيبُ الرَّحْمَةِ، يَا ذا الجلالِ والإكرامِ، هَبْ لَنَا العَافِيةَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. اللَّهُمَّ يَا حَيُّ وَيَا قَيُّوم فَرِّغْنَا لِمَا خَلَقْتَنَا لَهُ، وَلاَ تُشْغِلْنَا بِمَا تكَفَّلْتَ لَنَا بِهِ، واجعلنا مِمَّن يُؤمِنُ بِلقَائِكِ، ويَرْضَى بِقَضَائِكَ، وَيَقْنَعُ بِعَطَائِكْ، وَيَخْشَاكَ حَقَّ خَشْيَتِكْ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَنَا رَغَدًا، ولا تُشْمِتْ بِنَا أَحَدَ. اللَّهُمَّ أنظْمْنَا في سِلْكِ حِزْبِكَ المُفْلِحِين، واجْعلنا مِنْ عِبَادِكَ المُخْلَصِينَ وآمِنَّا يَوْمَ الفَزَعِ الأكْبَرِ يَوْمَ الدِّين، واحشُرْنَا معَ الذينَ أنعمْتَ عَليهم مِنَ النَّبِيين والصِّدِّيقينَ والشُهداء والصالحين، واغْفِرْ لَنَا وَلِوالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ الأَحْياءِ مِنهُم وَالمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير