بَعَثَنِيَ اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ». رواه البخاري، ومسلم.
شِعْرًا:
اعْمَلْ بِعِلْمِكَ تُؤْتَ حِكْمَةً إِنَّمَا
(جَدْوَى عُلومِ المَرْءُ نِهْجَ الأَقْوَمِ
(وَإِذَا الفَتَى قَدْ نَالَ عِلْمًا ثُمَّ لَمْ
(يَعْمَلْ بِهِ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمِ
(آخر:
وَاعْلَمْ بأنَّ العِلْمَ أَرفعُ رُتْبَةً
(
(وَأَجَلُّ مكتسبًا وَأَسْنَى مَفْخَرٍ
(فَاسْلُكْ سبيلَ المُقْتَفِينَ لَهُ تَسُدْ
(إِنَّ السِّيادَةَ تُقْتَنَى بالدَّفْتَر
(والعالِمُ المدعُوُّو حَبْرًا إِنَّمَا
(
(سَمَّاهُ باسمِ الحَبْرِ حَمْلُ المَحْبَرِ
(تَسْمُوا إِلَى ذِي العِلْمِ أَبْصَارُ الوَرَى
(
(وَتَغُضُّ عن ذِي الجَهْلِ لا بَلْ تَزْدَرِي
(وَمُضَمَّرُ الأقلامِ يَبْلغُ أَهلُها
(
(مَا ليسَ يُبْلغُ بِالعِتَاقِ الضُّمَّرِ
(والعِلمُ ليس بنافِعٍ أَرْبَابَهُ
(
(
ما لَمْ يُفْدْ عَمَلاً وَحُسْنَ تَبَصُّرِ
(
(فاعْمَلْ بعلْمِكَ تُوفِ نَفسَك وزنْهَا
(لا تَرْضَى بالتَّضييعِ وَزْنَ الْمُخْسِّرِ
(آخر:
وَبَّخْتَ غَيْرَكَ بِالْعَمَى فَأفَدْتَهُ
(بَصَرًا وَأَنْتَ مُحَسِّنٌ لِعَمَاكَا
(كَفَتِيلَةِ الْمِصْبَاحِ تَحْرِقُ نَفْسَهَا
(وتُضِيءُ للأَعْشَى وأَنْتَ كَذاكَا
(آخر:
جَزَى اللهُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ مَثُوبَةً
(وَبَوأَهُم فِي الْخَلْدِ أَعْلَى الْمَنَازِلِ
(فَلَولا اعْتِنَاهُم بالْحَدِيثِ وحِفْظِهِ
(وَنَفْيهُمُ عَنْهُ ضُروبَ الأَبَاطِلِ
(وَإنْفَاقَهُمْ أَعْمَارَهُمْ فِي طِلابِهِ
(وَبَحْثِهُمُ عَنْهُ بِجِدٍ مُوَاصلِ
(لِمَا كَانَ يَدْرِي مَنْ غَدَا مُتَفَقهًّا
(صَحِيح حَدِيثٍ مِنْ سَقِيم وَبَاطِلِ
(وَلَمْ يَسْتَبْنِ مَا كَانَ فِي الذِّكْرِ مُجْمَلاً
(وَلَمْ نَدْرِي فَرْضًا مِنْ عُمُومِ النَّوافِلِ
(لَقَدْ بَذَلُو فِيهِ نُفُوسًا نَفِيسَةً
(وَبَاعُوا بِحَظِّ آجلٍ كُلَّ عَاجِلِ
(فَحُبُّهمُ فَرْضٌ عَلَى كُلَّ مُسْلمٍ
(وَلَيْسَ يُعَادِيهم سِوَى كُلّ جَاهلِ
(اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِمَعْرِفَتِكَ بَأسْمَائِكَ وَصِفَاتِكَ وأَفْعَالِكَ وارْزُقْنَا الرِّضَا بِقَضَائِكَ وَقَدَرِكَ والتَّوكُّلَ عَلَيْكَ فِي كُلِّ ضَيْقٍ وَسَعَةٍ وَشَدَّةٍ وَرَخَاءٍ وَكَلَّ مَا تَيَسَّرَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِسُلُوكِ صِِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ وَجَنِّبْنَا جَمِيعَ مَا يُغْضِبُكَ يَا كَرِيمُ وَأَعِذْنَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ والْجَحِيمْ، وَاْغِفرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
(فَصْلٌ 11)
13 - عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: «إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، أوْ مُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لابنِ
السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ تَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ». رواهُ ابنُ ماجَة بإسنادٍ حَسنٍ، والبيهقيُّ.
14 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: «إِذَا مَاتَ ابن آدم انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، أوْ عِلْمٌ يُنْتَفَعُ الناسُ بِهِ، أوْ وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ وغيرُهُ.
¥