الضَّعْفِ يَبْلُغْ بِهِ العَبْدُ مَنَازلَ الأَبْرارِ والدَّرَجَاتِ العُلَى وَمُدَارَسَتُهُ بالقيام به يُطاع اللهُ عزَّ وجلَّ وَبِهِ يُعْبَدُ، وَبِهِ يُوَحَّدُ، وَبِهِ يُمَجَّدُ، وَبِهِ يُتَوَرَّعُ، وَبِهِ تُوصَلُ الأَرْحَامُ، وَبِهِ يُعرفُ الحَلالُ والحرامُ، وهو إمامٌ والعَمَلُ تابعُهُ يُلْهَمُهُ السُعداءُ وَيُحْرَمُهُ الأَشْقِياءُ.
ووردَ عنْ خالدِ بن عبدِ الرحمنِ بن أبي بَكْرَةَ عن أبيه عن النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اغدُ عالمًِا أو متعلمًا أو مُسْتَمِعًا أو مُحِبًا ولا تكنْ الخامسة فَتَهْلِكَ».
وعن أبي هريرةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: «الدُنيا مَلْعُونَةٌ
مَلْعُوْنٌ ما فِيها إلا ذِكرُ اللهِ وما وَالاه أَوْ مُعَلِمٌ أَوْ مُتَعلّم».
وعن عطاءِ بن السائبِ عن الحَسنِ قَالَ: أُغْدُ عالِمًا أو متعلِّمًا أو مستمِعًا ولا تكُنْ رابعًا فَتَهْلِكَ.
وعن الحسن أنّ أبا الدرداءِ قَالَ: كُنْ عَالِمًا أَوْ مُتَعلِّمًا أو مُحِبًا أو مُتَّبِعًا ولا تكنْ الخامسَ فتهْلِكَ. قَالَ: قلتُ لِلْحَسَنِ وما الخامسُ؟ قَالَ: المُبْتَدِعُ.
شِعْرًا:
كَفَى بالعِلم في الظُّلُماتَ نُورٌ
(يُبَيّنُ في الْحيَاةِ لَنَا الأُمُورَا
(فَكَمْ نَالَ الذَّليلُ بِهِ اعْتِزَازًا
(وَكَمْ لَبِسَ الْحَزِينُ بِهِ سُرُورًا
(تَزِيدُ بِهِ الْعَقُول هُدَىً وَرُشْدَا
(وَتَسْتَعْلى النُّفُوسُ بِهِ شُعُورَا
(
اللَّهُمَّ أَيْقِظْ قُلُوبَنَا وَنَوِّرْهَا بِنُورِ الإِيمانْ وَثَبِّتْ فِيهَا مَحَبَّتَكِ ومَحَبَّةَ أَوْلِيائِكَ وعِبَادَكَ الصَّالِحِينَ وَارْزقْنَا المَعْرِفَةَ بِكَ على بَصِيرَة وَأَلْهِمْنَا ذِكْرَكَ وَشُكَركَ وَاجْعَلْ آخِرَ كَلِمَةٍ نَتَكَلَّمُ بهَا كَلِمَةَ التَّوْحِيدِ وَثَبِّتْنَا عَلى قَولِكَ الثَّابِتِ في الحَياةِ الدُّنيا وَفي الآخِرَة إِنَّك عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٍ وبالإِجابَةِ جَدِيرٌ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
شِعْرًا:
عَلَى الْعِلْمِ نَبْلَيْ إِذَ قَدِ انْدَرَسَ الْعِلْمُ
(أَوْ لَمْ يَبْقَ فِينَا مِنْهُ رُوْحٌ وَلا جِسْمُ
(
وَلَكِنْ بَقِيَ رَسْمُ من الْعِلْمِ دَارِسُ
(وَعَمَّا قَلِيلٍ سوف يَنْطَمِسُ الرَّسْمُ
(فَآنَ لَعَيْنٍ أَنْ تَسِيلَ دُموعُها
(
(وَآنَ لِقَلْبٍ أَنْ يُصَدِّعَهُ الْهَمُّ
(فَإنَّ بِفَقْدِ العِلْمِ شَرًّا وَفَتْنَةً
(
(وَتَضْيِيعَ دِينٍ أَمْرُهُ وَاجبٌ حَتْمُ
(وَمَا سَائِرُ الأَعْمَالِ إلا ضَلالَةٌ
(
(إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْعَامِلِينَ بِهَا عِلْمُ
(وَمَا النَّاسُ دُونَ الْعِلْمِ إِلا بِظُلْمَةٍ
(
(مِنَ الْجَهْلِ لا مِصَباحَ فِيهَا وَلا نِجْمُ
(فَهَلْ يُهْتَدَى إِلا بِنَجْمِ سَمَائِهِ
(إِذَا مَا بَدَا مِنْ أُفْقِهِ ذَلِكَ النَّجْمُ
(فَهَذَا أَوَانُ القبْضِ لِلْعِلْمِ فَلَينُحْ
(
(عليه الذي في الْحُبِّ كَانَ لَهُ سَهْمُ
(فَلَيْسَ بِمُبْقِي الْعِلْمِ كَثْرةُ كُتْبِهِ
(فَمَاذَا تَفِيدُ الْكُتْبُ إِنْ فَقَدَ الْفَهْمُ؟
(وَمَا قَبْضُهُ إلا بِمَوْتِ وُعَاتِهِ
(
(فقبضُهُمُ قَبضٌ لَهُ وَبِهمْ يَنْمُو
(فَجِدَّ وَأدِّ الْجَهْدَ فِيهِ فَإِنَّهُ
(لِصَاحِبِهِ فَخْرٌ وَذُخْرٌ بِهِ الْغُنْمُ
(فَعَارٌ عَلَى الْمَرْءِ الذي تَمَّ عَقْلُهُ
(
(وَقَد أَمَّلَتْ فِيهِ الْمُرُوءةُ والْحَزْمُ
(إِذَا قِيلَ مَاذَا أَوْجَبَ اللهُ يَا فَتَى؟
(
أجابَ بلا أدْرِي وأنَّى لِي الْعِلْمُ (
(وَأَقْبَحُ مِنْ ذَا لَوْ أَجَابَ سُؤالَه
(بِجَهْلٍ فإنّ الْجَهْلَ مَوْدِدٌ وَخْمُ
(أَيَرْضَى بأنَّ الْجَهْلَ مِنْ بَعْضِ وَصْفِهِ
(
(وَلَوْ قِيلَ يَا ذَا الْجَهْلِ فارَقَهُ الْحِلْمُ
(فَكَيْفَ إِذَا مَا البَحْثُ مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ
(جَرَى وَهُوَ بَيْنَ الْقِوْمِ لَيْسَ لَهُ سَهْمُ
(تَدُورُ بِهمْ عَيْنَاهُ لَيْسَ بِنَاطِقٍ
(
(فَغَيْرَ حَرِيٍّ أَنْ يُرَى فَاضِلاً فَدْمُ
(وَمَا الْعِلْمُ إِلا كَالْحَيَاةِ إِذَا سَرَتْ
(بِجْسِمٍ حَيَا وَالْمَيْتُ مَنْ فَاتَهُ الْعِلْمُ
(وَكَمْ فِي كِتَابِ اللهِ مِنْ مِدْحةٍ لَهُ
(
¥