تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(فَوا حَرَّ قَلبي مِن جَهولٍ مُسَوَّدٍ

(بِهِ يُقْتَدَى في جَهلِهِ لِشَقائِهِ

(يَرى أَنها دَعوى اِجتِهادٍ صَريحَةٍ

(فَواعَجَبًا مِن جَهلِهِ وَجَفائِهِ

(فَسَلهُ أَقول اللَهِ ماذا أَجَبتُمُ؟

(لِمَن هُوَ يوم الحَشرِ عِندَ نَدائِهِ

(أَيَسأَلُهُم ماذا أَجَبتُم مُلوكَكُم؟

(وَما عَظمُ الإِنسانِ مِن رُؤَسائِهِ

(أَمِ اللَهُ يَومَ الحَشرِ يَمتَحِنُ الوَرى

(بِماذا أَجابوا الرُسُلَ مِن أَنبِيائِهِ

(إِذا قُلت قَولَ المُصْطَفَى هُوَ مُذهَبِيٌّ

(مَتى صَحَّ عِندي لَم أَقُل بِسَوائِهِ

(وَهَل يَسألُ الإِنسانَ عَن غَيرِ أَحمَدٍ

(إِذا ما ثَوى في الرَمسِ تحتَ تُرابِهِ

(وَهَل قَولُهُ يا رَبِّ قَلَّدتَ غَيرَهُ

(لَدى اللَهِ عُذرٌ يَومِ فَصْلِ قَضائِهِ

(فَهَيهاتَ لا َغنى الفَتى يَومَ حَشرِهِ

((سِوى حُبِّهِ رَبّ الوَرى وَاِتِّقَائِهِ)

((وَحُبِّ رَسُولِ اللهِ بَل كلِّ رُسلِهِ

(وَمَنْ يَقْتِفَي آثارَهُمْ باهْتِدَائِهِ)

(اللَّهُمَّ نُوِّرْ قُلُوبَنَا وَاجْعَلِ الإِيمَانَ لَنَا سِرَاجًا وَلا تَجْعَلَه لَنَا اسْتِدْرَاجًا وَاجْعَلْهُ لَنَا سُلَّمًا إلى جَنَّتِكَ وَلا تَجْعَلَهُ لَنَا مَكْرًا مِنْ مَشِيئَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْحَلِيمُ. اللَّهُمَّ يا مَنْ لا تَضُرَّهُ الْمَعْصِيةُ ولا تَنْفَعَهُ الطَّاعَةِ أَيْقِظْنَا مِنْ نَوْمِ الغَفْلَةِ وَنَبَّهْنَا لاغْتِنَامِ أَوْقَاتِ الْمُهْلَةِ وَوِفِّقْنَا لِمَصَالِحْنَا وَاعْصِمْنَا مِنْ قَبَائِحْنَا وَلا تُؤاخِذْنَا بِمَا انْطَوَتَ عَلَيْهِ ضَمَائِرُنَا وَأَكَنَّتْهُ سَرائِرُنَا مِنْ أَنْوَاعِ القَبَائِحِ والْمَعَائِبِ التي تَعْلَمُهَا مِنَّا، وامنُنْ عَلَيْنَا يَا مَوْلانَا بِتَوْبَةٍ تمحو بها عنا كُلَّ ذَنْبٍ وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ الأَحْياءِ مِنهُم وَالمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[22 - 01 - 09, 03:11 م]ـ

الفَصْلٌ الحادي عشر

في محاسبة النفس

اعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين أنه يَجِبُ على الإنسان أولاً:

أن يَعلمَ أنه عبدٌ مَرْبُوبٌ لا نَجَاةَ لَهُ إلا بِتقوى اللهِ وَلا هلاكَ عليه بَعْدَهَا، ثم يُفَكِّرُ (لأي شيءٍ خَلَقهُ ُاللهُ ولِمَا خَرَجَ فِي هَذِهِ الدَّارِ الفانية فَيَعْلَمَ أنه لم يُخْلَقْ عَبْثًا كما قَالَ الله: ? أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً ?، وقَالَ: ? أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى ? وإنِّما وُضِعَ فِي هَذِهِ الدَّارِ لِلْبَلْوَى وَالاخْتَِبَارِ هَلْ يَطِيعُ رَبَّهُ فَيَنْتَقِلْ إلى دَارِ نَعِيمٍ أَبْدِي سَرمَدِي أَوْ يَعصِي رَبَّهُ فَينتقل إلى عذابِ الأبدِ إلى جَهَنَّمَ وَبئسَ الْمِهَاد.

إِذَا فَهِمَ ذَلِكَ عَلمَ أنهُ لا نَجَاةَ لهُ إلا بطَاعَةِ رَبِّهِ وَأَن الدليلَ على طاعَةِ اللهِ الْعلمُ ثُم العملُ بأمرِهِ وَنَهْيهِ في مَوَاضِعه وَعِلَلِهِ وَأسْبَابِهِ وَلَنْ يَجدَ ذَلِكَ إلا في كتابِ الله وَسنةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنَّ الطَّاعَةَ سَبِيل النجاةِ والعِلْمُ هُوَ الدَّلِيلُ على السبيلِ. قَالَ الله تعالى: ? فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ?.

ثم يَتَأَمَّلُ مَا أَمَامَهُ من الشَّدَائِدِ والْكُرَبَ والعَقَبَاتِ وَالأَهْوَال التي أَوْضَحَها اللهُ في كِتابِهِ وَبَيْنَهَا رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَى وسلم، قَالَ تعالى: ? وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ?، وَقَوْلُهُ: ? وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ?، وقَالَ: ? يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ?، وقَالَ ? يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير