فِي صَلاتِهِمْ وَصِيَامِهِمْ وَنِكَاحِهِمْ وَمُكْثِهِمْ فِي الأَمْلاكِ الْمَسْكُونَة قَهْرًا وَغَضْبًا؟
أَيْنَ الْمُتَفَقِّدُونَ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ الذِينَ لَيْسَ لَهُم مَوَارِدٌ؟
عَثَرَتْ واللهِ بِهِمْ العَوَاثِرُ وَأَبَادَتْهُمْ السِّنِينُ الغَوَابِرُ، وَبَتَرَتْ أَعْمَارُهُم الحَادِثَاتُ البَوَاتِرُ وَاخْتَطَفَهَمُ عَقَبَاتٌ كَوَاسِر. وَخَلَتْ مِنْهُمْ الْمَشَاهِدُ وَالْمَحَاضِرُ وَعُدِمَتْ مِنْ أَجْسَادِهِمْ تِلْكَ الجَوَاهِرُ وَطَفِئَتْ مِنْ وُجُوهِهِمْ الأَنْوَارُ الزَّوَاهِرُ وَابْتَلَعَتْهُمْ الحُفَرُ وَالْمَقَابِرُ إِلي يَوْمِ تُبْلَى السَّرَائِرُ فَلَوْ كُشِفَتْ عَنْهُمْ أَغْطِيَةُ القُبُورِ بَعْدَ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاثِ لَيَالٍ لَرَأَيْتَ الأَحْدَاقَ عَلَى الخُدُودِ سَائِلَةٌ وَالأوْصَال بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ مَائِلَةٌ وَدِيدَانَ الأَرْضِ فِي نَوَاعِمِ تَلْكَ الأَبْدَانِ جَائِلَةٌ وَالرُّؤُوسَ الْمُوَسَّدَةُ عَلَى الإِيمَانِ زَائِلَةً يُنْكِرُهَا مَنْ كَانَ عَارِفًا بِهَا وَيَنْفُرُ عَنْهَا مَنْ لَمْ يَزَلْ آلِفًا بِهَا.
فَلا يُعْرَفُ السَّيدُ مِنْ الْمَسُودِ وَلا الْمَلِكَ مِنْ الْمَمْلُوكِ وَلا الذَّكِيُّ مِنْ البَلِيدِ وَلا الغَنيُّ مِنْ الفَقِيرِ فَرَحِمَ اللهُ عَبْدًا بَادَرَ بالإقْلاعِ عَنْ السَّيِّئَاتِ وَوَاصَلَ الإِسْرَاعَ وَالْمُبَادَرَةَ فِي الأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ قَبْلَ انْقِطَاعِ مُدَدِ الأَوْقَاتِ وَطَيِّ صَحَائِفِ الْمُسْتَوْدَعَاتِ وَنَشْرِ فَضَائِحِ الاقْتِرَافَاتِ وَالجِنَايَاتِ فَلا تَغْتَرُّوا بِحَيَاةٍ تَقُودُ إلى الْمَمَاتِ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّمَا تُوْعَدُونَ لآتٍ فَالبِدَارَ الْبِدَارَ قَبْلَ أَنْ تَتَمَنَّوا الْمُهْلَةَ وَهَيْهَاتَ.
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا حِفْظَ جَوَارِحِنَا عَنْ الْمَعَاصِي مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَنَقِّ قُلُوبَنَا مِنْ الحِقْدِ وَالْحَسَدِ وَالإحَنْ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ وَعُضَالِ الدَّوَاءِ وَخَيْبَةُ الرَّجَاءِ وَزَوَال النِّعْمَةِ. اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ وَأَلْحِقْنَا بَالصَّلِحِينَ غَيْرَ
خَزَايَا وَلا مَفْتُونِينَ وَاغْفِرَ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ والْمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
شِعْرًا:
نَمْضِي عَلَى سُبُلٍ كَانُوا لَهَا سَلَكُوا
(أَسْلافُنَا وَهُمُ لِلدِّين ِقَدْ شَادُوا
(لَنَا بِهِمْ أُسْوَةٌ إِذْ هُمْ أَئِمَّتُنَا
(
(وَنَحْنُ لِلْقَوْمِ أَبْنَاءٌ وَأَحْفَادُ
(وَالصَّبْرُ يَا نَفْسُ خَيْرٌ كَلُّهُ وَلَهُ
(عَوَاقِبٌ كُلُّهَا نُجْحٌ وَإِمْدَادُ
(فَاصْبِرْ هُدِيتََ فَإِنَّ الْمَوْتَ مُشْتَرَكٌ
(
(بَيْنَ الأَنَامِ وَإِنْ طَاوَلْنَ آمَادُ
(وَالنَّاسُ فِي غَفَلاتٍ عَنْ مَصَارِعِهِمْ
(كَأَنَّهُمْ وَهُمْ الأَيْقَاظُ رُقَّادُ
(دُنْيَا تَغُرُّ وَعَيْشٌ كُلُّهُ كَدَرٌ
(
(لَوْلا النُّفُوسُ التِي لِلْوَهْمِ تَنْقَادُ
(كُنَّا عَدَدْنَا لِهَذَا الْمَوْتِ عُدِّتَهُ
(قَبْلَ الوَفَاةِ وَأَنْ تُحْفَرْنَ أَلْحَادُ
(فَالدَّارُ مِنْ بَعْدِ هَذِي الدَّارِ آخِرَةٌ
(
(تَبْقَى دَوَامًا بِهَا حَشْرٌ وَمِيعَادُ
(وَجَنَّةٌ أُزْلِفَتْ لِلْمُتَّقِينَ وَأَهْـ
(ـلُ الحَقِّ وَالصَّبْرِ أَبْدَالٌ وَأَوْتَادُ
(فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ مِنْ قَبْلِ الْمَمَاتِ وَلا
(
(تَعْجَلْ وَتَكْسَلْ فَإِنَّ الْمَرْءَ جَهَّادُ
(
لا يَنْفَعُ العَبْدَ إلا مَا يُقَدِّمَهُ
(فَبَادِرِ الفَوْتَ وَاصْطَدْ قَبْلَ تصْطَادُ
(وَالْمَوْتُ لِلْمُؤْمِنِ الأَوَّابِ تُحْفَتُهُ
(
(وَفِيهِ كُلُّ الذي يَبْغِي وَيَرْتَادُ
(لِقَا الكَرِيمِ تَعَالى مَجْدُهُ وَسَمَا
(مَعَ النَّعِيمِ الذي مَا فِي أَنْكَادُ
(فَضْلٌ مِنْ اللهِ إِحْسَانٌ وَمَرْحَمَةٌ
(فَالْفَضْلُ للهِ كَالآزَالِ آبَادُ
(فَالظَّنُ بِاللهِ مَوْلانَا وَسَيِّدِنَا
(
(ظَنٌ جَمِيلٌ مَعَ الأَنْفَاسِ يَزْدَادُ
¥