تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(نَشَأْتُ عَلَى حُبِّ الأَحَادِيثَ مِن مَهْدِي

(هُمُوا بَذَلُوا في حِفْظِ سُنَّةِ أَحْمَدٍ

(وَتَنْقِيحِهَا مِنْ جُهْدِهِمْ غَايةَ الْجُهْدِ

(وَأَعْنِي بِهِ أَسْلافَ أُمَّةِ أَحْمَدٍ

(أُولَئكَ في بَيْتِ القَصِيدِ هُمُوا قَصْدِي

(أُوَلئكَ أَمْثَالِ البُخَارِي وَمُسْلمٍ

(وَأَحْمَدَ أَهْلُ الجِدِّ فِي العِلم والجَدِّ

(بُحُورٌ وَحَاشَاهُمْ عَنْ الجَزْر إِنَّمَا

(لَهُمْ مَدَدٌ يَأْتِي مِنْ اللهِ بالمدِّ

(رَوَوْا وَارْتَوَوْا مِنْ بَحْرِ عِلْمِ مُحَمَّدٍ

(وَلَيْسَتْ لَهُمْ تِلْكَ الْمَذَاهِبِ مِنْ وَرْدِ

(كَفَاهُمْ كتابُ اللهِ وَالسُّنَةُ التِي

(كَفَتْ قَبْلَهم صَحْبَ الرَّسُولِ ذَوِي المَجْدِ

(فَمُقْتَدِيًا بَالحقِ كُنْ لا مُقَلِّدَا

(وَخَلِّ أَخَا التَّقْلِيدِ فِي الأَسْرِ بالقدِّ

(فَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الْمَقِّلدِ في الهُدى

(وَمَنْ يَقْتَدِي وَالضِّدُّ يُعْرَفُ بالضِّدِّ

(

فَمَنْ يَقْتَدِي أَضْحَى إِمَام مَعَارَفٍ

(وَكَانَ أُوَيْسًا فِي العِبَادَةِ وَالزُّهْدِ

(فَمَا اسْتُجْلِبَتْ مَصَالِحُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِمِثْلِ الصِّدْقِ وَلا مَفَاسِدُهُمَا وَمَضَارُّهُمَا بِمِثْلِ الكَذِبْ قَالَ تَعَالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ?، وَقَالَ: ? هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ?، وَقَالَ: ? فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ ?.

شِعْرًا:

عَلَيْكَ بِالصِّدِقِ وَلَوْ أَنَّهُ

(أَحْرَقَكَ الصِّدْقُ بِنَارِ الوَعِيدْ

(وَاطْلُبْ رِضَى المَوْلَى فَأشقى الوَرَى

(مَنْ أَسْخَطَ المَوْلَى وَأَرْضَى العَبِيدْ

(آخر:

عَوِّدْ لِسَانَكَ قَوْلَ الصِّدْقِ تَحْظَ بِهِ

(إِنَّ الِّلسَانَ لِمَا عَوَّدْتَ يَعْتَادُ

(مُوَكَّلٌ بِتَقَاضِي مَا سَنَنْتَ لَهُ

(

(فِي الصِّدْقِ وَالكِذْبِ فَانْظُرْ كَيْفَ يَرْتَادُ

(

اللَّهُمَّ نَوِّرْ قُلُوبَنَا بِنُورِ الإِيمَانِ وَثَبِّتْهَا عَلَى قَوْلِكَ الثَّابِتْ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينِ وَأَلْحِقْنَا بِعِبَادِكَ الصَّالِحِينِ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ. وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

(فصل): في بَيَانِ أَنْوَاعِ الْكَذِبِ

وَيَتَنَوَّعُ الكَذِبُ إِلى أَنْوَاعٍ، فَمَا كَانَ مُتَعَلِّقًا بَأَمْوَالِ النَّاسِ وَأَعْرَاضِهم وَأَنْفُسِهم هُوَ مِنْ أَشَدِّ الكَبَائِرِ وَأَقْبَحِ الجَرَائمِ التي تُضِرُّ بَالْمُجْتَمعِ الإِنْسَانِي، وَتَقْضِي عَلى العَدْلِ، فإنَّ الذِي يَقُولُ الزُّورَ لِيَقْتَطِعَ حُقُوقَ عِبَادِ اللهِ أَوْ يَثْلِمَهُمْ فِي أَعْرَاضِهِمْ مِنْ كُلِّ مَا يَضُرُّ الإِنْسَانِيَّةَ وَيُؤْلِمُهَا.

وَقَدْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِغَضَبِ اللهِ وَكَانَ سَبَبًا في بَثِّ الفَوْضَى وَإِغْرَاءِ الْمُجْرِمِينَ عَلى اقْتِرَافِ الْجَرَائِمْ فَيَنَالُونَ مِنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ وَأَمْوَالِهِمْ مَا يَشْتَهُونَ وَهُمْ آمِنُونَ مِنْ العُقُوبَةِ لأَنَّهُمْ يَجِدُونَ شَاهِدَ الزُّورِ يُسَاعِدُهُمْ عَلَى الإفْلاتِ مِنْهَا، وَقَدْ أَكْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَرَ قَوْلِ الزُّورِ وَأَعْظَمَ جُرْمَهُ كَمَا فِي الْحَدِيثِ قَالَ: «الإِشْرَاكُ بَاللهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ». وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فَقَالَ: «أَلا وَقَوْلَ الزُّورِ». فَمَا زَالَ يُكرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ. فَجُلُوسُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ اتِّكَائِهِ اهْتِمَامًا بِشَأْنِهِ، وَصَدَّرَ قَوْلُه بَأَدَاةِ التَّنْبِيهِ وَكَرَّرَ كَلِمَتَهُ حَتَّى شَقَّ عَلَى نَفْسِهِ وبَدَا الغَضَبُ فِي وَجْهِهِ، وَتَمَنَّى أَصْحَابُهُ لَوْ سَكَتَ.

وَقَوْلُ الزُّورِ يَشْمَلُ الشَّهَادَةَ بِالبَاطِلِ وَالْحُكْمَ الْجَائِرَ وَرَمْيَ الأَبْرِيَاءِ وَالْقَوْلَ عَلَى اللهِ بِلا عِلْمٍ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير