(فَلا تُحَاولْ عَلَى الأَعْراضِ إِفْطَارَا
(يَغْدُ عَلَى كَسْبِ دِينَارٍ أَخُو عَمَلَ
(لَوْ يُوزَنُ الإِثْمُ فِيهِ كَانَ قِنْطَارَا
(وَعَنْ سَعِيدِ بن زَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالة في عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ.
فَإِنْ قِيلَ: مَا الغِيبَةُ؟ قِيلَ: قَدْ حَدَّهَا النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ رَوَى أَبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ»؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «ذِكْرُك أَخَاك بِمَا يَكْرَهُ». قَالَ (أحدهم): أَفَرَأَيْت إنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟
قَالَ: «إنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْته، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ». أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
وَمِنْ الغَيْبَةِ التَّمْثِيلِيَّاتِ لِلأَشْخَاصِ وَالْهَيْئَاتِ وَمُحَاكَاتِهِمْ في اللِّبَاسِ عَلَى وَجْهِ التَّنَقُّصِ وَالاسْتِهْتَارِ كَمَا يَفْعَلُهُ الْمُنْهَمِكُونَ فِي أَكْلِ لُحُومِ الغَوَافِلِ. فَتَكُونُ الغِيبَةُ بِالتَّعْرِيضِ وَبِالكِنَايَةِ وَبِالْحَرَكَةِ وَبِالرَّمْزِ وَالإِشَارَةِ بِاليَدِ وَكُلُّ مَا يُفْهَمُ مِنْهُ الْمَقْصُودُ فَهُوَ دَاخِلٌ فِي الغِيبَةِ وَهُوَ حَرَامٌ.
فَقَدْ وَرَدَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيْنَا امْرَأةٌ فَلَمَّا وَلَّتْ أَوْمَأَتُ بِيَدِي أَيْ قَصِيرَةُ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: «اغْتَبْتِهَا». وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرمِذِي وَصَحَّحَهُ، قَوْلُ عَائِشَةَ عَنْ صَفِيَّةَ أَنَّهَا: قَصِيرَةٌ وَأَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ».
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بَالنَّبِيِّ ? قَالَ: «وَنَظَرَ فِي البَابِ فَإِذَا قَوْمٌ يَأْكُلُونَ الْجِيف، قال: مَنْ هَؤُلاء يَا أَخِي يَا جِبْرِيلُ»؟ قَالَ الذين يَأكُلُونَ لُحُومَ النَّاس».
شِعْرًا:
عَلامَ رَغِبْتَ بَالأَوْزَار حَتَّى
(رَغِبْتَ عَنْ القِيامِ بَكُلِّ فَرْضِ
(بِضُرِّ النَّاسِ كَمْ تَغْدُوا وَلُوْعًا
(بَأَنْيَابِ تُمَزِّقُ كُلَّ عَرْضِ
(فَوَاعَجَبًا لِمُغْتَابٍ زَنِيم
(بِزُورِ القَوْلِ وَالبُهْتَانِ يَمْضِي
(وَلَمْ يَخْتَرْ سُلُوكًا غَيْرَ غَدْرٍ
(بِهِ قَرْضَ الأَكَارِمَ شَرَّ قَرْضِ
(يَظَلُّ عَلَى الفَسَادِ وَلَيْسَ يَدْرِي
(بَأَنَّ الله بَيْنَ النَّاسِ يَقْضِي
(آخر:
بَلاءٌ لَيْسَ يُشْبِهُهُ بَلاء
(عَدَاوَةِ غَيْرَ ذِي حَسَبٍ وَدِينِ
(يُبِيحُكَ مِنْهُ عِرْضًا لَمْ يَصُنْهُ
(وَيَرْتَعُ مِنْكَ فِي عِرْض مَصُونِ
(آخر:
إِذَا لَؤمَ الفَتَى لَمْ يَخْشَ مِمَّا
(يُقَالُ وَإِنْ تَرَادَفَهُ الملامُ
(آخر:
وَذِي حَسَدٍ يَغْتَابُنِي حَيْثُ لا يَرَى
(مَكَانِي وَيُثْنِي صَالحًا حَيْثُ أَسْمَعُ
(تَوَرَّعْتُ أَنْ أغْتَابَهُ مِنْ وَرَائِهِ
(بِمَا لَيْسَ فيهِ وَهُوَ لا يَتَوَرَّعُ
(وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً فَإِنَّ اللَّهَ يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا فِي جَهَنَّمَ، وَمَنْ كُسِيَ ثَوْبًا بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ فَإِنَّهُ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ فِي جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ وَرِيَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ وَرِيَاءٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
¥