11 - إظْهَارُ الغَضَبِ للهِ عَلَى مُنْكَرٍ قَارَفَه إِنْسَانٌ فَيَذْكُرُ الإنْسَانَ بِاسْمِهِ وَكَانَ الوَاجِبُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ عَلَى فَاعِلِهِ وَلا يُظْهِرَ عَلَيْهِ غَيْرَهُ بَلْ يَسْتُرُ اسْمَهُ وَهَذِهِ الثَّلاثَةُ رُبَّمَا تَخْفَى عَلَى العُلَمَاءِ وَطَلَبَةِ العِلْمِ فَضْلاً عَنْ العَوَامِّ وَلِذَلِكَ تَسْمَعُ مِنْهُمْ كَثِيرًا مَا يَقُولُونَ فُلانُ وَنِعْمَ لَوْلا أَنَّهُ يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا يُعَامِلُ بالرِّبَا مَثَلاً وَكَانَ الوَاجِبُ نُصْحُهُ بَدَلَ الغِيبَةِ، وَلَكِنْ يَا أَخِي بَشِّرْ الموقوع في عِرْضِهِ بِغيبَةٍ أَوْ قَذْفٍ أَوْ سَبٍّ أَوْ نَمٍّ أَوْ نَحْو ذلك بأنَّهُ سَيَفرحُ وَيَسْترُ حِينَ مَا يَأخُذُ حَسَنَاتٍ مَا تَعِبَ بِهَا فِي لَيْل ولا نَهَارٍ صَيْفٍ وَلا شِتَاءٍ وَهَلْ أَحْلَى وَأَلَذَ مِنْ حَسَنَاتٍ تَأَتِيكَ مَا تَعِبْتَ بِهَا.
شِعْرًا: يُشَارِكُكَ الْمُغْتَابُ فِي حَسَنَاتِهِ
(وَيُعْطِيكَ أَجْرَى صَوْمِهِ وَصَلاتِهِ
(
وَيَحْمِلُ وِزْرًا عَنْكَ ظَنَّ بِحَمْلِهِ
(عَنْ النُّجْبِ مِنْ أَبْنَائِهِ وَبَنَاتِهِ
(فَكَافِيهِ بِالْحُسْنَى وَقُلْ رَبِّ جَازِهِ
(
(بِخَيْرٍ وَكَفِّرْ عَنْهُ مِنْ سَيَّئَاتِهِ
(فَيَا أَيُّهَا الْمُغْتَابُ زِدْنِي فَإِنْ بَقِي
(ثَوَابُ صَلاةٍ أَوْ زَكَاةٍ فَهَاتِهِ
(فَغَيْرُ شَقِيٍّ مِنْ يَبِيتُ عَدُوُّهُ
(
(يُعَامِلُ عَنْهُ اللهَ فِي غَفَلاتِهِ
(فَلا تَعْجَبُوا مِنْ جَاهِلٍ ضَرَّ نَفْسَهُ
(بإمْعَانِهِ فِي نَفْعِ بَعْضِ عُدَاتِهِ
(وَأَعْجَبُ مِنْهُ عاَقِلٌ بَاتَ سَاخِطًا
(
(عَلَى رَجُلٍ يُهْدِي لَهُ حَسَنَاتِهِ
(وَيَحْمِلُ مِنْ أَوْزَارِهِ وَذُنُوبِهِ
(وَيَهْلَكُ فِي تَخْلِيصِهِ وَنَجَاتِهِ
(فَمَنْ يَحْتَمِلْ يَسْتَوْجِبِ الأجْرَ وَالثَّنَا
(وَيُحْمَدُ في الدُّنْيَا وَبَعْدَ وَفَاتِهِ
(وَمَنْ يَنْتَصِفْ يَنْفَخْ ضِرًا مَا قَدْ انْطَفَى
(
(وَيَجْمَعُ أَسْبَابَ الْمَسَاوِي لِذَاتِهِ
(فَلا صَالِحٌ يُجْزَى بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ
(وَلا حَسَنٌ يُثْنَى بِهِ فِي حَيَاتِهِ
(يَظَلَّ أَخُو الإِنْسَانِ يَأْكُلُ لَحْمَهُ
(
(كَمَا فِي كِتَابِ اللهِ حَالَ مَمَاتِهِ
(وَلا يَسْتَحِي مِمَّنْ يَرَاهُ وَيَدَّعِي
(
بَأنَّ صِفَاتِ الكَلبِ دُونَ صِفَاتِهِ
(وَقَدْ أَكَلا مِنْ لَحْمِ مَيْتٍ كِلاهُمَا
(وَلَكَنْ دَعَى الكَلْبَ اضْطِرَارُ اقْتِيَاتِهِ
(تَسَاوَيْتُمَا أَكْلا فَأشْقَاكُمَا بِهِ
(
(غَدَا مَنْ عَلَيْهِ الْخَوْفُ مِنْ تَبَعُاتِهِ
(وَمَا لِكَلامِ مَرَّ كَالرِّيحِ مَوْقِعٌ
(فَيَبْقَى عَلَى الإِنْسَانُ بَعْضُ سِمَاتِهِ
(
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا حِفْظَ جَوَارِحِنَا عَنْ الْمَعَاصِي مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَنَقِّ قُلُوبَنَا مِنْ الحِقْدِ وَالْحَسَدِ وَالإحَنْ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ وَعُضَالِ الدَّاءِ وَخَيْبَةُ الرَّجَاءِ وَزَوَال النِّعْمَةِ. اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ وَأَلْحِقْنَا بَالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلا مَفْتُونِينَ وَاغْفِرَ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ، يَا خَيْرَ مَنْ دَعَاهُ دَاعٍ وَأَفْضَلَ مَن رَجَاهُ رَاجٍ يَا قَاضِي الْحَاجَاتِ، وَمُجِيبَ الدَّعَواتِ، هَبْ لَنَا مَا سَألناهُ، وَحَقق رَجَاءَنا فِيمَا تَمَنَيْنَاهُ، يَا مَنْ يَملِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِينَ وَيَعْلَمُ مَا فِي صُدُورِ الصَّامِتِينَ أَذِقْنَا بَرْدَ عَفْوِكَ وَحَلاوَةِ مَغْفِرَتِكَ وَاغْفِرَ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
¥