تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُم صِبْيَانِكُم وَمَجَانِينكَمْ وَسَلَّ سُيُوفِكُمْ، وَاتّخِذُوا عَلَى أَبْوَابِهَا المَطَاهِرَ وَجَمَّرُوهَا في الجُمَعِ».

وَعَنْ عَبْدِ الله - يَعْنِي ابنُ مَسْعودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: «سَيَكُونُ في آخرُ الزَّمَانِ قُوْمٌ يَكونُ حَدِيثُهُمْ في مَسَاجِدِهِمْ لَيْسَ لِلِّهِ فِيهم حَاجِةٌ».

رَأَى أَبُو مُسْلِم الخَوَلانِي جَمَاعَةً فِي المَسْجِدِ فَمَالَ إِلَيْهِمِ لِيَجْلِسَ مَعَهُمْ وَظَنَّ أَنَّهُمْ فِي ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى فَوَجَدَهُمْ في ذِكْر الدُّنْيَا فَقَالَ: أَنْتُمْ في سُوقِ الدُّنْيَا وَحَسِبْتُ أَنكُم في سُوقِ الآخِرة وَأَعْرض عَنْهُمْ.

وَعَنْ حَكِيم بن حِزامٍ - رَضِيَ اللهُ عُنْهُ – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: «لا تُقَامُ الحدودُ في المَسَاجِدِ، وَلا يُسْتَقَادُ فِيهَا».

وَعَنِ الحَسَنِ – رَحِمَهُ اللهُ – مُرْسَلاً قَالَ: قَالَ رَسولُ اللهِ ?: «يَأْتِي

عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ حَدِيثُهُم في مَسَاجِدِهم في أَمْرِ دُنْيَاهُم فَلا تُجَالِسُوهُم فَلَيْسَ لِلَّهِ فِيهم حَاجَةْ».

وَعَنْ السَّائِب بنُ يَزيدٍ قَالَ: (كُنْتُ نَائِمًا في الْمَسْجِدِ فَحَصَبَنِي رَجُلٌ فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ عُمَرُ بن الْخَطَّاب فقال: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْن فَجِئْتُهُ بِهِمَا فَقَالَ: مِمَّنْ أنْتُمَا - أَوْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا؟ قَالا: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفُ قَالَ: لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لأَوْجَعْتُكُمَا تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسولِ الله ?).

وَعَنْ مَالِكِ قَالَ: بَنَى عُمَرُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - رَحَبَةٍ نَاحِيَةِ تُسَمَّى (البَطْحَاء) وَقَالَ: مَنْ كَانَ يُرِيدِ أَنْ يَلْغَطَ أَوْ يُنْشِدَ شِعْرًا، أَوْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ فَلْيَخْرُجْ إلى هَذِهِ الرَّحَبَةِ.

وَعَنْ أبي هُرَيْرَة - رَضِيَ اللهُ عُنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: «إِذَا اتَّخَذَ الفَيء دُولاً وَالأمانةُ مُغْنَمَا وَالزكاةُ مَغْرمًا وَتُعلّمَ لِغَيْرِ الدِّينِ وَأطاعَ الرَّجُلٌ امْرَأتَهُ وَعَقَّ أُمَّهْ، وَأَدْنَى صَدِيقهُ وَأَقْصَى أَبَاهُ، وَظَهَرِتِ الأَصْواتُ في الْمَسَاجِدِ وَسَادَ القبيلةَ فَاسْقُهُمْ، وَكَانَ زَعِيمُ القَومِ أَرْذَلَهُمْ، وَأُكْرَمَ الرّجُلُ مَخَافَةِ شَرِّه وظَهرتِ القَيْنَاتُ والمعازفُ، وشُرِبَتِ الخمورُ، ولَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةُ أَوْلَهَا فَارْتَقِبُوا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْرَاءَ وَزَلْزَلَةَ وَخَسْفَا وَمَسَخَا، وَقَذْفَا وَآياتِ تَتَابَع كَنِظَامِ قُطِعَ سلْكه فَتَتَابَعْ».

شِعْرًا:

قَدِّم لِنَفسِكَ تَوبَةً مَرجُوَّةً

(قَبلَ المَماتِ وَقَبلَ حَبسِ الأَلسُنِ

(بادِر بِها عُلَقَ النُفوسِ فَإِنَّها

(ذُخرٌ وَغُنمٌ لِلمُنيبِ المُحسِنِ

(

4 - يَنْبَغِي تَجْنِيبُ الْمَسَاجِدِ البَيْع والشرّاء، ورَفْع الصّوتِ وَنَشْدَانْ الضَّالةِ فِيهَا. واللهُ أَعْلَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم.

(فَصْلٌ): وَيَحْرَمُ فِي الْمَسْجِد البيعُ وَالشِّرَاء، فَإِنْ فَعَلَ فَالْبَيْعُ بَاطِلٌ لِحَدِيثِ عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: (نهى رسولُ الله ? عن

البيع والابتياعِ وعَنْ تَنَاشُدِ الأَشْعَار في المساجِدِ). رواهُ أحْمد، وأبو داود، والنِّسَائي، والترمذي وحَسّنه.

وَيُسَنُّ أَنْ يُقَالَ لِمَنْ بَاعَ أَوْ اشْتَرَى في المسجد: لا أَرْبَحَ اللهُ تِجَارَتَك، لِمَا وَرَدَ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: «إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا: لاَ أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَنْشُدُ ضَالَّةً فَقُولُوا: لاَ رَدَّها اللَّهُ عَلَيْكَ». رواهُ الترمذي، والدارمي.

وَمِمَّا يَنْبَغِي التَّفَطُّنُ لَهُ، والتحذيرُ عَنْهُ وَإِبْعَادُهُ عَنْ المساجدِ الكُتُبِ التِي فِيهَا صُورُ ذَوَاتِ الأَرْوَاحِ، كَالهِجَاءِ لِلسَّنَةِ الأولى الاِبْتِدَائِيَةِ، وَكَالمطالَعَةِ لِسَائِرِ السَّنَواتِ وَكالعلومِ، فإنَّ بَعْضَ التَّلامِيذِ يَأتُونَ بِهَا إِلى المسَاجدِ لِيُطَالِعوا فِيهَا وَإِذَا تَخَلَّقَتْ وَضَعَها في المسجد، وَقَدْ وَرَدَ عَنْ ابنِ عُمَرَ - رَضِي اللهُ عَنْهُمَا – قَالَ: وَعَدَ رَسُولَ اللهِ جِبْرِيلُ أَن يَأْتِيَهُ فَرَاثَ عليهِ حَتَّى اشْتَدَّ عَلَى رَسُول الله ? فخرَج فَلَقِيهَ جِبْرِيلُ فَشَكا إليه فقال: (إنَّا لا نَدْخُلِ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ ولا سُورة). رواهُ البُخَاري.

وَيُسَنُّ صَوْنُ المسجد عن إنْشَادِ شِعْرٍ قَبِيحٍ، وَإِنْشَادِ ضَالَّة وَنُشْدَانِهَا، وَيُسَنُّ لِسَامِع نُشْدَانِ الضَّالة أَنْ يَقُول: لا رَدّهَا الله عَلَيْكَ، لِمَا وَرَدَ عَنْ أَبِي هريرة - رَضِيَ اللهُ عُنْهُ – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِِ ?: «مَنْ سَمِعَ رَجُلاً يُنْشِدُ فِي المسجدِ ضَالَّةً فَلَيْقُلْ: لا أَدَّاهَا الله إليكَ، فَإِنَّ المساجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا». رَواهُ أَحْمَدُ، وَمُسْلِم، وابن مَاجَة.

وَعَنْ بُرَيْدَةَ: أَنَّ رَجُلاً نَشَدَ في المسجِدِ فَقَال: مَنْ دَعَا إلى الجَمَل الأحْمَر؟ فقال النَّبِيُّ ?: «لا وَجَدْتَ، إِنَّمَا بُنِيَتِ المساجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ». رواهُ أحْمَدُ، وَمُسْلِمُ، وابن ماجَة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير