(وَأَزْكَى صَلاة اللهِ ثُمَّ سَلامُهُ
(عَلَى الْمُصْطَفَى أَزْكَى البَرِيَّةِ تَنْزِلُ
(
آخر:
مَطَالبُ النَّاسِ في دُنْيَاكَ أَجْنَاسُ
(فَاقْصُدْ فَلا مَطْلَبٌ يَبْقَى وَلا نَاسُ
(وَارْضَى القَنَاعَةَ مَالاً وَالتُّقَى حَسَبًا
(فَمَا عَلَى ذِي تُقىً مِنْ دَهْرِه بَاسُ
(وَإِنْ عَلَتْكَ رُؤُوْسٌ وَازْدَرَتْكَ فِفِي
(بِطْنِ الثَّرَى يَتَسَاوَى الرِّجْلُ وَالرَّاسُ
(
آخر:
عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ واقْتَنَعْ بِرِزْقِهِ
(فَخَيْرُ عِبَادِ اللهِ مِنْ هُوَ قَانِعُ
(وَلا تُلْهِكَ الدُّنْيَا وَلا طَمَعٌ لَهَا
(فَقَدْ يُهْلِكُ الْمُغْرُورَ فِيهَا الْمَطَامِعُ
(وَصَبْرًا عَلَى نَوْبَاتِ مَا نَابَ وَاعْتَرِفُ
(فَمَا يَسْتَوِي حُرٌ صَبُورٌ وَجَازِعُ
(أَعَاذلُ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنْ الفَتَى
(إِذَا حَشْرَجَتْ بِالنَّفْسِ مِنْهُ الأَضَالعَ
(آخر:
للهِ قَوْمٌ أَطَاعُوا اللهِ خَالِقَهُمْ
(فَآمَنُوا وَاسْتَقَامُوا مِثْلَ مَا أَمُرُوا
(وَالوَجْدُ وَالشَّوقُ وَالأَفْكَارُ قُوتُهُمُوا
(وَلازَمُوا الْجِدَّ وَالإِدْلاجَ في البُكَرِ
(وَبَادِرُوا لِرِضَا مَوْلاهُمُوا وَسَعَوْا
(قَصْدَ السَّبِيل إِليهِ سَعْيَ مُؤْثمِرِ
(وَشَمَّرُوا وَاسْتَعَدُّوا وِفْقَ مَا طُلِبُوا
(وَاسْتَغْرُقُوا وَقْتَهُمْ فِي الصَّوْمِ وَالسَّهَرِ
(وَجَاهَدُوا وَانْتَهَوْا عَمَّا يُبَاعِدُهُمْ
(عَنْ بَابِهِ وَاسْتَلانُوا كُلَّ ذِي وَعَرِ
(جَنَّاتُ عَدْنٍ لَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ بِهَا
(فِي مَقْعَدِ الصِّدْقِ بَيْنَ الرَّوْضِ وَالزَّهَرِ
(لَهُمْ مِنَ اللهِ مَالا شَيْءَ يَعْدِلُهُ
(سَمَاعُ تَسْلِيمِهِ وَالفَوْزُ بِالنَّظَرِ
(
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا تَوْفِيقًا يَقِينًا عَنْ مَعَاصِيكَ وَأَرْشِدْنَا إِلى السَّعْيِ فِيمَا يُرْضِيكَ، وَأَجِرْنَا يَا مَوْلانَا مِنْ خِزْيكَ وَعَذَابِكَ وَهَبْ لَنَا مَا وَهَبْتَهُ لأَوْلِيَائِكَ وَأَحْبَابِكَ، وَاغْفِرَ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ والْمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[22 - 01 - 09, 03:52 م]ـ
فَصْلٌ)
قال اللهُ تَباركَ وتعالى وَتَقَدَّس: ? إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ?.
قال بعض أهل العلم: في هذه الآية فوائد منها: أنَّ أصْل أَمْرِ المتَّقِين السَّلامَةُ وَإِنْ عَرِضَ طَيْفٌ بَعْضِ الأَحْيَان.
ومنها: إذَا مَسَّهم والْمَسَّ مُلامَسَة مِن غيرِ تمكُنٍ كالكفار فإن الشيطان يَتَجَرَّد عليهم ويَخْتَلس مِن قُلُوب المتَّقِينِ المؤمنين حِينَ تَنَامُ العُقُولُ الْحَارِسَةِ لِلْقُلُوب.
فإذا اسْتَيْقَظُوا انْبَعَثَ مِن قلوبهم جُيُوشُ الاسْتِغْفَار والذلَةِ إلى اللهِ تعالى والافتقار فاْسَترجَعُوا مِن الشيطان ما اختلسَهُ وأخذوا منه ما افَترِسَه.
ومنها: أَنَّهُ أشارَ بالطيف إلى أَنَّهُ لا يُمْكِنُهُ أَنْ يأتي القلوبَ الدائمة الْمُسْتَيْقِظَةِ إنما يأتِي القُلُوبَ في حِينَ منامِها يَرْجُو غَفْلَتَهَا ومن لا نوم لَهُ فَلا طَيف يَردُ عليه.
ومنها: أنَّ الطَيْفِ الذي في مَنَامِكَ فإذا اسْتَيْقَظْتَ فلا وُجُودَ لَهُ.
ومنها: أَنَّهُ قال: تَذَكَّرُوا ولم يَقلْ ذَكَرُوا إِشَارَةً إِلى أَنَّ الغَفْلَةَ لا يَطْرُدُهَا الذكر مِن غَفْلَةِ القلب إِنَّمَا يَطْرُدُهَا التذكر والاعتبار لأَنَّ الذكر مَيْدَانُه اللسان والتذكر مَيْدَانُه القلب.
ومنها أنه قال: تذكروا فحذف مُتَعَلَّقِةِ ولم يَقُلْ تذكَّرُوا الجنةَ والنار والعقوبة لأن التذكر الماحي لِطَيف الْهَوى مِن قلوب المتقين على حساب مَرَاتِبِ المتقين.
وَمَرْتَبَة التَّقوى يَدْخُلُ فيها الرسُل والأنبياء والصِّديقُونَ والأولياء والصالحون والمسلمون فتقوى كل أحد على حسب مقامه.
لذلك يَذْكَرُ كُلُ واحِدٍ على حَسَب مَقَامِهِ فلو ذكر قِسْمًا مِن أَقْسَام التَّذَكْرِ لم يدخُلْ فيه إلا أَهْلُ ذَلِكَ القِسْم.
شِعْرًا:
¥