تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحرير محل النزاع في المسائل الخلافية المتعلقة بالقياس؟]

ـ[البشير الزيتوني]ــــــــ[19 - 02 - 09, 04:14 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله وصحبه وسلم.

وهذه رسالة دكتوراه بديعة وجديدة في بابها، أضع لكم بياناتها من بروتوكول الباحث:

المملكة العربية السعودية

وزارة التعليم العالي

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

كلية الشريعة بالرياض

قسم أصول الفقه

تحرير محل النزاع في المسائل

الخلافية المتعلقة بالقياس

جمعاً ودراسة

رسالة مقدمة لقسم أصول الفقه

لنيل درجة الدكتوراه

إعداد الطالب

تراوري مامادو

بإشراف الدكتور

محمد بن عبد الرزاق الدويش

الأستاذ المشارك في قسم أصول الفقه بالكلية

العام الجامعي

1424 - 1425 هـ

أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

إن الشريعة الإسلامية التي تستوعب بتعاليمها جميع مناحي الحياة، تستمد شموليتها وعمومها من نصوص هذه الشريعة، وهذه النصوص محدودة في ألفاظها ومبناها، ولكنها أوسع وأشمل في محتواها ومعناها، الأمر الذي مكَّن علماء المسلمين من استنباط قواعد من هذه النصوص التي ما فتئت تساير أحداث العالم في كل صغير وكبير، ولن تزال ـ بإذن الله ـ هكذا، ومن أشهر هذه القواعد المرنة قاعدة القياس، التي يمكن القول بحق أنها جسر الاجتهاد المتين التي تربط بين النصوص والوقائع.

ولمَّا كان القياس بهذه المنزلة فقد برزت في موضوعه مسائل كثيرة جداً، وما كان ذلك إلا نتيجة الاستنباط التي أثمرتها جهود أولئك الجهابذة الذين نذروا حياتهم في تفهُّم معاني هذه النصوص واستخراج أحكام الوقائع منها؛ طلباً للأجر الذي وُعد به المجتهدون، فاحتاج الأمر إلى وضع ضوابط تجمع شتات هذا التشعب، وتُيسِّر على الدارس معرفة المآخذ، فكان تحرير محل النزاع أحد وسائل هذا الضبط.

فتحرير محل النزاع يُخرج من النزاع في أية مسألة ما ليس منها، ويستدعي إدخال ما ظُنَّ أنه كان خارجاً عنها، والواقع أنه داخل فيها، وهو بهذا يقلل الخلاف في المسألة ويحصره في نطاقه فقط دون ما سواه.

كما أن تحرير محل النزاع يفتح الأذهان للنظر في الثمرة المترتبة على النزاع ليعرف ما إذا كان لهذا النزاع عمل يرجى أو هو خلاف لفظي يهون الأمر فيه.

كما أن تحرير محل النزاع يُبعد العلماء عن النزاع فيما لا فائدة علمية فيه حتى يصرفوا جهدهم إلى ما يفيد.

وهو موضوع لا أعلم أنه خدم أو أعدت دراسة معينة فيه.

كل هذا دعاني إلى اختيار هذا الموضوع للتسجيل فيه في هذه المرحلة.

الدراسات السابقة:

من المعلوم أن الأصوليين السابقين قد طرقوا أبواباً كثيرة من موضوعات الأصول إما بالتفصيل أو بالإجمال أو بالإشارة إلى ما يمكن اعتباره من الموضوعات المهمة إذا قدِّر لها أن تجمع وتدرس، الأمر الذي ترك لمن بعدهم أن يجدوا من آثارهم ما هو قابل للتفصيل كالاستدلال بأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم وتقريراته، وأقل الجمع، والسبب، والشرط، والمانع، والاستقراء ونحوها، وما هو قابل للجمع والدراسة، مثل مراعاة الخلاف، وسبب الخلاف، وصوارف النصوص والحدود ونحوها، وما هو قابل للفحص والنظر والتمحيص مثل الاحتياط والاستدلال، ودلالة الاقتران ونحوها.

وكان موضوع تحرير محل النزاع مما تناوله الأصوليون بطريقة موجزة في بعض الموضوعات ومنها القياس، مثل الأئمة: الجويني في «البرهان» والغزالي في «المستصفى» و «أساس القياس» والآمدي في «الإحكام» والرازي في «المحصول» وصدر الشريعة في «التوضيح لمتن التنقيح» والقرافي في «نفائس الأصول» والهندي في «نهاية الوصول» والزركشي في «البحر المحيط» كما صدر أخيراً للدكتور عبد الكريم النملة كتاب «الخلاف اللفظي عند الأصوليين» الذي تناول موضوع تحرير محل النزاع في كثير من موضوعات الأصول بصفة عامة ومنها القياس، إلا أن تفاصيل الموضوع المتعلقة بالقياس لا تزال بحاجة إلى المزيد من العناية خاصة موضوع تحرير محل النزاع؛ لعدم وجود رسالة مستقلة فيه.

الإضافات على هذه الدراسات السابقة:

وعليه سيكون تناولي للموضوع من النواحي الآتية:

أولاً: جمع ما تناثر منه بين مسائل القياس ودراستها.

ثانياً: تفصيل ما أجده مجملاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير