وقال السيوطي في تفسيره (ومن يشاقق الرسول) الآية: "أخرج ابن أبي حاتم () عن ابن عمر قال دعاني معاوية فقال: بايع لابن أخيك، فقلت: يا معاوية (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)، فأسكته عني".
وأخرج ابن أبي حاتم () عن مالك قال: كان عمر بن عبد العزيز يقول "سن رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif وولاة الأمر من بعده سنناً، الأخذ بها تصديق لكتاب الله واستكمالاً لطاعة الله، وقوة على دين الله ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر فيما خالفها، من اقتدى بها مهتد، ومن استنصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه ما تولى وصلاه جهنم وساءت مصيراً".
قال السيوطي: وأخرج الترمذي والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عمر قال: قال رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif لا يجمع الله هذه الأمة على الضلالة أبداً ويد الله على الجماعة فمن شذ شذ في النار" … انتهى كلامه.
وقال الشوكاني (): (غير سبيل المؤمنين غير طريقهم وهو ما هم عليه من دين الإسلام والتمسك بأحكامه) أ. هـ.
وقال القاسمي (): " (ومن يشاقق الرسول) أي يخالفه ويعاديه (من بعد ما تبين له الهدى) أي اتضح له الحق (ويتبع غير سبيل المؤمنين) أي غير ما هم مستمرون عليه من عقد وعمل، وهو الدين القيم (نوله ما تولى) أي نجعله والياً ما تولاه من المشاقة ومتابعة غير سبيلهم …" أ. هـ
أقول مما تقدم من أقوال أهل العلم من المفسرين نجد أن كل تفاسيرهم إنما تؤدي إلى نتيجة واحدة، وقاعدة جليلة، ألا وهي أنه لا يجوز استحداث رأي لم يرد عن سلف هذه الأمة ولا تجوز مخالفتهم إذا ما اتفقوا على أمر، سواء كان ذاك الأمر من الأمور العقائدية، أو من الأمور الشرعية العملية، وهذا ما قد بينته فيما تقدم في هذا البحث، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(ما الواجب على دعاة اليوم)
مما تقدم كله نستطيع أن نجيب على سؤال هام وهو:
ما واجب الدعاة الإسلاميين في وقتنا الحاضر؟
أقول بعد أن بينا إلام كانت دعوة الأنبياء، ثم بينا أهمية العقيدة في حياة الأمة، اتضح مما ذكرنا أن الدعوة إنما هي:
1 - دعوة عقائدية. 2 - دعوة عملية.
وإلى هذا كانت دعوة الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.
وحيث أننا يلزمنا أن نسلك طريق الأنبياء، وخاصة نبينا محمد http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif إذن فالواجب أن ندعو إلى ما دعا إليه الأنبياء، بل إن نبينا محمد http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif مأمور بذلك، أقصد أن يدعو إلى ما دعا إليه الأنبياء من قبله. قال الله تعالى:
] أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده [().
وقوله تعالى:] أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً [().
وهذا الأمر من الله لرسوله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif بأن يلتزم منهج الأنبياء ودين الأنبياء () من قبله عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام وهذا أمر من الله لنبيه http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif وهو للوجوب، كما هو معلوم عند أهل الأصول أن الأمر الأصل فيه أنه يدل على الوجوب.
وسبب الأمر بهذا، قال ابن تيمية () رحمه الله: وقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif أنه قال: "إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد، الأنبياء أخوة لعلات، وإن أولى الناس بابن مريم لأنا، أنه ليس بيني وبينه نبي".
فالدين واحد وإنما تنوعت شرائعهم ومناهجهم، كما قال تعالى:
] لكلٍّ جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً [أهـ.
مما تقدم نستطيع أن نقول إن الله -تبارك وتعالى- أوجب علينا اتباع رسوله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif في كل ما جاء به من الشرائع والدين، وبنفس الوقت أمر الله -تبارك وتعالى- رسوله باتباع من سبقه من الأنبياء والمرسلين، فاتباعنا للنبي http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif يعني اتباعنا لمنهج الأنبياء من قبله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.
خلاصة القول، أن واجب الدعاة الإسلاميين في وقتنا الحاضر أن يدعوا لأمرين هما:
1 - الدعوة العقائدية 2 - الدعوة العملية
¥