وخصوصاً بعد أن انتشرت في زماننا الحاضر البدع والخرافات، وأدخل في الدين أموراً لم تكن منه في زمن النبوة، فالواجب على الدعاة، الدعوة إلى ما دعا إليه رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif وبمعنى آخر وأبسط الدعوة إلى الكتاب والسنة الصحيحة.
وجوب التقييد والالتزام بمذهب السلف الصالح
رضي الله عنهم
أرجع فأقول إن قولي المتقدم أن الدعوة تكون إلى الكتاب والسنة أو إلى الدعوة العقائدية والدعوة العملية، أقول إن ذلك فيه شيء من الإجمال يجب تبيينه. هذا الإجمال هو أنه في زماننا الحاضر اختلفت مفاهيم الدعاة للكتاب والسنة، فكل داع سواء داع إلى السنة أو البدعة، إذا وجهنا إليه هذا السؤال، إلام تدعو؟ فسيجيبنا بالطبع إنما أدعو إلى الكتاب والسنة.
وإننا نجد الكثير من الدعاة مع أنهم كلهم يدّعون أنهم يدعون للكتاب والسنة، ومع ذلك نجد أن مناهجهم تخالف بعضها البعض، لا أقول في الفروع بل في أصول الدين () والعقائد فما السر في ذلك؟!
إن الذي ينبغي أن يفهمه كل داع أن السر في تضارب مناهج الدعاة في وقتنا الحاضر مع أنهم كلهم يدَّعون أنهم يدعون إلى الكتاب والسنة، أقول إن السر في تضارب مناهجهم هو أن كل داع يريد أن يدعو إلى الكتاب والسنة بفهمه الخاص، قلت: وإذا كان الأمر كذلك فسيضيع الفهم الصحيح للكتاب والسنة، إذن فما هو الحل؟!
أقول إن الحل هو أن ندعو إلى الكتاب والسنة بحسب مراد الله -تبارك وتعالى- ومراد رسوله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif .
ولكن من الذي يوصلنا إلى معرفة مراد الله -تبارك وتعالى-، ومراد رسوله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif وهنا سيكون بحثنا.
أقول إن من المعلوم أن الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- عاصروا رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif وشاهدوا أفعاله، وسمعوا أقواله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif والأمر كما قال http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif : " ليس الخبر كالمعاينة"، إذن فإن الذي عاصر الأحداث ليس كالذي نقلت إليه.
فالصحابة الكرام -رضوان الله عليهم أجمعين- كانوا أفهم الناس في فهم النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، وكيف لا يكونوا كذلك وهم الذين قال فيهم رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، وكيف لا يكونوا كذلك وهم الذين نقلوا إلينا الشريعة أصلاً.
فنحن بين أمرين لا ثالث لهما، إما أن نقول: إن الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- فهموا النصوص الشرعية، ثم نقلوها إلينا، وإما أن يكون الصحابة لم يفهموا النصوص الشرعية…
والثاني باطل حيث أن سيؤدينا إلى رد الشريعة كلها، لأن هؤلاء الرجال هم الذين نقلوا إلينا هذه الشريعة فإن لم يكونوا قد فهموها، فعند ذلك كيف نأخذ شريعة الله من قوم لم يفهموها؟
وكيف نحملها عن قوم لم يدركوا ما ينقلوا وحاشاهم -رضي الله عنهم- لا أعتقد أحداً من المسلمين يقول بهذا القول.
إذن فلا جواب إلا أن نقول: إن الصحابة -رضي الله عنهم- قد فهموا هذه الشريعة بدليل أن النبي http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif قد شهد لهم بالخيرية. هذا أولاً. ثانياً: إن النبي http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif أمرهم أن يبلغوا عنه حيث قال: "بلغوا عني ولو آية" () فكيف يأمرهم النبي http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif أن يبلغوا عنه وهم لم يفهموا بما يبلغونه عنه؟!
إذن فلولا أن النبي http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif علم أن هؤلاء الرجال -رضي الله عنهم- فهموا عنه http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif كلامه وكلام ربه لما أمرهم بتبليغ شريعته وحملها عليهم، بل لو أن الله -عز وجل- رأى أن هؤلاء الرجال لم يفهموا مراده -عز وجل- ولم يفهموا مراد رسوله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif لبين الله -تعالى- لنبيه أن هؤلاء الرجال غير مؤهلين لحمل هذا الدين لأنهم حينئذ لا يصلحوا للتبليغ، لأنهم لم يفهموا مراد الله -تبارك وتعالى- ولم يفهموا مراد رسوله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif
¥