تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

] كنتم خير أمة أخرجت للناس [().

وكيف يدعو إلى الكتاب والسنة من لم يفهموا مرادها؟!

هذا باطل وخصوصاً أن الله -تبارك وتعالى- قد اشترط البصيرة في الدعوة قال تعالى:

] قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني [().

فشرط الله للدعوة البصيرة والفهم.

إذن فلما أمر الرسول http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif أصحابه بالتبليغ ولم ينكر ربنا ذلك. علم من هذا أن الصحابة كانوا يدعوا إلى الكتاب والسنة على مراد الله ومراد الرسول http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif وبعد أن تحمل جيل الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- تبليغ الكتاب والسنة، خرج جيل جديد وهم التابعون وهم أبناء الصحابة -رضي الله عنهم-.

فنشأ هذا الجيل تحت تربية الصحابة -آباءهم- وأخذوا عنهم فهمهم للكتاب والسنة وحذو حذوهم، حذو الحذة بالحذة، ثم إلى بعد جيل التابعين جيل أتباع التابعين، فنقلوا عن التابعين عقيدتهم وفهمهم للكتاب والسنة فنتج عن ذلك أن هذه القرون الثلاثة وهم السلف الصالح إنما أخذوا دينهم على مراد الله ورسوله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif ولذلك شهد لهم رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif بالخيرية في حديثه الصحيح حيث يقول: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" وما ذلك إلا لأنهم فهموا مراد الله ومراد رسوله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif ولو كان السلف الصالح -رضوان الله عليهم أجمعين- لم يفهموا مراد الله ومراد رسوله لما منحهم أبو القاسم http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif تلك المنزلة الرفيعة وشهد لهم بالخيرية في أكثر من موضع.

ولو لم يفهم السلف الصالح والصحابة -رضي الله عنهم- مراد الله ومراد رسوله لما شهد لهم الله تبارك وتعالى بالفضل والرضى عنهم حيث قال فيهم:

] والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه [().

إذن فمن كل الأدلة المتقدمة نستطيع أن نبني قاعدة جليلة عظيمة، وهي أنه لا يجوز الدعوة إلى الكتاب والسنة إلا بفهم السلف الصالح -رضي الله عنهم أجمعين-.

نقل الذهبي عن عباد بن العوام، قال: قدم علينا شريك بن عبد الله من نحو خمسين سنة فقلنا له: يا أبا عبد الله، إن عندنا قوماً من المعتزلة ينكرون هذه الأحاديث، "إن الله ينزل إلى السماء الدنيا" و"إن أهل الجنة يرون ربهم". فحدثني شريك بنحو من عشرة أحاديث في هذا ثم قال: أما نحن فأخذنا ديننا عن أبناء التابعين عن الصحابة، فهم عمن أخذوا؟! أهـ. ()

إذن فالدعوة إلى الكتاب والسنة تكون بفهم السلف الصالح -رضوان الله عليهم- لأن السلف الصالح إذا اتفقوا على أمر يكون اتفاقهم سبيل المؤمنين والله تبارك وتعالى لما طلب منا اتباع النبي http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif لم يكتف بذلك فقط، بل أمرنا باتباع سبيل المؤمنين حيث قال تعالى:

] ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً [

فإذا ما اتفق السلف على أمر شرعي عقائدي أو عملي وجب على من بعدهم اتباعهم في ذلك، لأن المخالف حينئذ لو خالفهم يكون قد اتبع غير سبيل المؤمنين، والذي توعد الله لمن خالفه بأن يوليه ما تولى ويصله جهنم وساءت مصيراً.

روى اللالكائي بسنده إلى عمر بن عبد العزيز قال: (سن رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif وولاة الأمر من بعده سنناً الأخذ بها تصديق لكتاب الله عز وجل واستكمال لطاعته وقوة على دين الله ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر فيما خالفها فمن اقتدى بما سنوا اهتدى ومن استنصر بها نصر ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله -عز وجل- ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً) أهـ. ()

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير