تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

] إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه [()

"وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف -رحمهم الله- لم يختلفوا في أن الله تعالى على عرشه وعرشه فوق سماواته" أ. هـ.

ثم ساق الصابوني -رحمه الله- بسنده إلى مالك عن جعفر بن عبد الله قال:

"جاء رجل لمالك بن أنس فقال: يا أبا عبد الله، الرحمن على العرش استوى، كيف استوى؟

قال: فما رأيت مالكاً وجد من شيء كوجده من مقالته وعلته الرحباء واطرق القوم فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه ثم سُري عن مالك فقال: الكيف غير معلوم والاستواء غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وإني لأخاف أن تكون ضالاً ثم أمر به فأخرج" أ. هـ.

ثم ساق الصابوني بسنده إلى أحمد بن شقيق أنه قال: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: "نعرف ربنا فوق سبع سماوات على العرش استوى بائنا من خلقه، ولا نقول كما قالت الجهمية أنه ههنا، وأشار إلى الأرض" أ. هـ.

وبسنده -أي الصابوني- إلى ابن خزيمة أنه قال: "من لم يقر بأن الله -عز وجل- على عرشه قد استوى فوق سبع سماوات فهو كافر به حلال الدم يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذى به المسلمون، ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته. وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين، إذ المسلم لا يرث الكافر" أ. هـ.

ويتابع الصابوني فيقول: "ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب () -سبحانه وتعالى- كل ليلة إلى السماء الدنيا من غير تشبيه له بنزول المخلوقين، ولا تمثيل ولا تكييف، بل يثبتون ما أثبته رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif وينتهون فيه إليه .. ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره ويكلون علمه إلى الله، وكذلك يثبتون ما أنزل الله -عز اسمه- في كتابه من ذكر المجيء والإتيان المذكورين في قوله -عز وجل-

] هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقُضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور [().

وقوله -عز اسمه-:

] وجاء ربك والملك صفاً صفاً [() أ. هـ.

ثم ساق الصابوني بسنده إلى إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ابن راهويه. قوله: "قال لي الأمير عبد الله بن طاهر يا أبا يعقوب هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif " ينزل ربنا إلى سماء الدنيا" كيف ينزل؟ قال: قلت: أعز الله الأمير لا يقال لأمر الرب كيف، إنما ينزل بلا كيف" أ. هـ.

قلت ثم ساق الصابوني قوله: "سمعت الأستاذ أبا منصور على أثر هذا الحديث الذي أملاه علينا يقول: سئل أبو حنيفة عنه فقال: ينزل بلا كيف" أ. هـ.

قلت: ثم نقل الصابوني كلام ابن خزيمة في كتابه التوحيد، حيث قال ابن خزيمة: " .. باب ذكر أخبار ثابتة المسند رواها علماء الحجاز والعراق في نزول الرب إلى السماء الدنيا كل ليلة من غير صفة كيفية النزول مع إثبات النزول".

نشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه، متيقن بما في هذه الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية لأن نبينا http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى السماء الدنيا وأعلمنا أنه ينزل، والله -عز وجل- ولى نبيه http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif بيان ما بالمسلمين إليه الحاجة من أمر دينهم، فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية إذا النبي http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif لم يصف لنا كيفية النزول" أ. هـ.

وبعد أن انتهى الصابوني -رحمه الله- من تقرير هذه المسألة انتقل إلى مسألة مذهب السلف في عدم الخوض عن كيفية الأمور التي ثبت عن النبي http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif إضافتها لله من الأسماء والصفات، فساق بسنده إلى مالك بن أنس أنه قال: "إياكم والبدع قيل: يا أبا عبد الله وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسمائه وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته لا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون" أ. هـ.

وبسنده -الصابوني- إلى الوليد بن مسلم قال: "سألت الأوزاعي وسفيان ومالك بن أنس عن هذه الأحاديث في الصفات والرؤية قال: أمرها كما جاءت" أ. هـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير